النازحون الفلسطينيون يبدأون رحلة العودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع بعد وقف النار

time reading iconدقائق القراءة - 7
نازحون فلسطينيون يبدأون العودة إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ، 10 أكتوبر 2025 - REUTERS
نازحون فلسطينيون يبدأون العودة إلى مدينة غزة عبر شارع الرشيد بعد دخول وقف النار حيز التنفيذ، 10 أكتوبر 2025 - REUTERS
القدس/القاهرة -رويترز

بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهجورة والمدمرة الجمعة، بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حيز التنفيذ وبدء القوات الإسرائيلية الانسحاب من بعض مناطق القطاع.

وتحركت حشود ضخمة من النازحين شمالاً باتجاه مدينة غزة، أكبر المناطق الحضرية في القطاع، والتي كانت هدفاً لهجوم واسع قبل أيام في واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب.

وقال إسماعيل زايدة (40 عاماً) في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة "الحمد لله بيتنا لسة واقف ... لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت".

وأعلن الجيش الإسرائيلي دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش).

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق مع حركة حماس في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ما مهد الطريق لانسحاب جزئي للقوات ووقف الأعمال القتالية في قطاع غزة خلال 24 ساعة.

الخطوات التالية بعد وقف النار

ومن المتوقع أن تُفرج حماس عن المحتجزين الإسرائيليين العشرين الأحياء خلال 72 ساعة، وبعد ذلك ستُفرج إسرائيل عن 250 فلسطينياً يقضون عقوبات طويلة في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1700 آخرين كانوا محتجزين في غزة خلال الحرب.

وتنص المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق الحضرية الرئيسية في القطاع مع استمرار سيطرتها على نحو نصف أراضيه.

وبمجرد بدء تنفيذ الاتفاق، ستتدفق شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع لإغاثة السكان الذين يعيش مئات الآلاف منهم في خيام بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منازلهم وأحالت مدنا بأكملها إلى ركام.

وفي خطاب بثه التلفزيون، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة لضمان نزع سلاح القطاع وتجريد حماس من أسلحتها في المراحل اللاحقة من خطة ترمب "إذا تحقق ذلك بالطريقة السهلة فسيكون ذلك جيداً، وإن لم يتحقق، فسيكون ذلك بالطريقة الصعبة".

انسحاب من مواقع في الوسط والجنوب

وذكر حساب نتنياهو باللغة الإنجليزية على إكس "وافقت الحكومة الآن على إطار العمل للإفراج عن جميع الرهائن.. الأحياء والمتوفين".

وذكر سكان على اتصال مع رويترز في خان يونس بجنوب قطاع غزة أن بعض القوات الإسرائيلية انسحبت من المنطقة الشرقية القريبة من الحدود، لكن دوي قصف بالدبابات سمع في المنطقة.

وفي مخيم النصيرات في وسط القطاع، فكك بعض الجنود الإسرائيليين مواقعهم واتجهوا شرقاً نحو الحدود الإسرائيلية، لكن قوات أخرى بقيت في المنطقة بعد سماع دوي أعيرة نارية في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

وانسحبت قوات إسرائيلية من طريق يمتد من ساحل البحر المتوسط إلى مدينة غزة، حيث تجمع المئات على أمل العودة إلى المدينة التي تعرضت لحملة عسكرية إسرائيلية على مدى الشهر المنقضي.

وقال سكان إن إطلاق نار قرب المكان دفع الكثيرين للتردد في التقدم ولم يحاول سوى عدد قليل منهم العبور سيراً على الأقدام.

وبدأت فرق إنقاذ في مدينة غزة مهامهم في المناطق التي لم يتمكنوا من الوصول إليها من قبل. وقال المسعفون إنه تم انتشال ما لا يقل عن 10 جثث من غارات سابقة.

وقال مهدي سقلة (40 عاماً) "أول ما سمعنا خبر الهدنة ووقف إطلاق نار فرحنا كتير واستعدينا لأنه نرجع على غزة على بيوتنا. طبعا مفيش بيوت.. مهدمة".

وتابع: "ولكن فرحتنا إنه نرجع مكان بيوتنا فوق الدمار برضه فرحة كبيرة. إحنا سنتين وإحنا في معاناة ونزوح من مكان لمكان".

ضمانات بانتهاء الحرب

وعمقت الحرب عزلة إسرائيل الدولية وقلبت الأوضاع في الشرق الأوسط رأساً على عقب واتسع نطاقها في المنطقة لتجتذب إيران واليمن ولبنان. كما شكلت اختباراً للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ بدا أن ترمب فقد صبره مع نتنياهو وضغط عليه للتوصل إلى اتفاق.

وابتهج الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء بعد الإعلان عن الاتفاق، وهو أكبر خطوة حتى الآن لإنهاء الحرب التي قتلت إسرائيل فيها أكثر من 67 ألف فلسطيني ولإعادة باقي المحتجزين الذين أخذتهم حماس خلال هجومها المباغت في السابع من أكتوبر 2023.

وقال خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة إنه تلقى ضمانات من الولايات المتحدة ووسطاء بانتهاء الحرب.

وذكر أن الحركة تسلمت "ضمانات من الإخوة الوسطاء ومن الإدارة الأميركية مؤكدين جميعاً أن الحرب قد انتهت بشكل تام".

ويعتقد أن 20 من المحتجزين الإسرائيليين لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة، في حين يعتقد أن 26 منهم توفوا بينما لا يزال مصير اثنين مجهولاً. وأشارت حماس إلى أن استعادة الجثامين قد يستغرق وقتاً أطول من إطلاق سراح الأحياء.

تصنيفات

قصص قد تهمك