قال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، الخميس، إن دولاً غربية تخطط لاتهام موسكو بالتسبب فيما وصفه بـ"حادث محتمل" في محطة زابوروجيا للطاقة النووية جنوب شرقي أوكرانيا، استناداً إلى تقارير أصدرها معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، فيما أوضحت وزارة الخارجية البريطانية لـ"الشرق" أن "مزاعم موسكو ليست جديدة، وهي جزء من حملة أوسع لصرف الانتباه عن عدوانها في أوكرانيا".
وقال الجهاز في بيان، إن "الغرب يستعد لتحميل روسيا مسؤولية حادث محتمل في محطة زابوروجيا للطاقة النووية"، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأضاف البيان، أنه "وفقاً لمعلومات تلقتها الاستخبارات الروسية، فإن مسؤولين أوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يدعون نظام كييف إلى البحث بشكل عاجل عن سبل لتغيير مسار الصراع الأوكراني، الذي يلقي بظلاله السلبية على الغربيين، ويؤثر سلباً على الصورة العامة عنه في الغرب".
وتابع البيان: "الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق هذا الهدف هي القيام بعمل تخريبي كبير يسفر عن سقوط ضحايا بين الأوكرانيين وسكان دول الاتحاد الأوروبي، على غرار مأساة طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 عام 2014".
واستند جهاز الاستخبارات الروسي في بيانه، إلى تقديرات محللين بريطانيين تشير إلى أن التلوث الإشعاعي الناجم عن حادث محتمل في محطة زابوروجيا للطاقة النووية سيؤثر على مواطني الاتحاد الأوروبي قرب الحدود الأوكرانية.
وتابع البيان: "يجري النظر في خيار تنظيم تخريب ضد محطة زابوروجيا للطاقة النووية، بحيث يؤدي لانصهار الجزء الفعال في مفاعلاتها النووية".
وأشار إلى أن "معهد (تشاتام هاوس) البريطاني درس عواقب مثل هذا الحادث، وأظهرت معلومات المحاكاة الحاسوبية التي تم إجراؤها خصيصا لذلك، أنه مع مراعاة حركة الرياح والكتل الهوائية، سيجد سكان المناطق التي تسيطر عليها كييف ومواطني دول الاتحاد الأوروبي بالقرب من الحدود الغربية الأوكرانية أنفسهم في منطقة انتشار الجزيئات المشعة".
واتهم جهاز الاستخبارات الروسية الغرب بأنه "مستعد لقتل مواطنيه لنسب جرائم نظام كييف إلى موسكو، وتبرير جهوده للتحريض على الحرب"
وتابع البيان: "الغرب يريد التغطية على التخريب المخطط له بطريقة تجعل الرأي العام (يؤيد كييف بشكل لا لبس فيه) في مسألة تحديد المذنب".
وزارة الخارجية البريطانية ترد
ورداً على التحذير الروسي قالت وزارة الخارجية البريطانية لـ"الشرق": "لن نُقدّم تعليقاً مُفصّلاً على نظريات المؤامرة الروسية.. ومزاعم روسيا الفاضحة ليست جديدة، وهي جزء من حملة أوسع لصرف الانتباه عن عدوانها في أوكرانيا".
استهداف منشآت نووية
والأسبوع الماضي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع حوادث بالقرب من محطتين نوويتين -جنوب أوكرانيا وخميلنيتسكي- أدت إلى انقطاع اتصالهما بخط كهرباء خارجي.
ومحطة جنوب أوكرانيا للطاقة النووية هي محطة نووية تقع في منطقة ميكولايف (جنوب)، وهي ثاني أكبر محطة نووية في البلاد، بينما تقع محطة خميلنيتسكي في مقاطعة خميلنيتسكي غرب البلاد.
وقالت الوكالة في بيان، إن محطة ثالثة في ريفني، اضطرت إلى خفض الطاقة في اثنين من مفاعلاتها الأربعة. ولم يُشر البيان إلى أي طرف قد يكون وراء هذه الحوادث.
وأشار بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى استمرار الجهود لإعادة توصيل الخط الثاني من خطي الكهرباء الخارجيين بمحطة زابوروجيا، وهو أمر حيوي للحفاظ على تبريد الوقود النووي والحماية من الانصهار. ولا تولد المحطة أي طاقة في الوقت الراهن.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بانتظام بالانخراط في أنشطة عسكرية تُعرّض السلامة في محطات الطاقة النووية الأربع العاملة في أوكرانيا للخطر، ولا سيما محطة زابوروجيا.
وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوروجيا، أكبر محطة في أوروبا وتضم ستة مفاعلات، في الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.









