
أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الجمعة، دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين روسيا وأوكرانيا قرب محطة زابوروجيا للطاقة النووية، بوساطة من الوكالة، مما يمهد الطريق أمام تنفيذ أعمال إصلاح تهدف إلى تعزيز اتصال الموقع بشبكة الكهرباء ومنع وقوع حادث نووي.
وأوضح جروسي، في بيان، أنه "بعد مشاورات مكثفة ومعقدة مع كل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا، اتفقنا على نافذة جديدة لوقف إطلاق النار تتيح المضي في الإصلاحات الإضافية".
ولفت إلى أن إعادة التيار الكهربائي الخارجي إلى أكبر محطة نووية في أوروبا، الشهر الماضي، "شكَّل تطوراً بالغ الأهمية لأمن وسلامة الطاقة النووية، وأنهى عاشر وأطول انقطاع كامل للكهرباء الخارجية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة".
واستدرك جروسي: "لكن من الواضح أن وجود خط كهرباء واحد فقط للمحطة لا يكفي، إذ كانت المحطة تملك 10 خطوط قبل الحرب".
يأتي الاتفاق الذي توسطت فيه وكالة الطاقة الذرية بعد أسبوعين من إعادة التيار الكهربائي الخارجي إلى المحطة بنجاح عقب انقطاع دام شهراً كاملاً، وهو أمر تحقق أيضاً بفضل هدنة مؤقتة تفاوضت عليها الوكالة.
وأفادت وكالة الطاقة الذرية بأن عمليات إزالة الألغام والاستعدادات الأخرى بدأت صباح اليوم (الجمعة) قرب الجزء المتضرر من خط "فيروسلافنا-1" البالغة قوته 330 كيلوفولت، والذي انقطع ارتباطه بالمحطة قبل 6 أشهر.
ومن المتوقع أن يبدأ الفنيون أعمال الإصلاح، السبت، بهدف إعادة توصيل خط "فيروسلافنا-1" بالموقع خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب بيان وكالة الطاقة الذرية.
وذكرت الوكالة أن إصلاح خط "فيروسلافنا-1" سيمنح المحطة إمكانية الوصول إلى خطي كهرباء عقب إصلاح خط "دنيبروفسكا" الشهر الماضي بعد أن كان مفصولاً لأكثر من 4 أسابيع قبل أن يعيد تزويد المحطة بالكهرباء في 23 أكتوبر.
ولا تولد محطة زابوريجيا أي كهرباء منذ أكثر من ثلاث سنوات، وما زالت مفاعلاتها الستة متوقفة عن العمل. ومع ذلك فهي بحاجة مستمرة إلى الكهرباء لتشغيل المضخات المستخدمة في تبريد قلوب المفاعلات والوقود المستهلك، ولتجنب الانصهار الذي قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي.
وقال جروسي: "يدرك الطرفان المخاطر التي يشكلها انقطاع الكهرباء لفترة طويلة، وكذلك ضعف مصادر الطاقة الخارجية الاحتياطية في منشأة نووية. وقد تعاونا معنا بشكل بناء للسماح بتنفيذ هذه الإصلاحات الحيوية".
وأضاف "لكن الوضع العام للأمن والسلامة النووية في محطة زابوريجيا ما زال هشاً للغاية، ولن نتمكن من الحديث عن نجاح حقيقي إلا عندما تنتهي هذه الحرب المدمرة من دون وقوع حادث نووي".
اتهام روسي
وفي وقت سابق الخميس، قال جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي إن دولاً غربية تخطط لاتهام موسكو بالتسبب فيما وصفه بـ"حادث محتمل" في محطة زابوروجيا للطاقة النووية جنوب شرقي أوكرانيا، استناداً إلى تقارير أصدرها معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، فيما أوضحت وزارة الخارجية البريطانية لـ"الشرق" أن "مزاعم موسكو ليست جديدة، وهي جزء من حملة أوسع لصرف الانتباه عن عدوانها في أوكرانيا".
وأضاف جهاز الاستخبارات الروسي، في بيان، أن "الغرب يستعد لتحميل روسيا مسؤولية حادث محتمل في محطة زابوروجيا للطاقة النووية"، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وجاء في البيان أنه "وفقاً لمعلومات تلقتها الاستخبارات الروسية، فإن مسؤولين أوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يدعون نظام كييف إلى البحث بشكل عاجل عن سبل لتغيير مسار الصراع الأوكراني، الذي يلقي بظلاله السلبية على الغربيين، ويؤثر سلباً على الصورة العامة عنه في الغرب".
وتابع البيان: "الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق هذا الهدف هي القيام بعمل تخريبي كبير يسفر عن سقوط ضحايا بين الأوكرانيين وسكان دول الاتحاد الأوروبي، على غرار مأساة طائرة الخطوط الجوية الماليزية MH17 عام 2014".









