
أعلن وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين أنه سيدعم مشروع قانون "مثير للجدل" يتيح لوزير الدفاع تقليص أو تقييد عدد جلسات محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال فترة الحرب.
وقال ليفين في تصريحات بعد استئناف محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد صباح الأربعاء، في المحكمة المركزية بتل أبيب، أن رئيس الوزراء "ما كان يجب أن يُقدَّم للمحاكمة أصلاً"، واعتبر أن "هذه المحاكمة تتعارض مع مبادئ العدالة ومع مصلحة الدولة".
وحضر ليفين وعدد من وزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود جلسة محاكمة نتنياهو، في "إظهار منسق لدعم رئيس الوزراء"، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
واشتكى نتنياهو من "سعال ونزلة برد"، خلال جلسة استجوابه أمام إنهاء الجلسة مبكراً، وهو ما وافق عليه القضاة.
وجاء مشروع القانون بعد يومين فقط على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب العلني من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج منح نتنياهو عفواً، وذلك خلال كلمته أمام الكنيست، الاثنين، وقال "شمبانيا وسيجار، من يهتم بهذه الأشياء؟ لماذا لا تمنحه عفواً؟".
ووفقاً لتقرير بثته قناة "القناة 14" المؤيدة لحكومة نتنياهو، فإن مشروع القانون، الذي أعدّه عضو الكنيست المتشدد من الليكود أريئيل كالنر ولم يقدم بعد إلى الكنيست، يسمح لوزير الدفاع بتقليص أو تقييد عدد جلسات أي محاكمة جنائية أثناء الحرب، إذا اعتبر ذلك ضرورياً لأسباب أمنية وبعد التشاور مع وزير العدل.
وقال ليفين: "هذا الصباح، وبدلاً من مواصلة القتال الصعب من أجل استعادة جثامين المحتجزين، ونزع سلاح حماس، وتوسيع دائرة السلام، اضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمثول أمام المحكمة والإجابة عن أسئلة غريبة تتعلق بالشمبانيا والسيجار"، في إشارة إلى بعض الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو، الذي يواجه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وأكد ليفين أنه سيطرح مشروع كالنر للموافقة عليه في اللجنة الوزارية للتشريع فور تقديمه إلى الكنيست.
وفي المقابل، هاجم عضو الكنيست من حزب العمل اليساري جلعاد كريف إعلان ليفين، قائلاً إنه "يكشف عودة الحكومة إلى أجندة الإصلاح القضائي، ويُظهر إصرار الائتلاف على إلغاء محاكمة نتنياهو".
وأضاف كريف: "لن يسمح مواطنو إسرائيل لحكومة الإهمال هذه بمواصلة تدميرها وخرابها. وسنعرف كيف نقف في الشوارع وفي لجان الكنيست بالقوة ذاتها التي أظهرناها حتى الآن".
ما هي القضايا التي يواجهها نتنياهو؟
ونتنياهو (75 عاماً)، الذي تولى السلطة بشكل متواصل تقريباً منذ عام 2009، هو الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تاريخ إسرائيل، وأول رئيس وزراء في منصبه يُتهم بارتكاب جرائم.
ويواجه نتنياهو اتهامات في 3 قضايا فساد، وهي: "قضية 1000"، إذ يُتهم بتلقي هدايا من المنتج السينمائي أرنون ميلتشان والملياردير جيمس باكر، تشمل سيجاراً وشمبانيا، مقابل تقديم تسهيلات لهم.
و"القضية 2000"، تتعلّق بمحادثات سرية بين نتنياهو ورئيس تحرير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أرنون موزيس، حول تحسين التغطية الإعلامية مقابل إضعاف الصحف المنافسة.
و"القضية 4000"، تتهم نتنياهو بالحصول على تغطية إعلامية إيجابية من مالك موقع "والا" الإخباري، شاؤول ألوفيتش، مقابل تقديم تسهيلات تنظيمية في شركة "بيزك"، وهي القضية الأكثر خطورة بسبب تورطها في شبهات رشوة.