
عرضت الصين، الاثنين، مساعدة الولايات المتحدة بعد تحطم طائرتين تابعتين للبحرية الأميركية في بحر الصين الجنوبي في حادثتين منفصلتين، فيما اعتبرت أن جهود واشنطن لما وصفته بـ"استعراض القوة"، تقوّض السلام والاستقرار في المنطقة.
يأتي ذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في آسيا، والتي تستمر 5 أيام، وبدأها من العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتشمل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينج، الخميس المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، خلال مؤتمر صحافي، إنه إذا طلبت واشنطن ذلك، فإن بكين "مستعدة لتقديم المساعدة للولايات المتحدة من منظور إنساني".
لكنه أضاف: "كثيراً ما ترسل الولايات المتحدة سفناً حربية وطائرات حربية إلى بحر الصين الجنوبي، لاستعراض قوتها العسكرية، والذي يعد السبب الجذري لمشكلات الأمن البحري وتقويض السلام والاستقرار الإقليميين"، وفق ما أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة في هونج كونج.
وأعلنت البحرية الأميركية، تحطم طائرة مروحية، وأخرى مقاتلة، في واقعتين منفصلتين في بحر الصين الجنوبي في غضون ساعة واحدة خلال عمليات روتينية انطلاقاً من حاملة الطائرات "نيميتز" USS Nimitz، مضيفة أن جميع من كانوا على متن الطائرتين بخير.
ترمب: أمر غير عادي
وقال ترمب في تصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، الاثنين، إن وقوع هاتين الحادثتين أمر غير عادي، وربما يكون ذلك بسبب "وقود رديء"، مضيفاً أنه من المرجح معرفة السبب قريباً.
ويتوجه ترمب إلى طوكيو، ثم يختتم جولته الآسيوية بعقد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، الخميس المقبل.
وذكر الأسطول الأميركي في المحيط الهادي على منصة "إكس"، أن "جميع أفراد طاقم الطائرتين بخير وحالتهم مستقرة، ويجري التحقيق حالياً للوقوف على أسباب الحادثين".
وأوضحت الأسطول الأميركي، أن مروحية طراز MH-60R Seahawk سقطت في نحو الساعة 2:45 (بالتوقيت المحلي) مساء الأحد، وبعد وقت قصير سقطت المقاتلة، وهي من طراز F/A-F-18 Super Hornet fighter في بحر الصين الجنوبي.
ولم يتم الكشف عن موقع حاملة الطائرات "نيميتز" التي كانت المروحية، والمقاتلة تجريان عمليات روتينية انطلاقاً منها.
وشهد بحر الصين الجنوبي، في السنوات الماضية، عدة حوادث طيران تابعة للجيش الأميركي، أبرزها تحطم مقاتلة من طراز F-35C Lightning II أثناء محاولتها الهبوط على حاملة الطائرات USS Carl Vinson في 24 يناير 2022، خلال عمليات روتينية في المنطقة.
ويُعدّ بحر الصين الجنوبي، بؤرة توتر مزمنة بين واشنطن وبكين، إذ تتداخل المطالب الإقليمية للصين، مع مطالب دول مجاورة، في حين تجري الولايات المتحدة بانتظام عمليات حرية الملاحة في المنطقة، وهي خطوات غالباً ما تستفز بكين.
وتطالب الصين، بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، الذي تمر منه تجارة دولية تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار سنوياً، ونشرت أسطولاً من سفن خفر السواحل لحماية ما تعتبره أراضيها، فيما ترفض الفلبين وتايوان وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وبروناي هذه المطالب.










