الجيش الأميركي يؤسس وحدة مسيرات Reaper على بعد 250 ميلاً من الصين

time reading iconدقائق القراءة - 5
طائرة أميركية مسيرة من طراز MQ-9 Reaper تتحرك على مدرج مطار رافائيل هيرنانديز في بورتوريكو. 9 سبتمبر 2025 - reuters
طائرة أميركية مسيرة من طراز MQ-9 Reaper تتحرك على مدرج مطار رافائيل هيرنانديز في بورتوريكو. 9 سبتمبر 2025 - reuters
دبي-الشرق

تعمل القوات الجوية الأميركية على إرساء وجود دائم للطائرات المُسيرة في شبه الجزيرة الكورية، بعدما أعادت تفعيل السرب (431) الذي يعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية في كوريا الجنوبية، وسط توترات عسكرية متصاعدة في المنطقة، حسبما أوردته شبكة CNN.

وأعادت القوات الجوية الأميركية، الاثنين، تفعيل السرب (431) للاستطلاع الطارئ في قاعدة "كونسان" الجوية الواقعة على الساحل الغربي لكوريا الجنوبية، جنوب العاصمة سول، حيث سيتولى تشغيل طائرات MQ-9 Reaper المُسيرة (مداها 1600 ميل)، من القاعدة التي تبعد 250 ميلاً عن البر الرئيسي للصين.

ولم يُكشف عن عدد الطائرات التي ستتمركز في قاعدة كونسان، غير أن بياناً لسلاح الجو أشار إلى وجود 50 طائرة ضمن مخزون قيادة العمليات الخاصة الأميركية حتى يناير الماضي.

وتشكل هذه الخطوة تحركاً جديداً لتعزيز القدرات الجوية الأميركية في شبه الجزيرة الكورية، بعدما أعادت واشنطن خلال الأشهر الأخيرة تموضع مقاتلات F-16 بالقرب من كوريا الشمالية. 

كما تأتي بعد أسابيع قليلة من ظهور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى جانب نظيره الصيني شي جين بينج خلال عرض عسكري ضخم في بكين. 

ما قدرات مسيرات Reaper؟

وطائرات Reaper هي مُسيرات توربينية بمحرك واحد، قادرة على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام القتالية وغيرها، وذلك وفقاً لكتيب تعريفي صادر عن سلاح الجو الأميركي. 

وبفضل مداها الذي يتجاوز 1600 ميل (2575 كيلومتراً) وقدرتها على البقاء في الجو لفترات غير محدودة عبر التزود بالوقود جواً، ستمنح طائرات Reaper دفعة كبيرة لقدرات القوات الأميركية في المنطقة.

ويغطي مدى الطائرات ليس فقط كوريا الشمالية، إذ تبعد المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين نحو 150 ميلاً شمال قاعدة "كونسان"، بل يمتد أيضاً إلى بحر الصين الشرقي وتايوان على مسافة تقارب 800 ميل. 

ولا يبعد البر الرئيسي للصين سوى نحو 250 ميلاً عن قاعدة "كونسان"، فيما يقع بحر بوهاي، الذي تجري فيه البحرية الصينية تدريباتها بشكل متكرر، على بعد نحو 600 ميل من القاعدة الجوية الأميركية. 

وقال بيان لسلاح الجو الأميركي إن "عمليات طائرات MQ-9 ستدعم أولويات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في مسرح العمليات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، الذي يمتد من السواحل الغربية للولايات المتحدة إلى الحدود الغربية للهند، ومن القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي. 

وأكد المقدم دوجلاس سلايتر، الذي سيتولى قيادة السرب، أن "نشر طائرات MQ-9 يضيف قدرة قوية إلى المنطقة"، مضيفاً: "نحن هنا لدعم المهمة وتعميق التعاون وإظهار التزامنا المشترك بالحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ". 

وبإمكان هذه الطائرات حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة في المهام القتالية، بما يشمل صواريخ "هيل فاير"Hellfire وقنابل موجهة بالليزر. 

واعتبرت CNN أن التمركز الدائم لطائرات Reaper في كونسان يؤكد "التزام واشنطن بدعم كوريا الجنوبية وحلفائها وشركائها في منطقة المحيط الهادئ، في وقت أثيرت فيه تساؤلات حول هذا الالتزام مع تركيز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التحديات الأمنية الداخلية".

إحياء "السرب 431"

ويمثل إطلاق اسم "السرب 431" على الوحدة الجديدة إحياءً لتشكيل يعود إلى الحرب العالمية الثانية، حين تم تأسيس السرب عام 1943 في أستراليا كسرب مقاتلات طويلة المدى من طراز "لايتنينج بي-38" (P-38 Lightning) لمرافقة قاذفات القنابل الأميركية في مسرح العمليات بالمحيط الهادئ. 

وكان السرب قد نشط آخر مرة كسرب اختبارات لطائرات F-111 في ولاية كاليفورنيا، قبل أن يتم إغلاقه في عام 1992.

وتُعد إعادة تفعيل السرب في كوريا الجنوبية ثاني خطوة كبيرة لسلاح الجو الأميركي هذا العام في شبه الجزيرة الكورية، ففي يوليو الماضي، بدأت القوات الجوية نقل مقاتلات F-16 من قاعدة "كونسان" إلى قاعدة "أوسان" الجوية الواقعة على بُعد أكثر من 80 ميلاً شمالاً، لتشكيل ما وصفته بـ"سرب خارق" أقرب إلى كوريا الشمالية. 

ووفقاً لبيان صادر في يوليو، كان من المقرر نقل 31 طائرة F-16 و1000 فرد من كونسان إلى أوسان بحلول أكتوبر المقبل، ومن المتوقع أن يستمر هذا النقل المؤقت حتى أكتوبر من العام المقبل، بهدف "تعظيم القدرات وزيادة الفعالية القتالية في شبه الجزيرة الكورية".

تصنيفات

قصص قد تهمك