
قالت مصادر مطلعة في الصين، إن الحكومة تخطط لتسهيل تدفق المعادن النادرة وغيرها من المواد الخاضعة للقيود إلى الولايات المتحدة، عبر إنشاء نظام يستبعد الشركات المرتبطة بالجيش الأميركي، ويسرع في المقابل الموافقات على صادرات الشركات الأخرى، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وسيُمكّن نظام "المستخدم النهائي المُعتمد"، أو VEU، الزعيم الصيني شي جين بينج من الوفاء بتعهده للرئيس الأميركي دونالد ترمب بتسهيل تصدير هذه المواد مع ضمان عدم وصولها إلى الموردين العسكريين الأميركيين، وهو مصدر قلق أساسي للصين.
وتستند آلية VEU التي تدرسها بكين إلى القوانين والإجراءات الأميركية، كما هو الحال في جزء كبير من هيكل بكين للرقابة على الصادرات، وإذا طُبّق النظام بصرامة، فقد يُصعّب استيراد بعض المواد الصينية بالنسبة لشركات السيارات والفضاء التي تخدم عملاء في القطاعين المدني والدفاعي.
وأفادت المصادر أن خطة بكين قد تتغير، ولن يكون نظام الترخيص الخاص بها مؤكداً، إلا بعد تطبيقه.
وبموجب النسخة الأميركية من نظام VEU، المُفعّل منذ عام 2007، يُسمح لبعض الشركات الصينية بشراء سلع حساسة بموجب تصريح عام، وهو في الأساس آلية مُبسطة للموافقة على التصدير، بدلاً من الحاجة إلى تراخيص فردية لكل عملية شراء.
ولم تُوضّح بكين الشركات المؤهلة للحصول على تراخيص عامة، أو ما هي المزايا التي ستُوفّرها هذه التراخيص تحديداً، وليس من الواضح إلى متى ستستمر حماية اتفاقية VEU، لكن بموجب النظام الأميركي، تُسحب هذه الموافقة أحياناً من الشركات الصينية المُصرّح لها بتلقي مشتريات بموجب اتفاقية VEU، ما أثار قلقاً في بكين.
ونتيجةً لذلك، قد تُواصل العديد من الشركات البحث عن مصادر بديلة للمنتجات الخاضعة للرقابة، حتى لو كان بإمكانها الاستفادة من اتفاقية VEU الصينية.
المغناطيسات النادرة
وتُستخدم مغناطيسات العناصر الأرضية النادرة وغيرها من المواد المحظورة على نطاق واسع في السلع المدنية، مثل المركبات الكهربائية وطائرات الركاب، ولكنها ضرورية أيضاً في المقاتلات النفاثة والغواصات والطائرات الهجومية بدون طيار.
ويُسهّل هذا استيراد السلع الخاضعة للرقابة، مثل المواد الكيميائية أو معدات تصنيع الرقائق، ولكنه يُلزم الشركات بالخضوع لعمليات تفتيش الحكومة الأميركية لمنشآتها، من بين خطوات أخرى، للتحقق من امتثالها للبرنامج.
ومنذ أبريل الماضي، استخدمت بكين القيود المفروضة على تصدير مغناطيسات العناصر الأرضية النادرة القوية لكسب تنازلات من الولايات المتحدة في الحرب التجارية.
وبعد هدنة 30 أكتوبر الماضي بين ترمب وشي، والتي شهدت تنازلات من الجانبين، التزمت الصين علناً بإصدار تراخيص عامة لتسهيل تدفق المواد الخاضعة للرقابة.
في حين صرّح ترمب بأن إصدار بكين للتراخيص العامة سيُمثّل نهايةً فعليةً لقيود تصدير المواد الأساسية، يبدو أن بكين تُبقي على بعض الضوابط، حتى في وقت تُحاول فيه تسهيل الصادرات للاستخدامات المدنية المُثبتة.
وفي الأشهر الأخيرة، اشتكت شركات في الولايات المتحدة وأوروبا من قلة فرص الحصول على مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة.
وعلى الرغم من موافقة الصين دورياً على تخفيف القيود المفروضة على المغناطيسات، انخفضت صادرات الصين من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة بنسبة 29% في سبتمبر مقارنة بالشهر السابق، في إشارة إلى أن القيود استمرت في التأثير على الشركات في الأسابيع التي سبقت الهدنة.
ما هي المغناطيسات الدائمة؟
والمغناطيسات الدائمة هي مادة أو قطعة معدنية تحتفظ بمجالها المغناطيسي بشكل دائم دون الحاجة إلى تيار كهربائي خارجي. أي أنك لو أبعدتها عن أي مصدر طاقة، ستظل قادرة على جذب الحديد أو إنتاج مجال مغناطيسي لسنوات أو حتى عقود.في المواد المغناطيسية، توجد مناطق صغيرة اسمها المجالات المغناطيسية في المغناطيس الدائم، تكون هذه المجالات مصطفّة بشكل ثابت، ما ينتج مجالاً قوياً ودائماً. إعادة ترتيب هذه المجالات (بالتسخين الشديد أو الضرب أو مجال معاكس قوي) يمكن أن يضعف أو يزيل المغناطيسية.
الفرق الأساسي بين المغناطيسات هو مستوى القوة المغناطيسية، مقاومة الحرارة، التكلفة، ومقاومة التآكل.
الصناعات عالية التقنية (مثل السيارات الكهربائية والطائرات) تحتاج إلى مغناطيسات قوية وخفيفة تتحمل حرارة عالية، وهذا يفسر الاعتماد الكبير على مغناطيسات NdFeB وSmCo.
المغناطيسات الأرخص (مثل الفيريت) مناسبة للأجهزة اليومية؛ حيث لا حاجة إلى قوة أو كفاءة عالية.











