
خرج آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين الثلاثاء، في مسيرة بمدينة أوديني في شمال إيطاليا قبل مباراة منتخب بلادهم أمام إسرائيل في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، لكنهم اختتموا احتجاجهم الذي كان سلمياً باشتباكات مع الشرطة.
وتشير تقديرات أولية للشرطة إلى أن المسيرة شارك فيها أكثر من 5 آلاف شخص شقوا طريقهم عبر وسط المدينة منذ عصر الثلاثاء، قبل انطلاق المباراة على ملعب فريولي في الساعة 20:45 (1845 بتوقيت جرينتش).
وفازت إيطاليا على إسرائيل 3-صفر في المباراة لتضمن على الأقل التأهل إلى الملحق المؤهل لكأس العالم لكرة القدم 2026.
وأطلق بعض المتفرجين صيحات استهجان خلال عزف النشيد الإسرائيلي قبل المباراة.
ودعت "لجنة من أجل فلسطين-أوديني" المنظمة للمسيرة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى حظر إسرائيل من جميع المسابقات، قائلة إن الفريق يدعم "سياسات الاحتلال" في الأراضي الفلسطينية.
وحمل المتظاهرون علماً فلسطينياً طوله 18 متراً ولافتة حمراء كبيرة كُتب عليها شعار المظاهرة "استخدم البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل". وكان هناك تمثال معدني يرمز إلى العدالة يحمل ميزاناً في يد وبطاقة حمراء في الأخرى.
"لا سلام دون عدالة"
وقالت المتظاهرة فالنتينا بيانكي "هناك وقف إطلاق نار وليس سلاماً. ومثلما كتبت على لافتتي، لا سلام بدون عدالة".
وفي نهاية المسيرة، ألقى بعض المتظاهرين مفرقعات نارية وحواجز للسيطرة على الحشود على قوات الأمن التي ردت بمدافع المياه والغاز المسيل للدموع.
وذكرت هيئة البث العامة الإيطالية (راي) أن أحد صحافييها أصيب بعد قذفه بحجر ونُقل إلى المستشفى.
وقالت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) إن صحافياً آخر أصيب في الاشتباكات وإن بعض أفراد الشرطة تلقوا العلاج أيضاً.
وقال ألبرتو فيليتشه دي توني، رئيس بلدية أوديني "ما حدث الليلة أمر غير مقبول. تستنكر مدينتنا بشدة أعمال العنف التي وقعت في الشوارع في نهاية المظاهرة".
وأصر المنظمون على المضي قدماً في الاحتجاج بعد موافقة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة "حماس"، على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المتبقين وعودة الأسرى الفلسطينيين إلى ديارهم.
إجراءات أمنية
وقال الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إنه باع ما يزيد قليلاً على تسعة آلاف تذكرة للمباراة أمام إسرائيل، أي أقل بكثير من العدد المخفض للحضور والبالغ 16 ألفاً.
وطبقت السلطات المحلية مجموعة قيود منها إغلاق الطرق والحد من وقوف السيارات، ونصبت حواجز خرسانية حول الملعب لإنشاء مناطق أمنية.
وحظرت السلطات تقديم الطعام والشراب في عبوات من الزجاج أو الخزف أو الصفيح في يوم المباراة.
وقرر بعض أصحاب المحال التجارية إبقاء أبوابها مغلقة طوال اليوم، في حين أغلق البعض الآخر في فترة ما بعد الظهر فقط مع بدء الاحتجاج.
وعبر سكان عن استيائهم من الأجواء الأمنية المشددة في المدينة الهادئة عادة.
وقال باولو ليتسي الذي يقطن المدينة "رأيت طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض. أعتقد أن مثل هذا الانتشار للقوات من أجل مباراة كرة قدم يجب ألا يحدث أبداً".