انتهاكات المسيّرات لأراضي "الناتو".. هل تختبر روسيا صبر الحلف ووحدته؟

وزير خارجية بولندا لـ"الشرق": تبرعنا لأوكرانيا 47 مرة آخرها بـ100 مليون يورو

time reading iconدقائق القراءة - 14
جندي خلال تدريبات مبنية على استراتيجية تعتمد على المسيرات بدلا من الدروع  وفق مبدأ 20-40-40 (مصدر الصورة: وزارة الدفاع البريطانية) - (مصدر الصورة: وزارة الدفاع البريطانية)
جندي خلال تدريبات مبنية على استراتيجية تعتمد على المسيرات بدلا من الدروع وفق مبدأ 20-40-40 (مصدر الصورة: وزارة الدفاع البريطانية) - (مصدر الصورة: وزارة الدفاع البريطانية)
بروكسل -حسين الوائلي

يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) معضلة جديدة في التعامل مع موسكو، إذ يصعب تحديد ما إذا كانت انتهاكات المجال الجوي التي استهدفت عدداً من الدول الأعضاء بالحلف متعمدة أم أخطاء عملياتية، ما يخلق ارتباكاً، يرى خبراء أوروبيون أن موسكو قد تستغله لاختبار صبر الغرب ووحدته.

ويأتي ذلك بالتوازي مع استمرار عمل "الناتو" والاتحاد الأوروبي وفق أكثر من آلية من أجل ضمان توفير الدعم العسكري والمالي والمعنوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

وعلى امتداد الحدود مع دول البلطيق إلى البحر الأسود، تواجه الدول المتاخمة لروسيا وبيلاروس تداعيات الصراع الروسي لأوكرانيا، بشكل متصاعد لا أحد يمكنه حالياً توقع مآلاته.

وأكد الحلف مراراً أنه سيستخدم جميع الوسائل العسكرية وغير العسكرية اللازمة لمواجهة تحديات الانتهاك لحدود أعضائه في دول أوروبا الشرقية، محذراً الكرملين من أن العواقب قد تكون مختلفة في المستقبل.

وعلى الرغم من هذا التهديد الموجه لروسيا، إلا أن خبراء في عمل "الناتو" وآلياته يلاحظون أنه يسعى للحفاظ على توازن حساس بين دعم أوكرانيا مادياً وعسكرياً وتعزيز دفاعاتها الذاتية، وفي الوقت نفسه تجنّب أي خطوة قد تُفسر كتصعيد مباشر ضد موسكو.

المسيرات الروسية في بولندا

وكانت نحو 20 طائرة مسيرة روسية توغلت في الأجواء البولندية، مستغلة ثغرات في أنظمة الدفاع. وأدى ذلك إلى إرسال مقاتلات تكلف ملايين الدولارات لمواجهة طائرات مسيرة تكلفتها آلاف الدولارات، لتسقط في نهاية المطاف فوق الريف البولندي.

ونفت روسيا استهدافها بولندا، لكن مسؤولين بولنديين اعتبروا التوغلات "متعمدة"، وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الاثنين، إن وارسو ستسقط الطائرات المعادية التي تدخل المجال الجوي البولندي. 

وشهدت الفترة الماضية حوادث اختراق متتالية، حيث دخلت مقاتلات روسية أجواء إستونيا، وقبل ذلك بأيام، ندد الاتحاد الأوروبي بما وصفه "الاختراق الروسي لأراضي رومانيا"، الدولة العضو في حلف الناتو، وذلك بعدما قالت بوخارست إن "طائرة مسيرة روسية اخترقت مجالها الجوي".

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الاثنين، إن "المزاعم بأن روسيا انتهكت المجال الجوي الإستوني لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى تصعيد التوترات"، مضيفاً أن "روسيا تعمل في إطار القواعد الدولية".

الناتو والحارس الشرقي

ورداً على استفسار "الشرق" عن موقف الحلف من الانتهاكات للمجال الجوي لدول في الحلف، أكد مكتب الإعلام والتواصل الاستراتيجي لـ"الناتو" التابع للأمين العام للحلف مارك روته، على المواقف الأخيرة لروته، بأن الحلف عزز من يقظته ووجوده العسكري في بحر البلطيق بمبادرة من القائد الأعلى لقوات "الناتو" في أوروبا، مُطلقاً منظومات "الحارس الشرقي" التي تهدف إلى تعزيز قوة ومرونة الوجود العسكري للتحالف على طول الجناح الشرقي، أو في أي منطقة تستدعيها الحاجة، وفي أي وقت يتطلبه الموقف.

وأشار مكتب التواصل الاستراتيجي إلى تأكيد روته على اتفاق وزراء الدفاع في دول الحلف على تكثيف الجهود وبناء القدرات الدفاعية تنفيذاً للالتزامات التي تم الاتفاق عليها في قمة لاهاي، وذلك من خلال زيادة الاستثمارات في مجالات الدفاع وتطوير القدرات المشتركة، إضافة إلى البدء قريباً بتنفيذ إجراءات إضافية لمكافحة الطائرات بدون طيار، لتعزيز وتوسيع وتسريع قدرات الحلف في هذا المجال الحيوي.

وكان وزراء الدفاع في "الناتو" ناقشوا، الأسبوع الماضي، الخطط الفاعلة لوضع مسار موثوق نحو الاستدامة الدفاعية، إلى جانب بحث سبل تعزيز الردع والدفاع، وتطوير أساليب مبتكرة للتعامل مع التحديات الجديدة، خاصة تلك التي تفرضها الطائرات المسيّرة.

التصعيد بين روسيا والناتو

واعتبر الخبير السابق في حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع البريطانية، نيكولاس ويليامز، أن الحلف، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، ساهم بشكل حاسم في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية عبر إمدادات الأسلحة وتدريب القوات، ما أثار استياء روسيا التي تعتبر هذا الدعم تهديداً مباشراً لمصالحها.

وأشار ويليامز إلى أن "الناتو لا يشارك عسكرياً في القتال داخل أوكرانيا، بل يركز على رفع إنفاقه الدفاعي وتعزيز جاهزيته العسكرية لضمان أمن الدول الأعضاء ومنع روسيا من ممارسة أي ترهيب أو تهديد ضد الحلف".

ويرى الخبير البريطاني أن الحلف يُحافظ على توازن حساس بين دعم أوكرانيا مادياً وعسكرياً، وتعزيز دفاعاته الذاتية، وتجنّب أي خطوة قد تُفسر كتصعيد مباشر ضد موسكو.

وأوضح أن الغزو الروسي لأوكرانيا أتى بنتيجة معاكسة لما أرادته موسكو؛ فبدلاً من إضعاف "الناتو"، أدى إلى توسّع الحلف بانضمام السويد وفنلندا، ما جعله أكثر قوة واقتراباً من الحدود الروسية.

استفزاز الناتو

ويقول نيكولاس ويليامز، الذي يشغل حالياً منصب زميل أول مشارك في شبكة القيادة الأوروبية، إن "لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت روسيا تختبر صبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالفعل، أم أن الانتهاكات المتكررة لمجال الحلف الجوي ناتجة عن أخطاء عملياتية".

ويشير إلى حادثتين على الأقل، الأولى كانت دخول نحو 19 طائرة مسيّرة المجال الجوي البولندي، والثانية اختراق طائرة مقاتلة روسية للأجواء الإستونية، مؤكداً أن "المنشأ روسي بلا شك".

وأضاف ويليامز أن "من غير المرجح أن تكون موسكو تختبر دفاعات الناتو عمداً، لأن من مصلحة روسيا توخي الحذر في هذه المرحلة، فهي لا تريد استفزاز الحلف في وقت تخوض فيه حرباً شاقة في أوكرانيا".

ومع ذلك، أشار ويليامز إلى أن بولندا وإستونيا تعتبران الانتهاكات "متعمدة"، وهددتا بإسقاط أي طائرة روسية تنتهك مجالهما الجوي، معتبراً أن هذا الإجراء سيكون "مشروعاً ومبرراً"، لكنه قد يؤدي إلى تصعيد خطير وإدخال دول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا.

ورجح أن تتجنب موسكو مستقبلاً مثل هذه الانتهاكات، سواء كانت مقصودة أم لا، خاصة من قِبل الطائرات المقاتلة، لتفادي أي تصعيد غير محسوب مع الحلف.

جدار المسيرات

وكثف الاتحاد الأوروبي مشاوراته بشأن إنشاء ما يُعرف بـ "جدار المسيرات" بهدف حماية أجواء حدوده الشرقية، وذلك بعد سلسلة من حوادث انتهاك المجال الجوي للتكتل من قِبَل طائرات حربية ومسيرات روسية.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد دعت، في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقته مطلع أكتوبر الجاري، إلى دعم إنشاء هذا المشروع "بتمويل أوروبي"، مؤكدة أن على الاتحاد الأوروبي "الاستجابة لنداء أصدقائنا في دول البلطيق للدفاع عن الحدود الشرقية للتكتل".

ويبقى الاستنزاف المباشر في ساحة المعركة الرئيسية: أوكرانيا، التي يسعى حلف الناتو لتسخير كافة إمكانياته لتوفير ما يمكن لضمان عدم تركها لقمة سائغة أمام الجيش الروسي. 

ورداً على سؤال لـ"الشرق"، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن هناك تفاصيل عدة متعلقة بتزويد أوكرانيا بأسلحة بطرقٍ ومضامين مختلفة.

وأضاف أن هناك مبادرة تخص الذخيرة التقنية وصندوق "مرفق السلام الأوروبي" تمّ إقرارها، لكن "المبالغ لا تصل إلى الدول المستحقة لها لأن المجر تعيق حصص التوزيع الواردة بها".

وأشار سيكورسكي إلى وجود "آلية أمان" بقيمة 150 مليار يورو تتيح أيضاً إقامة شراكات مع مصانع الدفاع الأوكرانية. وأكد أن بولندا قدمت تبرعات ثنائية متعددة، مشيرًا إلى أن تبرعها الأخير، الذي يعد السابع والأربعين، بلغ ما لا يقل عن 100 مليون يورو.

وأوضح الوزير البولندي، لـ"الشرق"، أن هناك دولاً تتفق بسخاء مثل هولندا وألمانيا ودول البلطيق والدول الاسكندنافية"، مضيفاً أن هناك العديد من "المبادرات والآليات" على هذا الصعيد.

وأشار إلى "تأييد غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد لضرورة المطالبة بتعويضات عن الأضرار من الأصول الروسية المجمدة، وعلينا أن نتذكر أن الجمعية العام للأمم المتحدة أدانت الاجتياح الروسي، واعتبرته عدواناً، وهو ما يُلزم المجمع الدولي لاتخاذ إجراءات مضادة".

ولفت سيكورسكي إلى أن الإجراء المضاد الأول يتمثل في "مساعدة ضحايا العدوان على الدفاع عن أنفسهم"، معرباً عن اعتقاده بأن من العدل استخدام الأصول الروسية المجمدة في مساعدة الأوكرانيين.

 دعم مادي ومعنوي ورهان على إضعاف روسيا

من جانبه، يرى ويليامز أن القوى الأوروبية الكبرى ودول أوروبا الشرقية وكندا مصممة على دعم أوكرانيا بكل ما أوتيت من قوة، مادياً ومعنوياً، مضيفاً أن هذه القوى تعتبر أن روسيا، منذ غزوها لأوكرانيا، قد ضعُفت اقتصادياً، وتكبدت خسائر بشرية كبيرة، وأوضح أن "استمرار الصراع من شأنه إضعاف موسكو وتعزيز موقف أوكرانيا التفاوضي في محادثات السلام، وهو ما يراه الأوروبيون أمراً حتمياً".

وأشار ويليامز إلى أن الولايات المتحدة تظل عاملاً أساسياً في وحدة الناتو وفي أي تسوية سلمية محتملة، لكنه قال إن تكتيكات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوضية ومواقفه المتناقضة تجعل تحقيق نتائج ملموسة صعباً.

واعتبر أن ترمب يسعى إلى "إلقاء مسؤولية دعم أوكرانيا على عاتق الأوروبيين، بينما يتفاوض مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متجاهلاً شركاءه الأوروبيين"، منبهاً من أن "قبول المواقف الروسية المتطرفة سيُصعّب إقناع الأوروبيين والأوكرانيين بالموافقة على أي اتفاق يمكن أن يتفاوض عليه ترمب مع بوتين".

اقرأ أيضاً

الناتو يرفع التأهب مع تصاعد التهديد الروسي

تعيش أوروبا مرحلة توتر غير مسبوقة، مع تحذيرات الناتو من احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا خلال السنوات المقبلة.

أوروبا: لا لتغيير الحدود بالقوة

ما يُعبِّر عنه ويليامز بشكل واضح، تقوله المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنيتا هوبر بدبلوماسية أكثر، لكن من دون أن يفوتها إبراز الخطوط العريضة لما هو مقبول، وما هو مرفوض بالنسبة للاتحاد الأوروبي في موضوع القضية الأوكرانية.

وتؤكد هوبر، في تصريح لـ"الشرق"، أن الاتحاد الأوروبي يرحب بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرامية إلى وقف القتال في أوكرانيا وإنهاء حرب العدوان الروسية، مشددةً على ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم يقوم على احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وأضافت هوبر: "يجب ألا تُغيَّر الحدود الدولية بالقوة، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على استعداد للمساهمة بشكل أكبر في محادثات السلام وضمانات الأمن"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعم القوات المسلحة الأوكرانية، وفي الوقت نفسه يعمل على تعزيز قدراته الدفاعية الأوروبية.

وأكدت هوبر أن "ما دام سفك الدماء مستمرًا، سيواصل الاتحاد الأوروبي الضغط على روسيا"، موضحةً أن العقوبات الأوروبية تؤدي دورًا مزدوجًا يتمثل في الحد من قدرة روسيا على شن الحرب ضد أوكرانيا.

ويأتي ذلك في وقت أعاد الأمين العام لحلف الناتو موضوع الضمانات لأوكرانيا، كاشفاً عن مناقشات جارية بشأن توفير ضمانات أمنية لكييف تماثل تلك المقدمة للدول أعضاء الحلف.

اختبارات نووية روسية

وجاء الحديث عن قمة مرتقبة بين الرئيسين الأميركي والروسي في العاصمة المجرية بوادبست ليبث بعض الأمل في إمكانية وضع حد للحرب الأوكرانية، ومع الحديث عن الإعداد للقمة، فوجئ الجميع بأنباء إلغاء القمة، وـاكيد ترمب لذلك، قائلاً: "لم أشعر أن الوقت مناسب لذلك، لم أشعر أننا سنصل إلى النقطة التي نحتاج الوصول إليها، لذلك ألغيت الاجتماع، لكننا سنعقده في المستقبل".

وفي خضم هذه التطورات، أشرف الرئيس بوتين، الأربعاء، على اختبارات واسعة للقوات النووية الروسية براً وبحراً وجواً، بهدف التحقق من جاهزيتها ونظام القيادة والسيطرة.

وشملت الاختبارات إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "يارس" من قاعدة فضائية، وإطلاق صاروخ باليستي من طراز "سينيفا" من غواصة نووية في بحر بارنتس، إضافة إلى إطلاق صواريخ كروز ذات قدرة نووية من قاذفات استراتيجية بعيدة المدى.

وقالت روسيا إن هذه المناورات تأتي في إطار التدريبات الدورية التي تجريها موسكو لقواتها النووية، بهدف اختبار قدراتها واستعراض جاهزيتها، في وقت يشهد تصاعداً في التوتر بين الشرق والغرب، فيما بدا تذكيراً من روسيا بامتلاكها أكبر ترسانة نووية في العالم.

"توماهوك" ومخاطر الحرب الشاملة

ويأتي ذلك بوقت لوحت فيه الولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"، قبل أن يعود ترمب ويبدي تردداً في المضي بذلك، خوفاً من أن تؤدي إلى تصعيد كبير في الحرب، وهو ما لم يعجب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر أن هذا الأمر جعل روسيا "تصبح، بشكل شبه تلقائي، أقل اهتماماً بالدبلوماسية".

وقال زيلينسكي إن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، مثل صواريخ توماهوك، قد يجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. 

لكن بوتين حذّر مجدداً، الخميس، من أنه "في حال شنت القوات الأوكرانية ضربات بأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا فردنا سيكون ساحقاً"، واصفاً تصريحات زيلينسكي بأن كييف ستحصل على أسلحة بعيدة المدى بأنها "محاولة للتصعيد".

وفي الإطار نفسه، قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين، الثلاثاء، إن الأمن العالمي يمر حالياً بأضعف لحظاته منذ الحرب العالمية الثانية، مما يتطلب الاستعداد لتقديم تنازلات لتجنب نشوب صراع عالمي جديد.

ويرى خبراء أن الوقوع في سيناريو حرب بين روسيا وأوروبا سيكون أخطر صراع عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، إذ تتورط فيه قوى مُسلحةً نووياً، وشبكةً من التزامات التحالف.

ومع أن مثل هذا السيناريو قد يبدو بعيداً، إلا أنه يشغل بال القادة العسكريين في دول عواصم الغرب، ومقرّ حلفاء "الناتو"، في بروكسل.

تصنيفات

قصص قد تهمك