الحرب التجارية تشتعل.. ترمب يعلن فرض رسوم إضافية على الصين بنسبة 100%

الرئيس الأميركي يتهم بكين باتخاذ موقف عدائي لتنفيذ مخطط منذ سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلوح بيده لدى وصوله إلى البيت الأبيض بعد فحصه البدني السنوي في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في واشنطن العاصمة. 10 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلوح بيده لدى وصوله إلى البيت الأبيض بعد فحصه البدني السنوي في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في واشنطن العاصمة. 10 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستفرض اعتباراً من 1 نوفمبر، تعريفة جمركية إضافية بنسبة 100% على جميع الواردات القادمة من الصين، فوق الرسوم الحالية، كما ستطبق قيوداً على تصدير أي برمجيات حيوية.

وذكر ترمب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن هذه الإجراءات تأتي رداً على ما وصفه بموقف "عدواني للغاية" اتخذته الصين في التجارة الدولية، مشيراً إلى أنها أرسلت رسالة "شديدة العدائية إلى العالم" تفيد بأنها ستفرض، اعتباراً من 1 نوفمبر المقبل، قيوداً واسعة النطاق على تصدير كل منتج تصنعه تقريباً، وحتى بعض المنتجات التي لا تصنعها، بحسب قوله.

وكتب ترمب: "تبين للتو أن الصين اتخذت موقفاً عدائياً استثنائياً في ما يتعلق بالتجارة، من خلال إرسال رسالة شديدة العدائية إلى دول العالم، تُعلن فيها أنها ستفرض، اعتباراً من الأول من نوفمبر 2025، قيوداً واسعة النطاق على الصادرات تشمل تقريباً كل المنتجات التي تصنعها، بل وحتى بعض المنتجات التي لا تُصنعها بنفسها. تشمل هذه الإجراءات جميع الدول دون استثناء، ويبدو أنها جزء من خطة وضعتها الصين منذ سنوات".

وتابع: "يعد هذا التصرف سابقة في تاريخ التجارة الدولية، ووصمة أخلاقية في التعامل مع الدول الأخرى".

وواصل الرئيس الأميركي: "بناءً على اتخاذ الصين هذا الموقف غير المسبوق، ونيابة عن الولايات المتحدة الأميركية فقط (دون غيرها من الدول التي تعرضت للتهديد نفسه)، فإن الولايات المتحدة ستفرض اعتباراً من الأول من نوفمبر 2025 (أو قبل ذلك، إذا اتخذت الصين أي إجراءات أو تغييرات إضافية)، سيتم فرض رسوماً جمركية بنسبة 100% على الصين، تضاف إلى أي رسوم جمركية مفروضة حالياً. كما أن الولايات المتحدة ستفرض، في التاريخ ذاته، قيوداً تصدير على جميع البرمجيات الحيوية".

واختتم ترمب منشوره: "من الصعب تصديق أن الصين قد أقدمت على مثل هذا التصرف، لكنها فعلت، والباقي سيصبح جزءاً من التاريخ".

لا لقاء مع شي

وفي وقت سابق الجمعة، قال ترمب إنه لا يوجد سبب للاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال أسبوعين في كوريا الجنوبية حسب المخطط.

وأضاف، في منشور على موقع "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة تدرس زيادة هائلة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، كما توجد إجراءات مضادة أخرى عديدة "قيد الدراسة الجادة".

وأشار ترمب إلى أن الصين ترسل رسائل إلى دول العالم تقول فيها إنها تخطط لفرض ضوابط على صادرات عناصر الإنتاج المتعلقة بالمعادن الأرضية النادرة، وتابع: "لقد أصبحت الصين عدائية بشكل متزايد".

وأضاف أنه لم يتحدث إلى الرئيس الصيني لأنه لم يكن هناك سبب للقيام بذلك.

وبدأت التوترات بين الصين والولايات المتحدة تتفاقم منذ سبتمبر، حيث يبدو أن القوتين العظميين تواجهان صعوبة في تجاوز هدنة التعريفات الجمركية الحالية، وهي فترة توقف لمدة 90 يوماً اعتباراً من 11 أغسطس وتنتهي في 9 نوفمبر المقبل.

خطوات صينية

وتعتزم الصين فرض ضوابط شاملة على تصدير المعادن الأرضية النادرة والتقنيات ذات الصلة، بدءاً من ديسمبر المقبل، وذلك في إطار تعزيز نفوذها على المعادن الأساسية، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأضافت أنه بموجب قواعد وزارة التجارة الصينية الجديدة ستحتاج الشركات الأجنبية إلى موافقة بكين لتصدير المغناطيسات التي تحتوي على كميات ضئيلة من المعادن الأرضية النادرة ذات المصدر الصيني، أو تلك التي تم إنتاجها باستخدام أساليب الاستخراج أو التكرير أو تكنولوجيا صنع المغناطيس في البلاد.

وستُنشئ هذه القيود، ولأول مرة، نسخة صينية من "قاعدة المنتج الأجنبي المباشر" الأميركية، وهو إجراء استخدمته واشنطن لمنع صادرات أشباه الموصلات إلى الصين من دول ثالثة.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى "حماية أمنها القومي ومصالحها ومنع إساءة استخدام المواد الأرضية النادرة في القطاعات العسكرية والقطاعات الحساسة الأخرى"، مشيرة إلى أن القواعد الجديدة ستُطبق تدريجياً اعتباراً من الأول من ديسمبر المقبل، مع رفض معظم تراخيص التصدير للمستخدمين العسكريين.

وأضافت أن الصادرات إلى مُصنّعي أشباه الموصلات والمعدات ذات الصلة ستُفحص كل حالة على حدة، موضحة في هذا الإطار أن بعض الشركات الأجنبية ألحقت أضراراً بالغة بأمن الصين من خلال نقل مواد وتقنيات أرضية نادرة صينية المنشأ إلى جهات أخرى للاستخدام العسكري.

في السياق، أعلنت وزارة التجارة وإدارة الجمارك في بكين عن توسيع نطاق ضوابط التصدير على بعض أنواع البطاريات وكاثودات الليثيوم وسلائفها، من بين مواد أخرى في سلسلة توريد البطاريات العالمية التي تُهيمن عليها الصين.

في المقابل، قال مسؤول في البيت الأبيض لـ"فاينانشيال تايمز"، إن الحكومة الأميركية "تقيّم عن كثب أي تأثير للقواعد الجديدة". وأضاف أن خطوة بكين تبدو "محاولة لفرض سيطرتها على سلاسل توريد التكنولوجيا في العالم بأسره".

تصنيفات

قصص قد تهمك