رغم وقف إطلاق النار.. أهل غزة محرومون من الكهرباء

الحرب الإسرائيلية دمرت أكثر من 80% من شبكات توزيع الكهرباء في القطاع

time reading iconدقائق القراءة - 5
النازحة الفلسطينية حنان الجوجو تغسل الأطباق خارج خيمة عائلتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أثناء انقطاع التيار الكهربائي حيث لا يزال سكان غزة يعيشون بدون كهرباء لأكثر من عامين. 31 أكتوبر 2025 - Reuters
النازحة الفلسطينية حنان الجوجو تغسل الأطباق خارج خيمة عائلتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة أثناء انقطاع التيار الكهربائي حيث لا يزال سكان غزة يعيشون بدون كهرباء لأكثر من عامين. 31 أكتوبر 2025 - Reuters
غزة-رويترز

تضطر الفلسطينية حنان الجوجو إلى إطعام أطفالها الثلاثة في الظلام، لأن الكهرباء لا تزال مقطوعة في غزة على الرغم من وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه إسرائيل وحركة "حماس"، الشهر الماضي، بوساطة إقليمية ودولية.

وتُضيء حنان (31 عاماً) هذا الظلام بمصباح يدوي، وعندما تعجز عن توفير نفقات شحنه، تذهب للنوم بدون عشاء.

وقالت: "بمجرد غروب الشمس وحلول أذان المغرب نقضي بقية يومنا في العتمة والظلام إذا لم يكن ضوء الكشاف متوفراً، وهذا يعني أننا سننام من دون عشاء، ومن دون إضاءة".

من الشموع إلى الظلام

منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، تعيش السيدة الفلسطينية مع أسرتها من دون كهرباء. وكانت تعتمد على الشموع عندما نزحوا في البداية إلى مدينة رفح بجنوب القطاع، لكنها تخلّت لاحقاً حتى عن الشموع خوفاً من خطر اندلاع حريق في خيمتهم.

وأردفت حنان تقول: "حاولنا الاعتماد على مصباح بسيط لكنه تعطّل، وليس لدينا ما يكفي من مال لإصلاحه، وحاولنا الحصول على بطارية، إلا أن سعرها يفوق قدرتنا، فضلاً عن أنها ليست متوفرة".

وكانت غزة قبل الحرب تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء المستوردة من إسرائيل، رغم أن الإمدادات كانت غير مستقرة.

وقال مسؤولون في غزة إن القطاع كان يحصل على 120 ميجاوات من إسرائيل، بينما كانت محطة الكهرباء الوحيدة فيه توفر 60 ميجاوات أخرى.

وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة بعد الهجوم الذي قادته "حماس" عليها في 7 أكتوبر 2023، والذي تُشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مصرع 1200 شخص. وأشعلت إسرائيل حرباً شاملة على غزة، أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص، ودمّرت معظم القطاع. وخلال أيام انقطع التيار عن سكان غزة بعد نفاد الوقود في محطة الكهرباء.

وتنتهي معظم أنشطة العائلة الفلسطينية، التي تقيم في مخيم للنازحين بحي النصيرات وسط غزة، مع غروب الشمس، ويضيء أطفال حنان أيضاً مصباحاً يدوياً عندما تتوفر إمكانية شحنه لأداء الواجبات المدرسية.

وقال أحمد، زوج حنان (35 عاماً)، إن "من الصعب الحصول على المال في ظل الظروف الصعبة، وهذا ينعكس بشكل سلبي على حياتنا اليومية".

ويقوم بعض السكان بتشغيل نقاط شحن تعمل بالطاقة الشمسية أو المولدات الخاصة، لأن الحرب دمرت شبكة الكهرباء والكابلات الكهربائية.

وتدير عائلة محمد الحر إحدى نقاط الشحن هذه باستخدام الطاقة الشمسية. وكان قد أقامتها في منزلها الذي تعرض للقصف الإسرائيلي.

وقال محمد (32 عاماً): "نقطة الشحن تعرضت أيضاً للقصف، واستُشهد أخي داخل هذا المكان".

إسرائيل دمّرت 80% من شبكة الكهرباء

وفي شهر مارس، قال الوزير الإسرائيلي إيلي كوهين إنه أصدر تعليماته لشركة الكهرباء بعدم بيع الكهرباء لغزة كإجراء عقابي ضد "حماس".

ولكن حتى بعد وقف إطلاق النار، فإن إعادة الكهرباء إلى غزة، التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف الإسرائيلي، ستتطلب إعادة بناء البنية التحتية.

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع كهرباء غزة إن الحرب دمرت بالفعل أكثر من 80% من شبكات توزيع الكهرباء في القطاع، حيث بلغت الخسائر الأولية المقدرة للبنية التحتية والآلات 728 مليون دولار.

وقال محمد ثابت: "منذ عامين لا تصل أي كمية كهرباء إلى قطاع غزة، كمية الكهرباء الواصلة إلى غزة صفر"، لافتاً إلى أن احتياجات القطاع قبل الحرب كانت 600 ميجاوات.

وذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي والمسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إن إسرائيل ملتزمة تماماً بتسهيل دخول شاحنات المساعدات الإنسانية التي تشمل إمدادات الوقود للكهرباء وفقاً لشروط اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضافت أن خط كهرباء كيلا من إسرائيل تم توصيله لدعم منشأتين لتحلية المياه.

وقامت إسرائيل في شهر يوليو 2024 بتوصيل خط كهرباء إلى محطة تحلية المياه التي تديرها الأمم المتحدة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لتوفير مياه شرب إضافية للسكان الفلسطينيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك