لقاء الفياض والأسد يفجر سجالاً بين الخارجية العراقية و"الحشد"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في دمشق - 16 أغسطس 2021. - twitter/Presidency
الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في دمشق - 16 أغسطس 2021. - twitter/Presidency
دبي -الشرق

فجّرت زيارة فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، الاثنين، إلى سوريا ولقاؤه الرئيس بشار الأسد، جدلاً بين وزارة الخارجية العراقية، والحشد، بعدما أفادت وسائل إعلام بأن الفياض سلم رسالة إلى الأسد لحضور اجتماع قمة دول الجوار المقرر عقدها نهاية أغسطس الجاري في بغداد، قبل أن تصدر بيانات رسمية من الجانبين، تنفي توجيه الدعوة المذكورة إلى الرئيس السوري.

وكانت مواقع إخبارية مقربة من الحكومة السورية، قالت إن الفياض "سلم الأسد رسالة باليد ودعوة لحضور المؤتمر"، وهو ما لم تأت الرئاسة السورية على ذكره، واكتفت بالقول إن الرسالة موضوع الجدل تتعلق بـ"التنسيق بشأن المؤتمر".

الدعوات باسم الحكومة حصراً

وزارة الخارجية العراقية، قالت في بيان: "تداولت بعض وسائل الإعلام، أن الحكومة العراقية قدمت دعوة للحكومة السورية، للمشاركة في اجتماع القمة لدول الجوار والمزمع عقده في نهاية الشهر الجاري في بغداد. إن الحكومة العراقية تؤكد أنها غير معنية بهذه الدعوة"، مضيفة أن "الدعوات الرسمية ترسل برسالة رسمية وباسم دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي، ولا يحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسم الحكومة العراقية لذا اقتضى التوضيح". 

دمشق: رسالة حول المؤتمر

في المقابل، قالت الرئاسة السورية في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن الأسد تلقى رسالة من الكاظمي، نقلها الفياض، موضحة أن الرسالة "تمحورت حول مؤتمر دول جوار العراق المزمع عقده أواخر الشهر الجاري في بغداد، وأهمية التنسيق السوري – العراقي حول هذا المؤتمر والموضوعات المطروحة على جدول أعماله"، من دون أن تذكر صراحة إن كانت تلقت دعوة للمشاركة من عدمه.

وأفادت الرئاسة السورية بأن الأسد "ناقش مع الفياض الإجراءات المتخذة لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات، وخصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود والذي يشكل عاملاً مهماً ليس على الصعيد الأمني فقط، وإنما يسهم أيضاً في استمرار الحركة التجارية بين البلدين، ما يعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين وتحقيق مصالحهما".

الحشد: الخارجية تسرّعت

من جانبها، علقت هيئة الحشد الشعبي على بيان الخارجية العراقية بقولها إن الفياض نقل بالفعل رسالة من الكاظمي إلى الأسد، لكن تلك الرسالة كانت "لتوضيح أن عدم توجيه دعوة الحضور للجانب السوري، لا يعبر عن تجاهل العراق للحكومة السورية الشقيقة ومكانتها الراسخة، إنما هو تعبير عن الحرص على إنجاح مؤتمر نسعى من خلاله إلى توفير تفاهمات تساعد على إنتاج حلول لمشكلات المنطقة باشتراك جميع دول جوار العراق وأن المشكلة السورية في طليعة هذه المشكلات".

وقال مكتب الفياض في بيان إن "ما أثار استغرابنا هو البيان المتسرع للإخوة في وزارة الخارجية الذي انساق وراء تسريبات من جهات إعلامية غير مطلعة، وانجر إلى مسائل افتراضية لا وجود لها".

وأضاف البيان، أنه "تم خلال اللقاء بحث أوجه العلاقة بين البلدين خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود المشتركة بين البلدين".

"تفهُّم" سوري

وقال مصدر سوري مطلع على سير العلاقات العراقية السورية، إن الفياض "حمل رسالة شفهية من الكاظمي إلى الأسد تضمنت إطلاعه على أجواء التحضير للمؤتمر، ولم تتضمن دعوة للحضور".

وكشف المصدر لـ"الشرق"، أن "القيادة السورية أبدت تفهماً لعدم توجيه الدعوة، لاعتبارات الوضع الداخلي العراقي والظروف الإقليمية التي أدت إلى تحديد المشاركين في المؤتمر، مشيراً إلى أن السوريين أعربوا لضيفهم (الفياض) عن تمنياتهم بنجاح المؤتمر وعودة العراق للعب دوره الإقليمي".

ورداً على سؤال بشأن اللغط الذي أثير حول الزيارة، أوضح المصدر أن "الزيارة مجدولة منذ وقت ليس بالقليل، وكان معلوماً أنها لن تتضمن دعوة بل تشاوراً بشأن استمرار التنسيق العراقي السوري في ملفات أمنية واقتصادية و سياسية"، لافتاً إلى أن "الخبر الذي نشر عن وجود دعوة، بثته إحدى القنوات العربية التي ربما تسرعت في قراءة الموقف".

"التباس تمت إزالته"

المحلل السياسي العراقي حمزة مصطفى، علّق على الجدل المثار حول القضية، بالإشارة إلى أن الحكومة العراقية لم توجه دعوة إلى الجانب السوري، لكنها بعثت رسالة بشأن التنسيق بين البلدين.

وقال مصطفى لـ"الشرق"، إن سوريا تفهمت الأمر، لافتاً إلى أن رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي نقل الرسالة، أصدر بياناً أوضح فيه أنه حمل رسالة إلى الرئيس السوري وتم التفاهم على أمور كثيرة ولم توجه دعوة وهو أمر أصبح واضحاً.

واعتبر مصطفى، أن وزارة الخارجية العراقية تسرعت فى إصدار بيان صورت فيه أن الفياض نقل دعوة، ما تسبب في حدوث التباس، تمت إزالته لاحقاً، وصارت الأمور واضحة، مشيراً إلى أن العلاقات بين العراق وسوريا تجري في مسار صحيح منذ البداية. وذكّر بأن العراق لم يقطع علاقته مع سوريا عندما قررت الجامعة العربية تعليق عضويتها، وبقيت العلاقات طبيعية على المستويات كافة.

نائب عراقي: محاولات لدعوة سوريا

وكالة "سبوتنيك" الروسية، سبق أن نقلت عن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب عامر الفائز، السبت، قوله إن هناك محاولات من الحكومة العراقية لإقناع فرنسا والسعودية والإمارات، بتوجيه الدعوة لسوريا للمشاركة في المؤتمر.

وأضاف: "حتى الآن لم يتم توجيه الدعوة لسوريا، لكن على ما يبدو أن العراق يحاول حالياً إقناع بعض الدول كفرنسا والسعودية والإمارات من أجل تصفية الأجواء وإقناعها بمشاركة سوريا، خصوصاً إذا أردنا تصفية أجواء المنطقة وعقد مصالحات".

اقرأ أيضاً: