
رغم الخلافات التجارية بين الهند والولايات المتحدة، على خلفية شراء نيودلهي للنفط الروسي، وهو ما تعتبره واشنطن دعماً لموسكو في حرب أوكرانيا، والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أشاد البلدان بـ"أقوى علاقات عسكرية على الإطلاق" والشراكة الدفاعية بينهما، في أعقاب توقيع "إطار جديد" للتعاون الدفاعي يمتد إلى 10 سنوات.
وقال وزير الحرب الأميركي، بيت هيجسيث، الجمعة، إن العلاقات العسكرية مع الهند "لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه الآن"، بعد اجتماعه مع نظيره الهندي راجناث سينج، في كوالالمبور.
ووصف هيجسيث الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة والهند، حسبما نقلت "بلومبرغ"، بأنها "واحدة من أكثر الشراكات تأثيراً" في العالم، خلال أول لقاء مباشر بينه وبين سينج، على هامش اجتماع لرؤساء دفاع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في كوالالمبور.
وأضاف هيجسيث: "إطار التعاون الدفاعي الجديد الذي وقعناه طموح للغاية، إنه خطوة مهمة لقواتنا المسلحة، وخارطة طريق لتعاون أعمق وأكثر جدوى في المستقبل".
من جانبه، قال سينج إن هذا الإطار سيفتح "آفاقاً جديدة" في العلاقات الثنائية.
ووقع الوزيران خلال الاجتماع على إطار عمل دفاعي مدته 10 سنوات يهدف إلى توسيع التعاون العسكري والتكنولوجي.
وبعد التوقيع، أعرب هيجسيث عن امتنانه لسينج على الشراكة بين واشنطن ونيودلهي، قائلاً: "إنها واحدة من العلاقات المهمة بين الولايات المتحدة والهند في العالم. إن توافقنا الاستراتيجي مبني على المصالح المشتركة، وعلى الثقة المتبادلة والالتزام بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ الآمنة والمزدهرة".
وأضاف وزير الحرب الأميركي: "إنه يؤكد التزام أميركا طويل الأمد بأمننا المشترك وشراكتنا القوية".
اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى
يأتي اجتماع راجناث سينج مع هيجسيث بعد أيام فقط من لقاء وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مع نظيره الهندي، إس جايشانكار، على هامش قمة "آسيان" في كوالالمبور، بحسب صحيفة "هندوستان تايمز".
وقال جايشانكار، إنه ناقش مع روبيو العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة، بالإضافة إلى قضايا إقليمية وعالمية.
وذكرت الصحيفة، أن هذه الاجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين أميركيين وهنود، تأتي في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بشأن الصفقات التجارية، بعد التوترات التي أعقبت قرار الرئيس دونالد ترمب بمضاعفة الرسوم الجمركية على نيودلهي؛ بسبب مشترياتها من النفط الروسي.
والاثنين الماضي، سلّط جايشانكار الضوء على مخاوف الهند المتزايدة بشأن تقييد تجارة الطاقة والوصول إلى الأسواق وسلاسل التوريد.
وقال إنه يجب على المجتمع الدولي، اتباع سياسة عدم التسامح مطلقاً مع "الإرهاب"، وتكثيف الجهود لحل النزاعات مثل تلك التي يشهدها قطاع غزة الفلسطيني وأوكرانيا، والتي عطلت الأمن الغذائي، وهددت تدفقات الطاقة.
والأسبوع الماضي، أكد وزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش جويال، أن الهند لن توقع أي اتفاقية تجارية على عجل، أو سترفض شروط الدول الشريكة التي تقيد خياراتها التجارية.
وقال جويال، إن الصفقات التجارية لا تتعلق فقط بالتعريفات الجمركية أو الوصول إلى الأسواق، بل تتعلق ببناء الثقة والعلاقات طويلة الأجل وخلق أطر مستدامة للتعاون التجاري العالمي، مشيراً إلى أن الهند والولايات المتحدة منخرطتان في محادثات، وأن فرقاً من الجانبين تتعاونان معاً.
توتر متصاعد
وتدهورت العلاقات بين نيودلهي وواشنطن في الأشهر الأخيرة، بعد قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية، جزئياً كعقوبة على شراء الهند للنفط الروسي.
ومع ذلك، حافظ الطرفان على علاقاتهما العسكرية، واستمرّا في إجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وقالت "بلومبرغ"، إن واشنطن تنظر منذ فترة طويلة إلى الهند، باعتبارها ثقلاً استراتيجياً موازناً للصين، التي تزداد هيمنتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وكان هيجسيث أعرب في وقت سابق، الجمعة، عن "قلق بالغ" خلال محادثاته مع وزير الدفاع الصيني، دونج جون، بشأن النشاط البحري الصيني حول تايوان وبحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى تأثيره على حلفاء الولايات المتحدة الأمنيين في المنطقة.
ورغم وجود مؤشرات على انفراج في العلاقات التجارية بين الهند والولايات المتحدة، أفادت "بلومبرغ" بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تخلف عن حضور قمة "آسيان"، لتجنب لقاء ترمب.









