دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إطلاق سراح المعارض أليكسي نافالني، بالتزامن مع مرور سنة على تعرضه لمحاولة تسميم اتهمت ألمانيا ودول غربية، الكرملين بتنفيذها.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في موسكو: "طلبتُ من الرئيس الروسي إطلاق سراح أليكسي نافالني" المسجون حالياً في روسيا.
وتزور المستشارة الألمانية موسكو في رحلة هي الأخيرة قبل مغادرتها الساحة السياسية بعد الانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 26 سبتمبر المقبل.
وفي ذكرى مرتبطة بنافالني، تبدو الزيارة رمزية. فبعد غيبوبة استمرت يومين في مستشفى بسيبيريا، نُقل الناشط المناهض للفساد إلى برلين في 22 أغسطس 2020، حيث شخّص الأطباء الألمان وضعه بأنه مسمّم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" السوفياتي الصنع، وقاموا بمعالجته.
وبعد شفائه، عاد نافالني إلى روسيا في يناير الماضي، واعتقلته الشرطة فور وصوله إلى مطار موسكو.
واتهم الكرملين وأجهزته الأمنية بمحاولة اغتياله، ومنذ ذلك الحين يطالب الغرب، وعلى رأسه برلين، توضيحات من موسكو، التي تنفي بشدة تورطها.
"مؤامرة للتدخل في شؤون روسيا"
وقبل زيارة ميركل، أصدرت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء، بياناً ساخطاً اتهمت فيه برلين وحلفاءها الغربيين باستخدام قضية نافالني "لمهاجمة" روسيا والتدخل في انتخاباتها التشريعية المقررة من 17 إلى 19 سبتمبر المقبل.
في المقابل، قال الناطق باسم ميركل إن قضية نافالني "تؤثر بقوة على العلاقات مع روسيا" لأنه "سُجن ظلماً".
رسالة نافالني للعالم
من جهته، كتب نافالني من سجنه مقالاً نشرته الكثير من الصحف الأوروبية الجمعة، طالب فيه قادة العالم بمحاربة الفساد، واتهم الرئيس الروسي باختلاسات.
وشكر نافالني في رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي "كل الذين أنقذوا حياته"، وأكد أنه سيواصل معركته. وقال: "لدي فرصة ثانية للحياة واتخاذ كل القرارات التي أرى أنها صائبة ونزيهة".
ويقضي نافالني عقوبة بالسجن لمدة عامين ونصف العام في قضية احتيال تعود إلى عام 2014 يصفها بأنها "مسيّسة".
وعملت السلطات الروسية خلال الأشهر الماضية، على تفكيك شبكة نافالني، لا سيما من خلال تصنيف المنظمات المنتمية إليها على أنها "متطرفة"، بقرار قضائي وحجب عشرات المواقع المرتبطة بها.
وأصبح معظم حلفاء نافالني والمتعاونين المقربين منه، إما خارج البلاد أو يخضعون للمراقبة على أساس "انتهاك المعايير الصحية" المرتبطة بوباء كورونا.
اقرأ أيضاً: