قادة أوروبا يجتمعون في كوبنهاجن وسط ترتيبات أمنية مشددة لمناقشة "حرب روسيا الهجينة"

مشاريع الدفاع وعضوية أوكرانيا وعقوبات موسكو على رأس جدول أعمال الاجتماع غير الرسمي

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن قبيل الاجتماع غير الرسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن، الدنمارك، 1 أكتوبر 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن قبيل الاجتماع غير الرسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاجن، الدنمارك، 1 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

يجتمع قادة أوروبا في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن الأربعاء، وسط ترتيبات أمنية مشددة، لمناقشة سبل تعزيز دفاعات الاتحاد الأوروبي، ومصادر التمويل، وسط ضغط فتور الدعم العسكري الأميركي للقارة، وتصاعد التوتر مع موسكو بعد اتهامات أوروبية لروسيا بانتهاك الأجواء الأوروبية.

وفيما يستعد القادة للاجتماع غير الرسمي الذي يسبق القمة الأوروبية الرسمية التي تنعقد في لاحق من أكتوبر، رست فرقاطة ألمانية في ميناء العاصمة كوبنهاجن، في ما عده البعض استعراضاً للقوة الأمنية الأوروبية، وإشارة إلى الأجواء الأمنية المشددة في كوبنهاجن.

وقبل بدء المناقشات، حذرت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن من أن أوروبا تواجه "حرباً روسية هجينة"، معتبرة أن انتهاك الأجواء الأوروبية، ما هو إلا بداية، وحضت حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على تكثيف رده على "حرب روسيا الهجينة".

من المقرر أن تبدأ المحادثات حوالي الساعة 1 ظهراً بالتوقيت المحلي، وتستمر حتى 5:30 مساءً، على أن تتصدر قضايا الدفاع وأوكرانيا جدول الأعمال، وفق ما ذكرت مجلة "بوليتيكو".

ويترك هذا نحو أربع ساعات أمام القادة للتوصل إلى نوع من التوافق يمكن المصادقة عليه في قمة أوروبية أخرى بعد ثلاثة أسابيع.

 خمس قضايا شائكة مطروحة على الطاولة

1. الدفاع

سيتعين على التكتل أن يقرر ما إذا كانت المفوضية ستتولى قيادة المشاريع الدفاعية الكبرى، مثل "جدار الطائرات المسيّرة"، على الجبهة الشرقية الذي أعلنت عنه السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الشهر الماضي،  أو أن تقوم بذلك الدول الأعضاء بشكل فردي.

وتفضل الدول الأكبر، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مزيداً من الاستقلالية الوطنية، في هذا الشأن.

كما ستطرح قضية كيفية تمويل هذه المشاريع، إذ تفضل بعض الدول الأعضاء اللجوء إلى الدين المشترك، بينما تفضل دولاً أخرى، منها ألمانيا، تمويل الإنفاق الدفاعي عبر أداة SAFE، وهي أداة مالية للاتحاد الأوروبي بقيمة 150 مليار يورو لشراء الأسلحة.

ويريد التكتل الإجابة عن هذه الأسئلة حتى يتمكن من إتمام خارطة طريق للتسلح بحلول عام 2030.

2. المليارات الروسية المجمّدة

ترى المفوضية الأوروبية أنها وجدت ثغرة ذكية لتحرير الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات لتمويل "قرض تعويضات"، بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، إذا تمكنت من إقناع الدول الأعضاء.

بموجب خطة المفوضية، سيتم تحويل الأموال الروسية المجمّدة منذ بداية الحرب إلى كييف كقرض بدون فوائد، على أن تسدد أوكرانيا المبلغ فقط عندما تنهي موسكو حربها وتدفع التعويضات.

وعادة ما يتطلب مثل هذا التحرك الدراماتيكي موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي، لكن من غير المرجح أن توافق المجر وسلوفاكيا القريبتان من الكرملين.

كما أن بلجيكا لن توافق، نظراً لأن الأصول المجمّدة محتجزة في حساب مصرفي مقره بروكسل.

ولا تزال المفوضية تعتقد أنها قد تتمكن من تنفيذ خطتها بدعم أغلبية مؤهلة، وهي تجادل بأن هذه الخطة ستعزز صناعة الأسلحة الأوروبية نفسها.

وقال مسؤول حكومي ألماني رفيع المستوى لـ"بوليتيكو": "أظن أن موسكو ستراقب اجتماع المجلس الأوروبي غير الرسمي هذا عن كثب".

3. فتح الطريق أمام عضوية أوكرانيا

حتى تتمكن أوكرانيا من التقدم في مسارها نحو عضوية الاتحاد، يتعين على جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين أن تعطي الضوء الأخضر. وهذه مشكلة، بالنظر إلى أن المجر تعهدت مراراً وتكراراً بعرقلة انضمام كييف.

ومن المقرر أن يطرح رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إمكانية تعديل إطار التفاوض الخاص بالدول المرشحة بحيث يُسمح بفتح "فصول الانضمام"، بأغلبية مؤهلة من دول الاتحاد، بدلاً من الإجماع، متجاوزاً حق النقض الذي تلوّح به المجر.

وأثار حلفاء كييف هذا المقترح، الذي نشرته "بوليتيكو"، أولاً، سابقاً، وحصل على موافقة المفوضية الاثنين. لكن من المرجح أن يتطلب أيضاً موافقة بودابست، وهو ما يُستبعد أن تعطيه.

كما يواجه المخطط معارضة من عدة دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وهولندا واليونان، ومن غير المرجح أن يحظى بقبول واسع في الدنمارك، وفقاً لثلاثة دبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ومسؤول في الرئاسة الفرنسية تحدثوا إلى بوليتيكو بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة مداولات حساسة.

4. عقوبات جديدة على روسيا

ولم توافق الدول الأعضاء بعد على الحزمة الـ18 من العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي. فهي تستهدف قائمة موسعة من البنوك وشركات الطاقة الروسية والأجنبية.

وللمجر سجل طويل في عرقلة العقوبات (قبل أن ترضخ في النهاية)، وقد أبدى رئيس الوزراء فيكتور أوربان موقفاً متشدداً بشأن التخلي عن الطاقة الروسية.

5. برلين تصعّد الضغط

سيصل المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى كوبنهاجن محملاً بقائمة طويلة من الشكاوى، إذ قال لقيادات حزبه الأسبوع الماضي، إنه يخطط لتقديم قائمة "مطالب دقيقة"، للحد من القوة التنظيمية للاتحاد الأوروبي، و"وضع عصا في عجلة هذه الآلة في بروكسل".

ومن المتوقع أن يكون على رأس مطالبه إلغاء أو إضعاف حظر محركات الاحتراق الداخلي في التكتل. لكن من المنتظر أن يُقسّم هذا النقاش التكتل، حيث تعارض السويد بشدة التخلي عن الموعد النهائي لعام 2035 للتحول من سيارات البنزين والديزل.

ولن تناقش القمة موقف ألمانيا من فرض عقوبات على إسرائيل، إذ أن ميرتس، الذي تراوح بين الدعم الكامل لإسرائيل وإدانة قتل المدنيين في غزة، كان من المتوقع أن يوضح أخيراً موقف برلين في كوبنهاجن، لكنه أجّل اتخاذ القرار.

تصنيفات

قصص قد تهمك