
تدخل مفاوضات شرم الشيخ بين حركة حماس وإسرائيل، الأربعاء، يومها الثالث، وسط زخم دولي يدفع إلى طريق الحسم باتجاه إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، بوساطة مصرية قطرية أميركية تركية.
ومن المقرر أن ينضم إلى مفاوضات اليوم الثالث وفد أميركي بقيادة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، بالإضافة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون "حاسمة" بالنسبة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين وإنهاء الحرب، وفق ما نقله مصدران مطلعان عن لقاء الرئيس بعائلة المحتجز الإسرائيلي-الأميركي السابق في غزة عيدان ألكسندر.
وقبل ساعات، قال مسؤولون أميركيون كبار إن مبعوثي ترمب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لن يغادرا مصر دون اتفاق على إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، بفريقه للأمن القومي لبحث تقدم مفاوضات إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل مغادرة مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى مصر في وقت لاحق اليوم، وفق ما أفاد به مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس".
وذكر الموقع أن ترمب وفريقه يضغطون بقوة على إسرائيل وحركة "حماس" لإنهاء المفاوضات خلال أيام، والتوصل لاتفاق يفضي إلى الإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
وكان رئيس وفد حركة "حماس" المفاوض خليل الحية قال، الثلاثاء، إن الحركة جاءت إلى محادثات شرم الشيخ "بهدف مباشر" يتمثل في إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى بالكامل، مطالباً في الوقت نفسه بـ"ضمانات حقيقية" من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الراعية بوقف الحرب بشكل كامل وعدم عودتها.
ديرمر بالمفاوضات
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر منصة إكس، معلقاً على مفاوضات شرم الشيخ، قائلاً: "نحن في أيام حسم مصيرية.. سنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: عودة جميع المحتجزين، والقضاء على نظام حماس، والوعد بأن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل بعد الآن".
ونقلت شبكة CNN عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سينضم إلى مفاوضات شرم الشيخ، الأربعاء.
ويشغل ديرمر منصب رئيس فريق التفاوض الإسرائيلي، لكنه لم يشارك في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" يومي الاثنين والثلاثاء، التي تولتها وفود أدنى مستوى.
ونقلت الشبكة عن مصدر إسرائيلي قوله، إنه "سينضم ديرمر إلى المحادثات عندما يصل المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف إلى شرم الشيخ".
ويُعد ديرمر المسؤول الإسرائيلي الأبرز في التواصل مع إدارة الرئيس دونالد ترمب والدول العربية بالمنطقة.
الدور التركي
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن إسرائيل ترى في مشاركة رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن بالمفاوضات إضافة مهمة للضغط على حماس، بعد أن نجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تجنيد الأتراك للترويج لخطته وجلب حماس إلى طاولة المفاوضات.
ووصفت الصحيفة قالن بأنه المسؤول التركي الأعلى الذي يجري حواراً مع كبار المسؤولين في إسرائيل، خاصة في مؤسسة الأمن والموساد ومجلس الأمن القومي، في غياب السفراء.
وأضافت الصحيفة أنه "في مقابل تعبئتها للترويج لخطة ترمب، ستكون تركيا لاعباً رئيسياً في إعادة إعمار قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالتنسيق مع إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، أبلغ الأتراك الأميركيين أنهم تمكنوا من الاتصال بمجموعتين من أعضاء حماس يحتجزون إسرائيليين لم يكن لهم اتصال بهم حتى الآن".
وترى "يديعوت أحرونوت" أن المشاركة التركية على هذا النحو "قد تكون فرصة لاستعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ورفع الحظر التجاري، واستئناف الرحلات الجوية التركية وتعيين سفراء".
ونقلت عن مصادر مطلعة على الأمر قولها إن "نجاح ترمب في تجنيد الأتراك في المفاوضات لعب دوراً كبيراً في إقناع حماس بالموافقة على الخطة، وإن التوقع في إسرائيل هو أنه إذا واجهت حماس صعوبات، فإنها ستواجه تهديداً من تركيا وقطر بطرد قيادة حماس من الدوحة وإسطنبول، وهي خطوة ستجد حماس صعوبة في التعافي منها".