House of Dynamite فيلم سينمائي أميركي يثير تحفظات البنتاجون

وثيقة داخلية تنتقد الفيلم وتعتبره يقلل من القدرات الدفاعية الصاروخية الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطة من فيلم A House of Dynamite الذي تعرضه منصة "نتفليكس". 25 أكتوبر 2025 - @NetflixTudum
لقطة من فيلم A House of Dynamite الذي تعرضه منصة "نتفليكس". 25 أكتوبر 2025 - @NetflixTudum
دبي -الشرق

أبدت وزارة الحرب الأميركية "البنتاجون" قلقها في مذكرة داخلية من فيلم "بيت الديناميت" House of Dynamite، الذي تدور أحداثه حول فشل الدفاعات الصاروخية الأميركية في إسقاط صاروخ باليستي عابر للقارات مزود برأس نووي متجه إلى شيكاجو، حسبما أفادت "بلومبرغ".

وعُرض فيلم الإثارة الجديد للمخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار كاثرين بيجلو، وبطولة إدريس ألبا، وريبيكا فيرجسون، في عدد محدود من دور السينما الأميركية، كما تبثه منصة "نتفليكس".

وتجادل مذكرة داخلية صدرت في 16 أكتوبر الجاري موجهة لوكالة الدفاع الصاروخي بأن سيناريو "يوم القيامة" الذي يُصوّره الفيلم "غير دقيق"، إذ تهدف المذكرة إلى ضمان أن قيادة الوكالة "لديها وعي ظرفي بالوضع الراهن، وأنها ليست مُفاجأة بالموضوع، الذي قد يُطرح في المحادثات أو الاجتماعات".

ويكمن مصدر قلق وكالة الدفاع الصاروخي في تصوير الدفاع الصاروخي الأميركي على أنه "غير فعال"، لا سيما في ضوء رغبة الرئيس دونالد ترمب في إنفاق عشرات المليارات من الدولارات على الدفاع الصاروخي، بما في ذلك سعيه للحصول على مظلة دفاعية "القبة الذهبية".

اقرأ أيضاً

"القبة الذهبية".. كيف تبني أميركا أضخم درع صاروخي في التاريخ؟

كشفت أميركا عن تفاصيل مشروع "القبة الذهبية"، وهو درع صاروخي ضخم من أربع طبقات وبتكلفة 175 مليار دولار، يهدف لتغطية كامل الأراضي الأميركية بحلول عام 2028.

وتركز المذكرة على سطر في الفيلم يُعرب فيه وزير الدفاع الأميركي، الذي يُجسد دوره جاريد هاريس، عن أسفه لأن الدفاعات الصاروخية الحالية لديها فرصة 50% لإسقاط صاروخ، رغم كلفتها البالغة 50 مليار دولار.

وتتجنب المذكرة ذكر مبلغ بالدولار، إذ أشارت إلى أن الكلفة مرتفعة، لكنها "ليست مرتفعةً مثل كلفة السماح لصاروخ نووي بضرب بلدنا".

وتقول وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، إن هذا يستند إلى نماذج أولية سابقة، وأن الصواريخ الاعتراضية الحالية "أظهرت معدل دقة 100% في الاختبارات لأكثر من عقد".

وثيقة "غير قابلة للنشر"

والوثيقة التي تحمل إشعار "للاستخدام الداخلي فقط لوكالة الدفاع الصاروخي ووزارة الحرب، وغير قابلة للنشر العام"، يعود تاريخها إلى اليوم التالي لإخلاء جميع أعضاء السلك الصحافي في البنتاجون تقريباً، المبنى، بدلاً من الموافقة على قواعد قد تُقيد جمع الأخبار المتعلقة بوثائق مثل تقييم وكالة الدفاع الصاروخي.

وأضافت "بلومبرغ" أن الوثيقة أُعدّت لـ"معالجة الافتراضات الخاطئة، وتقديم حقائق صحيحة، وفهم أفضل للنظام الأميركي المُستخدم حالياً".

وفي حين أن الفيلم "يُسلّط الضوء على أن الردع قد يفشل، ما يُعزز الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي وطني نشط، فإن تصويره الخيالي يُقلّل أيضاً من شأن القدرات الأميركية".

وقال البنتاجون في المذكرة إن "إن الصواريخ الاعتراضية الخيالية في الفيلم تُخطئ هدفها، ونحن نتفهم أن هذا يُقصد به أن يكون جزءاً مُقنعاً من الدراما المُخصصة لترفيه الجمهور، لكن نتائج الاختبارات الواقعية تروي قصة مختلفة تماماً".

وأشار ممثل عن بيجلو إلى تصريحاتها في برنامج Sunday Morning على قناة CBS، مؤكداً أنها "لم تطلب تعاوناً من البنتاجون".

وقالت بيجلو: "شعرتُ أننا بحاجة إلى أن نكون أكثر استقلالية. ولكن مع ذلك، كان لدينا العديد من المستشارين التقنيين الذين عملوا في البنتاجون. كانوا معي كل يوم كنا نصور فيه".

نظام الدفاع الصاروخي 

وأفاد تقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية عام 2020، بأن البنتاجون أنفق حوالي 53 مليار دولار على النظام الأرضي لاعتراض الصواريخ، ويخطط لإنفاق حوالي 10 مليارات دولار حتى نهاية العام الجاري لمواصلة تطويره وإنتاجه واستدامته، إذ تُدير شركة "بوينج" النظام، ويُشغّله أفراد تابعون للقيادة الشمالية الأميركية.

في الإطار، قالت لورا جريجو، وهي ناقدة مخضرمة للدفاع الصاروخي الأميركي، والتي شاهدت الفيلم، إن السيناريو الذي يصوره الفيلم يعد "الأقل تهديداً على الإطلاق"، مضيفة أن الاختبارات العسكرية "كانت محدودة بالمثل".

وأضافت جريجو: "يجب أن يتوقع أي دفاع قوي مواجهة صواريخ باليستية عابرة للقارات متعددة وصواريخ وهمية موثوقة، وهجمات مباشرة على عناصر الدفاع الصاروخي، لكن لم يكن أي من هذه العناصر جزءاً من قصة هذا الفيلم. يمكن القول إن التهديد الخيالي سهل المنال".

وصرح البنتاجون، بأنه "لم يُستشر بشأن الفيلم، وهو ما لا يعكس آراء أو أولويات هذه الإدارة". وأضاف أن النظام "يظل عنصراً أساسياً في استراتيجيتنا الدفاعية الوطنية، إذ يضمن سلامة وأمن الشعب الأميركي وحلفائنا".

ولم تكشف إدارة ترمب عن تفاصيل جوهرية عن درعها الدفاعي الأرضي والبحري والفضائي "القبة الذهبية"، الذي لا يزال غامضاً، لكن الجنرال مايكل جيتلين، قائد قوة الفضاء، والجنرال ذو الأربع نجوم الذي يقود هذا المشروع، أكمل الشهر الماضي مخططاً للبرنامج، فيما رفض البنتاجون تقديم تفاصيل حول نطاقه أو كلفته.

تصنيفات

قصص قد تهمك