
دعت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تكثيف رده على ما وصفته بـ"حرب روسيا الهجينة"، التي قالت إنها "مجرد بداية"، وتهدف إلى زرع الانقسام في أوروبا، حسبما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وقالت فريدريكسن إن هناك حاجة إلى نقاش "معمق" داخل الحلف بشأن كيفية الرد على "أعمال موسكو العدائية"، بدءاً من انتهاكات المجال الجوي، ووصولاً إلى أعمال التخريب.
وأضافت في تصريحات للصحيفة: "علينا أن نكون منفتحين للغاية بشأن حقيقة أن هذه ربما تكون مجرد البداية. نحتاج إلى أن يفهم جميع الأوروبيين ما هو على المحك وما يحدث. عندما تكون هناك طائرات مسيرة أو هجمات إلكترونية، فإن الفكرة هي تقسيمنا".
وحذرت فريدريكسن من أن زيادة الإنفاق الأوروبي على معدات الدفاع ضد الطائرات المسيرة والدفاع السيبراني وحدها لن تكفي، قائلة إن "فكرة الحرب الهجينة هي تهديدنا، وتقسيمنا، وزعزعة استقرارنا. استخدام الطائرات المسيرة يوماً، والهجمات السيبرانية في اليوم التالي، والتخريب في اليوم الثالث. لذا، لن ينتهي هذا الأمر بتعزيز القدرات فحسب".
وأضافت: "ليست الدنمارك وحدها من تشهد هذه الحوادث"، كما أعربت فريدريكسن عن فخرها بقدرة جرينلاند على التعامل مع "الوضع الصعب"، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يريد انتزاع السيطرة على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي، مبدية رغبتها في تعزيز تعاونها مع جميع دول القطب الشمالي، باستثناء روسيا، فيما يتعلق بالأمن حول جرينلاند.
وأدت المسيرات مجهولة المصدر إلى إغلاق المطار الرئيسي في الدنمارك والعديد من المطارات الإقليمية، بالإضافة إلى رصدها فوق مواقع عسكرية متعددة الأسبوع الماضي، فيما وصفه دبلوماسيون بأنه "جرس إنذار" لأوروبا.
وجاءت التوغلات الجوية في الدنمارك، بعد ما قالت عدة دول في حلف الناتو أن روسيا "انتهكت" مجالها الجوي بطائرات مأهولة وغير مأهولة هذا الشهر، ما دفع طائرات مقاتلة تابعة لحلف الناتو إلى إسقاط مسيرات فوق بولندا في أول مواجهة مباشرة بين التحالف الغربي وروسيا منذ غزو أوكرانيا في عام 2022.
محادثات مرتقبة في كوبنهاجن
ورداً على هذه الحوادث، عقد الناتو محادثات طارئة مرتين وأدان "الأفعال غير المسؤولة" لموسكو، كما أطلق عملية "الحارس الشرقي"، وهي مهمة دورية عسكرية في أوروبا الشرقية تشمل أنظمة جوية وبرية إضافية من الحلفاء بما في ذلك الدنمارك وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتستقبل الدنمارك هذا الأسبوع، قادة من جميع أنحاء أوروبا لحضور قمتين تركزان على تعزيز أمن القارة وزيادة الدعم لأوكرانيا.
وبينما يُعقد في اليوم الأول اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي، سيشارك الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الخميس، في نقاش أوسع مع القادة الأوروبيين، بمن فيهم قادة من أوكرانيا والمملكة المتحدة.
وسيناقش قادة الاتحاد الأوروبي مقترحات لتسريع الاستثمارات الوطنية والجماعية في الدفاعات الجوية، بما في ذلك "جدار الطائرات المسيرة" في الدول المجاورة لروسيا أو أوكرانيا، رداً على الحوادث الأخيرة.
وأعلنت الدنمارك أنها ستشتري بشكل عاجل قدرات جديدة مضادة للطائرات المسيرة بعد فشلها في اكتشاف أو تعطيل المسيرات التي انتهكت مجالها الجوي.
وعرضت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، منها ألمانيا وفرنسا والسويد والنرويج وفنلندا، قدرات مضادة للطائرات المسيرة على كوبنهاجن.
واعتبر مسؤول دنماركي أن تلقي التكنولوجيا من السويد المجاورة، منافستها التاريخية، أمر "مُهين للغاية".
وقال دبلوماسيون يعملون على التحضيرات لقمة الاتحاد الأوروبي إنهم واثقون من "توافق واسع" بين القادة.
وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي يعملون على التمويل المشترك لـ"جدار الطائرات المسيرة" إنهم على دراية بشكاوى من غرب وجنوب أوروبا من أن الجزء الأكبر من هذا الإنفاق سيفيد الدول الشرقية والشمالية، ويحاولون إيجاد سبل تعود بالنفع على جميع الأعضاء.
وأشارت أجهزة الاستخبارات الغربية إلى "محاولات تخريبية"، نسبتها إلى موسكو وقعت العام الماضي، بما في ذلك هجمات الحرائق العمدية، وقطع الكابلات البحرية والهجمات الإلكترونية في دول مثل ألمانيا وبولندا ودول البلطيق وبريطانيا.
وتتعرض الدنمارك لضغوط ليس فقط من روسيا، خصمها الأوروبي، ولكن أيضاً من حليفها الرئيسي المفترض، الولايات المتحدة.