
تسعى بريطانيا لتشكيل تحالف غربي مع الاتحاد الأوروبي، في مواجهة هيمنة الصين على سوق الصلب العالمي، حسبما ذكرت عدة شخصيات مطلعة على المحادثات لمجلة "بوليتيكو".
وتأمل لندن في اتباع "نهج منسق" يمكن أن يساعدها على تفادي الرسوم الجمركية الجديدة التي تخطط بروكسل لفرضها، بنسبة 50% بهدف حماية منتجي الاتحاد الأوروبي من الإنتاج الصناعي الصيني المفرط.
وفي الوقت الراهن تحاول بريطانيا، التي تجد نفسها "تحت رحمة" الإجراءات التجارية للاتحاد الأوروبي بعد خروجها من التكتل، الحصول على استثناءات من تلك التدابير.
وتتمثل الفكرة التي لا تزال قيد الدراسة، بحسب المجلة في نسختها الأوروبية، في أن تشكل بريطانيا والاتحاد الأوروبي تحالفاً غربياً للصلب، من المحتمل أن يشمل واشنطن، بهدف تنسيق سياسات التعريفة الجمركية الخاصة بالصلب، ومنح الأعضاء تعريفات تفضيلية على تجارة المعدن الحيوي.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من أكتوبر الجاري، إن الاتحاد "ليس لديه خيار آخر" سوى الدفاع عن صناعته، محذراً من أن أوروبا "في ورطة كبيرة؛ بسبب مشكلة الطاقات المفرطة".
مع ذلك، ترك المسؤول الباب مفتوحاً للمحادثات مع لندن، وحض كلا الجانبين على الجلوس للتفاوض.
"نادي الصلب"
وقال مسؤول آخر في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم كشف عن هويته، إن فكرة "نادي الصلب" كانت متداولة لـ"بعض الوقت"، ولكنها تبدو الآن "أكثر جاذبية".
وأضاف المسؤولان أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، يتعاونان بالفعل في منتديات متعددة الأطراف مثل المنتدى العالمي للقدرات الفائضة للصلب.
وذكرت "بوليتيكو"، أن الجانبين اتفقا بالفعل على تنسيق ضرائب الكربون المقبلة على واردات الصلب، والمنتجات الأخرى التي يجري إنتاجها من خلال عمليات التصنيع عالية التلوث.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، إلى تنسيق أقوى ضد الصلب الصيني، وحذر من أن "قواعد التجارة الدولية الحالية غير كافية"، مشككاً في "الإرادة السياسية للأعضاء الأجانب لاتخاذ إجراءات".
وترسل بريطانيا حالياً نصف صادراتها من الصلب إلى الاتحاد الأوروبي، ما يجعل الرسوم الجمركية المقبلة التي سيفرضها التكتل تهديداً خطيراً للمنتجين البريطانيين.
ونقلت المجلة عن المدير العام لرابطة صناعة الصلب البريطانية UK Steel، جاريث ستايس، قوله، إن تركيز الحكومة "يجب أن ينصب على تأمين الاستثناءات الأساسية للمملكة المتحدة في حصص الاتحاد الأوروبي، وتشديد دفاعاتها التجارية".
واعتبر ستايس، أن تشكيل تحالف أوسع، يمكن أن يساعد في حل مشكلات فائض الطاقة الإنتاجية العالمية، وإبعاد الواردات المدعومة بشكل كبير عن بريطانيا.
في المقابل، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "نحن نواصل مشاركتنا مع الاتحاد الأوروبي بعد إعلانهم الأخير. كما أننا نعمل مع الشركاء الدوليين على إيجاد حلول يمكن أن تعالج مشكلة الطاقة الإنتاجية الزائدة على نطاق أوسع".









