ترمب: مناقشات "خطة غزة" تتقدم بسرعة.. وإنجاز المرحلة الأولى "هذا الأسبوع"

الرئيس الأميركي: الفرق الفنية ستجتمع في مصر لبحث التفاصيل النهائية.. ولا أحد يريد سفك دماء هائل

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام لدى وصوله إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. 5 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام لدى وصوله إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. 5 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن مناقشات "إيجابية للغاية" جرت مع حركة "حماس"، ودول من مختلف أنحاء العالم، بينها عربية وإسلامية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بهدف إطلاق سراح المحتجزين، وإنهاء الحرب في غزة، مؤكداً أن المحادثات "ناجحة، وتتقدم بسرعة".

وأوضح ترمب، في منشور على "تروث سوشيال"، الأحد، أن الفرق الفنية ستجتمع مجدداً في مصر، الاثنين، لبحث التفاصيل النهائية، مضيفاً: "أُبلغتُ بأن المرحلة الأولى من المقرر أن تُنجز هذا الأسبوع".

ودعا الرئيس الأميركي إلى التحرك بسرعة، قائلاً: "سأواصل متابعة هذا الصراع المستمر منذ قرون.. الوقت هو الفيصل، وإلا سيليه سفك دماء هائل، وهو أمر لا يريد أحد رؤيته".

بدورها، أعلنت حركة "حماس"، في بيان، وصول وفدها التفاوضي، برئاسة خليل الحية، إلى مصر مساء الأحد، لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وتبادل الأسرى.

وفي المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن وفداً إسرائيلياً برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيتوجه إلى مصر، الاثنين، للمشاركة في المحادثات المتعلقة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة.

وفي وقت سابق  من يوم الأحد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن اتفاقه لإنهاء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل، وحركة "حماس" يشكل "صفقة عظيمة للجميع".

وأضاف ترمب في تصريحات للصحافيين: "إنها صفقة عظيمة لإسرائيل، وهي صفقة عظيمة للجميع.. إنها صفقة عظيمة للعالم العربي والإسلامي، والعالم أجمع".

ورحب ترمب برد من حركة حماس قالت فيه إنها تقبل بعض الأجزاء الرئيسية في مقترحه المؤلف من 20 بنداً بما يشمل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.

وتوعد الرئيس الأميركي بـ"القضاء التام"، على حركة حماس إذا رفضت التخلي عن السلطة والسيطرة على قطاع غزة، فيما يسعى إلى تنفيذ بنود خطته لإنهاء الحرب.

وقال ترمب في رسالة نصية إلى مراسل شبكة CNN الأميركية جايك تابر، رداً على سؤال بشأن ما سيحدث إذا أصرت حماس على البقاء في السلطة، الأحد: "الإبادة التامة".

ورداً على سؤال بشأن توضيح موقفه من رد حماس، وقول السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام إن الحركة "رفضت الخطة عملياً"، قال ترمب: "سنكتشف ذلك. الزمن وحده كفيل بالإجابة!"، وأعرب عن رغبته في رؤية مدى وضوح التزام حماس بالسلام "قريباً".

وأضاف ترمب أنه مُتفائل بأن تتحقق خطة وقف إطلاق النار، مؤكداً أنه "يعمل بجد لتحقيق هذا الهدف".

ولدى سؤاله عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعم بالكامل إنهاء حملة القصف في غزة ورؤية الرئيس الأوسع لإنهاء الحرب، قال ترمب: "نعم فيما يخص نتنياهو".

نتنياهو يشترط الإفراج عن المحتجزين

وقال نتنياهو، الأحد، إنه لن ينفذ أي بند آخر من خطة ترمب لإنهاء الحرب في غزة، قبل الإفراج عن جميع المحتجزين، وذلك، بعد إعلان ترمب موافقة إسرائيل على خط انسحاب أولي من غزة.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن نتنياهو قوله في اجتماع مع عائلات الجنود الذي سقطوا في غزة إنه "حتى تنفيذ البند الأول، وهو الإفراج عن جميع المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، وحتى انتقال آخر محتجز إلى إسرائيل، لن ننتقل إلى أي بند آخر".

وأضاف نتنياهو أنه إذا لم تُفرج حماس عن المحتجزين "بنهاية المهلة التي حددها الرئيس ترمب"، فإن إسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية في غزة "بدعم كامل من جميع الدول المعنية"، على حد زعمه.

وقال نتنياهو خلال الاجتماع، الذي استمر نحو 40 دقيقة في القدس: "الضغوط التي يمارسها ترمب تتزايد.. ولن يتردد في الانتظار أطول مما حدده، وهذه المرة هو مصمم".

وتعهّد نتنياهو بألا تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وتابع: "لن يشارك أي ممثل عن حماس، ولا أي ممثل عن السلطة الفلسطينية، في إدارة القطاع".

كما شدّد نتنياهو على أن إسرائيل ستتولى بنفسها مسؤولية نزع سلاح قطاع غزة. ولم يصدر تعليق رسمي من مكتب نتنياهو بشأن هذه التصريحات التي أوردتها وسائل الإعلام.

ترمب يدفع إسرائيل وحماس نحو اتفاق

وفي السياق أفادت "بلومبرغ" بأن الرئيس الأميركي يمارس ضغوطاً مكثفة على إسرائيل، وحركة "حماس" لدفعهما إلى التوصل إلى تسوية الحرب الدائرة منذ عامين والتي أدت إلى دمار واسع في قطاع غزة، وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك تزامناً مع انطلاق محادثات غير مباشرة بين الجانبين، بوساطة مصرية.

وأضافت الوكالة، في تقرير نُشر الأحد، أن المؤشر الأول على مدى جدية هذه المفاوضات، التي تستضيفها مصر، سيتمثل فيما إذا كانت "حماس" ستستجيب لمطلب ترمب بالإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، بمن فيهم أولئك الذين تأكدت وفاتهم، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ويشارك في المحادثات التي ستُعقد في مدينة شرم الشيخ كل من المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر ترمب ومستشاره جاريد كوشنر، إلى جانب وفد إسرائيلي، يقوده وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وفي المقابل يرأس وفد "حماس" خليل الحية.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن ترمب، الذي طرح خطة من 20 بنداً لإنهاء الحرب، بدأ يُظهر علامات نفاد الصبر تجاه الطرفين، في وقت لم توافق فيه "حماس" بعد على المقترح بالكامل، والذي يتضمن في أبرز بنوده نزع سلاحها بشكل كامل.

"اللحظة الأكثر تفاؤلاً"

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة مع شبكة "Fox News"، الأحد: "نحن الآن في أقرب نقطة وصلنا إليها منذ وقت طويل"، في إشارة إلى احتمالات التوصل إلى اتفاق، ولكنه أضاف أن الإفراج عن المحتجزين وتبادل الأسرى يشكّلان مجرد الخطوة الأولى، وربما الأسهل، ضمن مسار أوسع.

وتابع: "أما إعادة إعمار غزة، وتحديد الجهة التي ستتولى الحكم هناك فهما أمران أكثر تعقيداً".

ورأت "بلومبرغ" أن المحادثات المرتقبة في مصر تمثل "اللحظة الأكثر تفاؤلاً" للعمل الدبلوماسي منذ الحرب الإسرائيلية على غزة التي تدخل عامها الثالث.

أما بالنسبة لترمب، فإن التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأيام المقبلة، والإفراج عن المحتجزين قد يعزز فرصه في الفوز بجائزة نوبل للسلام، التي سيتم الإعلان عن اسم الفائز بها في 10 أكتوبر الجاري، بحسب "بلومبرغ"، التي أضافت أن الرئيس الأميركي كثّف مؤخراً جهوده العلنية والسرية، من أجل نيل الجائزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك