
أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان، الجمعة، تبلغها عبر السفارة السوريّة في لبنان، قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني- السوري وحصر كافّة أنواع المراسلات بين البلدين بالطرق الرسميّة الدبلوماسيّة، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام.
ورحب وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي بتعليق عمل المجلس، قائلاً في بيان خلال استقباله نظيره السوري أسعد الشيباني: "نزف بشرى إلى الشعب اللبناني بأن الحكومة السورية قررت تعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني -السوري، وخلال فترة قريبة سنعمل على إزالته نهائياً من القانون، لتصبح العلاقات بين البلدين قائمة على القنوات الديبلوماسية المباشرة، كأي علاقتين طبيعيتين بين دولتين مستقلتين".
وأضاف رجي: "سنعمل معاً على فتح مسار جديد قائم على السلم والأمان والتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بما يخدم مصلحة الشعبين".
واستقبل رجي قبل ظهر الجمعة، نظيره السوري أسعد الشيباني على رأس وفد رسمي، في زيارة تعد الأولى لوزير خارجية سوري للبنان منذ سنوات، إذ عُقد لقاء ثنائي بين الوزيرين، تلاه اجتماع موسع، ضم الوفدين اللبناني والسوري، بحث في خلاله سبل تطوير العلاقات الثنائية ومعالجة الملفات العالقة.
وتأسس المجلس عام 1991 ضمن اتفاقية تعاون بين البلدين، لكن ما هو المجلس الأعلى اللبناني-السوري الذي رحبت لبنان بتعليق عمله؟
التأسيس والمهام
تأسس المجلس عام 1991 بموجب معاهدة "الأخوة والتعاون والتنسيق" بين الرئيس اللبناني السابق إلياس الهراوي، ونظيره السوري السابق حافظ الأسد، عقب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وكان يشكل الإطار الرسمي الأعلى لتنظيم العلاقات بين البلدين.
ويختص المجلس بوضع السياسة العامة للتنسيق والتعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها والاشراف على تنفيذها واعتماد الخطط والقرارات التي تتخذها هيئة المتابعة والتنسيق ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية ولجنة شؤون الدفاع والأمن وتكون قراراته إلزامية في إطار النظم الدستورية في كل من البلدين.
وشكّل المجلس أداة أساسية للتنسيق بين بيروت ودمشق، خصوصاً في ظل الوجود العسكري السوري في لبنان، إذ أشرف على ملفات أمنية واقتصادية حساسة وأسهم في بلورة العديد من الاتفاقات الثنائية.
وساهم المجلس في متابعة تطبيق الاتفاقيات وتنسيق الأعمال المشتركة بين البلدين، وتولى منصب رئيس المجلس لسنوات طويلة نصري خوري.
وبعد انسحاب القوات السورية من لبنان، عام 2005، تراجع دور المجلس بشكل واضح، واقتصر نشاطه في السنوات اللاحقة على مهام رمزية وإدارية محدودة، من دون إلغاء رسمي رغم المطالبات المتكررة من قبل القوى اللبنانية بإلغائه.