جنرال ألماني: روسيا يمكنها شن هجوم محدود على الناتو "في أي وقت"

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة الإمداد Donau التابعة للبحرية الألمانية خلال مناورات بحرية بمشاركة حلفاء شمال الأطلسي (الناتو) في بحر البلطيق قبالة سواحل مدينة روستوك شمال ألمانيا. 4 سبتمبر 2025 - REUTERS
سفينة الإمداد Donau التابعة للبحرية الألمانية خلال مناورات بحرية بمشاركة حلفاء شمال الأطلسي (الناتو) في بحر البلطيق قبالة سواحل مدينة روستوك شمال ألمانيا. 4 سبتمبر 2025 - REUTERS
برلين -رويترز

حذّر مسؤول عسكري كبير ألماني، من أن روسيا لديها القدرة على شن "هجوم محدود" ضد أراضي دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أي وقت، لكن قرار التحرّك سيعتمد على موقف الحلفاء الغربيين.

وقال الفريق ألكسندر سولفرانك الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة في ألمانيا، ويشرف على التخطيط الدفاعي، لـ"رويترز": "إذا نظرنا إلى قدرات روسيا الحالية وقوتها القتالية، يمكن لروسيا أن تشن هجوماً محدود النطاق ضد أراضي حلف شمال الأطلسي بداية من الغد".

وأضاف: "(هجوم) صغير وسريع ومحدود إقليمياً، وليس كبيراً، فروسيا عالقة للغاية في أوكرانيا للإقدام على ذلك".

وكرر سولفرانك، تحذيرات حلف "الناتو"، من أن روسيا قد تشن هجوماً واسع النطاق على الحلف، الذي يضم 32 عضواً في عام 2029، إذا استمرت جهودها في التسلّح.

في المقابل، ينفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود "نوايا عدائية"، قائلاً، إن غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022، كان للتصدي لطموحات حلف "الناتو" التوسعية المهددة لروسيا.

قدرات قتالية كبيرة

وفي حديثه في مقره الرئيسي، وهو عبارة عن ثكنات مترامية الأطراف في شمال برلين، قال سولفرانك، إنه على الرغم من الانتكاسات في أوكرانيا، فإن القوات الجوية الروسية تحتفظ بقوة قتالية كبيرة، وإن قدراتها النووية والصاروخية لم تتأثر.

وأشار إلى أنه في وقت تكبد فيه أسطول البحر الأسود خسائر كبيرة، فإن الأساطيل الروسية الأخرى لم تتقلص.

وتابع: "تعاني القوات البرية من خسائر، لكن روسيا تقول إنها تهدف إلى زيادة إجمالي عدد جنودها إلى 1.5 مليون".

وقال سولفرانك إن قرار موسكو لمهاجمة حلف "الناتو"، ستحدده 3 عوامل هي قوة روسيا العسكرية، وسجلها العسكري وقيادتها.

وأضاف سولفرانك: "روسيا لديها ما يكفي من الدبابات القتالية الرئيسية لشن هجوم محدود محتمل في أقرب وقت"، دون أن يقول إن مثل هذا الهجوم يجري التخطيط له حالياً.

وقاد سولفرانك قيادة العمليات المشتركة منذ إنشائها في عام 2024، وهي خطوة عكست تحولاً كبيراً بعيداً عن المهام الاستكشافية مثل أفغانستان أو مالي نحو الدفاع عن أراضي الناتو.

وقبل توليه منصبه الحالي، كان سولفرانك يدير قيادة العمليات اللوجستية لحلف الناتو في مدينة أولم جنوب ألمانيا.

هجوم روسي "محتمل"

وأثارت التوغلات الأخيرة للطائرات المسيرة في المجال الجوي البولندي مخاوف غربية من التصعيد الروسي.

في وقت سابق من هذا العام، خففت برلين القيود الدستورية على الديون، لتلبية هدف الإنفاق العسكري الأساسي الجديد لحلف الناتو البالغ 3.5% من الناتج القومي بحلول عام 2029، وهي خطوة ستزيد الإنفاق الدفاعي إلى نحو 160 مليار يورو (187 مليار دولار) في عام 2029 من نحو 100 مليار يورو في عام 2025.

بالإضافة إلى ذلك، تخطط ألمانيا لتوسيع قواتها المسلحة بنحو 60 ألف جندي، ليصل إجمالي عدد أفرادها العسكريين إلى نحو 260 ألف جندي.

وقال سولفرانك، إن احتمال اختيار إذا كانت موسكو قد تختار مهاجمة حلف الناتو، ستحددها ثلاثة عوامل: قوة روسيا العسكرية وسجلها العسكري وقيادتها.

ومضى قائلاً: "هذه العوامل الثلاثة تقودني إلى استنتاج مفاده أن الهجوم الروسي يقع في نطاق الممكن. ويعتمد حدوثه من عدمه إلى حد كبير على سلوكنا"، في إشارة إلى جهود الردع التي يبذلها الناتو.

وأشار الجنرال إلى أن تكتيكات موسكو فيما وصفه بـ "الحرب الهجينة"، بما في ذلك توغلات الطائرات المسيرة، ينبغي أن يُنظر إليها على أنها عناصر مترابطة من استراتيجية تشمل أيضاً الحرب على أوكرانيا.

وشملت "الهجمات الهجينة" الروسية المشتبه بها، تخريب البنى التحتية للطاقة والاتصالات، مثل الكابلات البحرية، بالإضافة إلى توغل طائرات أو غواصات روسية لفترات قصيرة داخل المجال الجوي، أو البحري التابع لحلف الناتو.

وأضاف أن هدف روسيا هو "استفزاز الناتو، وقياس رد فعله"، من أجل "تعزيز انعدام الأمن، ونشر الخوف، وإلحاق الضرر، والتجسس، واختبار قدرة الحلف على الصمود".

تصنيفات

قصص قد تهمك