زيلينسكي: أوكرانيا ترغب في استمرار مشاركة واشنطن في جهود إنهاء الحرب

الرئيس الأوكراني ينضم إلى "تحالف الراغبين" في لندن لمناقشة كيفية تكثيف الضغط على روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف الناتو مارك روته خلال مؤتمر صحافي بلندن. 24 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف الناتو مارك روته خلال مؤتمر صحافي بلندن. 24 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ترغب في استمرار مشاركة الولايات المتحدة في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب، وذلك بعد اجتماع حلفاء غربيين في لندن، عُقد بدون الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

واختار زيلينسكي عدم ممارسة الضغط بشكل واضح من أجل الحصول على صواريخ كروز من طراز "توماهوك" الأميركية، في اجتماع ضم أكثر من 20 زعيماً أوروبياً بشكل رئيسي مما يسمى "تحالف الراغبين"، ولكنه بدلاً من ذلك شدد على ضرورة أن يتعاون الغرب، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وذكر في نهاية الاجتماع الذي يهدف إلى مناقشة سبل تكثيف الضغط على روسيا قبل حلول فصل الشتاء: "نحن لا نستكشف ولا نبحث عن كيفية إيقاف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وكيفية إنهاء هذه الجهود بدون الولايات المتحدة".

وأضاف زيلينسكي أيضاً، أنه عندما يتعلق الأمر بالضمانات الأمنية لبلاده في مرحلة ما بعد الحرب "نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة".

وحذّر القادة من أن "بوتين يريد تقسيمنا"، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي رفض فيه ترمب الموافقة على توريد صواريخ توماهوك، فإن دولاً غربية "تطورت معاً" في السابق من خلال توفير صواريخ "ستورم شادو" الأنجلو-فرنسية، ثم صواريخ "أتاكمز" الأميركية.

ورجحت الصحيفة أن ذلك كان تلميحاً إلى أنه يأمل في إقناع ترمب في نهاية المطاف بتقديم سلاح، يعتقد أنه يمكن أن يؤثر على المجمع الصناعي العسكري الروسي، ويمكن أن يغير تفكير الكرملين بشأن ما إذا كان سيفاوض من أجل السلام.

وصل زيلينسكي إلى لندن بعد زيارته لبروكسل. والخميس، تجنب قادة الاتحاد الأوروبي اتخاذ قرار بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الدفاع عن أوكرانيا، على الرغم من مناشدة الرئيس الأوكراني باتخاذ إجراء سريع لجعل موسكو تدفع ثمن حربها.

تعزيز قدرات كييف الصاروخية

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال الاجتماع، إنه يعتقد أن "هناك المزيد؛ مما يمكننا القيام به في مجال القدرات، لا سيما... القدرات بعيدة المدى"، في إشارة إلى أن بريطانيا تريد من حلفاء أوكرانيا تزويدها بصواريخ بعيدة المدى، ومساعدة كييف على ضرب الأهداف الروسية في عمق خط المواجهة.

وهذا الأسبوع، استخدمت أوكرانيا صاروخ "ستورم شادو" البريطاني لقصف مصنع روسي في بريانسك ينتج المتفجرات ووقود الصواريخ؛ لكن الولايات المتحدة رفضت حتى الآن توريد صواريخ كروز من طراز "توماهوك"، وهو اقتراح أثار أيضاً قلقاً في موسكو.

وقال زيلينسكي إن روسيا تحاول التسبب في "كارثة إنسانية" هذا الشتاء، مضيفاً: "نحن ممتنون لكم على أننا لسنا وحدنا في هذا الوضع - منذ بداية الحرب، ولكن الآن بشكل خاص، وهذا أمر بالغ الأهمية".

وفي وقتٍ سابق، زار الرئيس الأوكراني ملك بريطانيا تشارلز الثالث في قلعة وندسور قبل أن يتوجه إلى مقر الحكومة في داونينج ستريت، لعقد اجتماع فردي مع ستارمر، ثم انتقلا بعد ذلك إلى وزارة الخارجية لعقد اجتماع كامل مع القادة الأوروبيين.

وحضر الاجتماع بشكل شخصي الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، فيما شارك قادة آخرين عبر الإنترنت.

وجاء الاجتماع الشخصي، وعبر الإنترنت بعد يوم واحد من فشل قادة الاتحاد الأوروبي في اتخاذ قرار حاسم بشأن استخدام أصول المصرف المركزي الروسي المجمدة البالغة 140 مليار يورو (120 مليار جنيه إسترليني) لتمويل الدفاع عن أوكرانيا، في حين لا تزال العلاقة بين ترمب وزيلينسكي حساسة.

تكثيف الضغط على موسكو

وفي الوقت نفسه، كثفت روسيا قصفها للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، حيث انقطعت الكهرباء والمياه في كييف ومدينة تشيرنيهيف شمال البلاد هذا الأسبوع، بعد هجمات استهدفت كسر المعارضة الشعبية داخل أوكرانيا.

وقبل الاجتماع، اتهم ستارمر الرئيس الروسي بالرغبة في إطالة أمد الحرب، التي يتعرض فيها المدنيون الأوكرانيون للهجوم، قائلاً: "من ساحة المعركة إلى الأسواق العالمية، ومع استمرار بوتين في ارتكاب أعمال وحشية في أوكرانيا، يجب أن نزيد من الضغط على روسيا".

وهذا الأسبوع سقط 7 أوكرانيين بينهم طفلان، عندما تعرضت دار حضانة في مدينة خاركيف لقصف روسي مباشر، وأظهرت لقطات من مكان الحادث رجال الإطفاء، وهم ينقذون الأطفال الصغار من موقع كان مكتظاً بعشرات الصغار قبل دقائق قليلة فقط.

ووفقاً للصحيفة، يأمل القادة الأوروبيون في الاستفادة من تغير الحالة المزاجية بوتيرة بطيئة في البيت الأبيض. فهذا الأسبوع، ألغى ترمب قمة كانت مقررة مع بوتين في بودابست، وفرض، الأربعاء عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، أكبر شركتين نفطيتين روسيتين.

وبدأ الرئيس الأميركي أيضاً بالدعوة إلى وقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية، رافضاً مطالب روسية بمزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا كشرط لإنهاء القتال. 

لكنه رفض الموافقة على تزويد كييف بصواريخ كروز طراز "توماهوك" بعد اجتماع متوتر مع زيلينسكي في واشنطن قبل أسبوع.

وعلى الرغم من أن بريطانيا تقول إنها تريد من الحلفاء زيادة توريد الذخائر بعيدة المدى لضمان قدرة أوكرانيا على البناء على الهجوم على المصنع الكيميائي، ليس من الواضح إلى أي مدى ستذهب لندن لتشجيع ترمب. 

وأوضحت الصحيفة أن "توماهوك" الأميركية التي يصل مداها إلى أكثر من 1000 ميل (نحو 1610 كم)، يمكنها ضرب أهداف أبعد بكثير من المدى الرسمي لـ"ستورم شادو" البالغ 155 ميلاً (نحو 250 كم).

تصنيفات

قصص قد تهمك