نيجيريا تنفي الاتهامات الأميركية بانتهاك الحرية الدينية: بيانات خاطئة

time reading iconدقائق القراءة - 5
أشخاص يسيرون في شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا شمال نيجيريا- 4 نوفمبر 2025 - Reuters
أشخاص يسيرون في شارع تحيط به كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية ومسجد كانو رود المركزي في كادونا شمال نيجيريا- 4 نوفمبر 2025 - Reuters
أبوجا-رويترز

رفضت الحكومة النيجيرية، الأربعاء، تصنيف الولايات المتحدة لها بأنها "بلد يثير قلقاً خاصاً"، بسبب اتهامات بانتهاك الحرية الدينية، قائلة إن هذه الخطوة تستند إلى معلومات مضللة وبيانات خاطئة.

وكان الرئيس دونالد ترمب أعاد إدراج نيجيريا، الأسبوع الماضي، على قائمة الدول التي تعتبر الولايات المتحدة أنها تنتهك الحرية الدينية، وصرح، السبت، بأنه طلب من وزارة الدفاع الاستعداد لتدخل عسكري "سريع محتمل"، إذا لم تتخذ نيجيريا إجراءات صارمة ضد التصفيات بحق المسيحيين.

وأدى قرار واشنطن بتصنيف نيجيريا كبلد ينتهك الحريات الدينية إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وزير: التهديد بتدخل عسكري لا مبرر له

في معرض دفاعه عن سجل نيجيريا، قال وزير الإعلام محمد إدريس، في مؤتمر صحافي، إن تهديد ترمب بتدخل عسكري "غير مبرر، وينم عن تصور غير دقيق" للتحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها نيجيريا.

وأضاف إدريس: "أي رواية تُشير إلى أن الدولة النيجيرية تتقاعس عن اتخاذ إجراءات ضد الهجمات على أساس ديني تستند إلى معلومات مضللة أو بيانات خاطئة".

وذكر رئيس أركان الدفاع النيجيري الجنرال أولوفيمي أولويدي أن البلاد تواجه "الإرهاب"، وليس اضطهاد المسيحيين، وقالت الرئاسة النيجيرية إنها ترحب بمساعدة الولايات المتحدة في "محاربة المتمردين" التابعين إلى جماعات إسلامية طالما ظلت وحدة أراضي البلاد موضع احترام.

وتابع إدريس: "حكومة الرئيس بولا تينوبو أحرزت تقدماً كبيراً في التصدي للإرهاب منذ توليها السلطة في مايو 2023".

وقال: "لا تزال حكومة نيجيريا منفتحة ومستعدة للعمل بشكل وثيق مع إدارة ترمب والدول الصديقة الأخرى والشركاء الآخرين لتحقيق هدفنا المشترك، وهو القضاء التام على الإرهاب على الأراضي النيجيرية"، مشيراً إلى "مصرع أكثر من 13 ألفاً و500 متشدد، واعتقال 17 ألف مشتبه به، وإنقاذ أكثر من 11 ألفاً و200 رهينة، منهم نساء وأطفال".

وأوضح وزير الإعلام النيجيري أن "الإرهاب" يُؤثر على المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وأن الحكومة ملتزمة بإنهاء عنف المتطرفين من خلال العمل العسكري والتعاون الإقليمي والحوار مع الشركاء الدوليين.

ولدى نيجيريا، التي تضم أكثر من 200 مجموعة عرقية تعتنق المسيحية والإسلام والمعتقدات التقليدية، تاريخ من التعايش، لكنها شهدت أيضاً أعمال عنف متفرقة مدفوعة في كثير من الأحيان بالتوتر العرقي والتنافس على الموارد الشحيحة.

ترمب: المسيحية تواجه تهديداً وجودياً

 وفي وقت سابق الأحد، قال ترمب إن الولايات المتحدة قد ترسل قوات أميركية على الأرض إلى نيجيريا، مرجعاً السبب إلى ما وصفه بأنه "مصرع أعداد قياسية من المسيحيين".

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مصادر قولها إن الرئيس الأميركي "غضب فوراً" عند مشاهدة تقارير عن "استهداف جماعات متطرفة للمسيحيين في نيجيريا"، وطلب الاطلاع على مزيد من التفاصيل بشأن القضية.

ثم كتب على منصة "تروث سوشيال" أن "المسيحية تواجه تهديداً وجودياً في نيجيريا"، معتبراً أن "الآلاف من المسيحيين يُقتلون.. المتطرفون مسؤولون عن هذه المذبحة الجماعية".

وأوضح أنه قرر تصنيف نيجيريا كـ"دولة مثيرة للقلق الخاص" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية.

وأصبحت قضية المسيحيين في نيجيريا محور اهتمام ترمب طوال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، ما دفعه إلى أن يطلب مباشرة من وزير دفاعه بيت هيجسيث "الاستعداد لاحتمال اتخاذ إجراء"، محذراً من أن الولايات المتحدة "قد تدخل نيجيريا، وهي تطلق النار لحماية المسيحيين" في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.

وكان ترمب تناول القضية في عام 2018، أثناء لقائه بالرئيس النيجيري آنذاك محمد بخاري في واشنطن، قائلاً: "نحن قلقون بشدة من العنف الديني في نيجيريا، بما في ذلك حرق الكنائس وقتل واضطهاد المسيحيين. إنها قصة مروعة".

ورد بخاري حينها موضحاً أن الوضع الأمني في بلاده أكثر تعقيداً من مجرد اضطهاد ديني، إذ تستخدم بعض الجماعات الدين غطاء لتحقيق مصالح اقتصادية.

تصنيفات

قصص قد تهمك