Origin شركة لاتفية تقود طموحات أوروبا في مواجهة مسيرات روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الطائرة المسيرة blaze التي تنتجها شركة origin في لاتفيا. 14 نوفمبر 2025 - origin-robotics.com/blaze
الطائرة المسيرة blaze التي تنتجها شركة origin في لاتفيا. 14 نوفمبر 2025 - origin-robotics.com/blaze
دبي -الشرق

 تسعى شركة Origin في لاتفيا، إلى دعم الجهود الأوروبية المتصاعدة لمواجهة خطر الطائرات المسيّرة الروسية، من خلال تطوير طائرة اعتراض ذكية تُعرف باسم "بليز" Blaze تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد الأهداف المعادية والتعامل معها ذاتياً.

ويأتي هذا المشروع في إطار خطة أوروبية أوسع لبناء "جدار الطائرات المسيّرة"، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات القارة العجوز في التصدي للهجمات الجوية الرخيصة والفعالة التي كشفت عن ثغرات في أنظمة الدفاع التقليدية، وفق شبكة NBC.

وتُستخدم الطائرات المسيّرة بشكل شبه يومي في حرب أوكرانيا، كما أن سلسلة من الحوادث الغامضة لطائرات بدون طيار فوق المطارات والمواقع الحساسة في أوروبا كشفت مدى هشاشة القارة أمام هذا النوع من التهديدات، وأثارت مخاوف من أن دول حلف الناتو ليست مستعدة بعد لمواجهة هذه الأسلحة الرخيصة الفعالة.

ردًّا على ذلك، تبنى القادة الأوروبيون خطة لإنشاء ما يُعرف بـ "جدار الطائرات المسيّرة"، وهو شبكة من أجهزة الاستشعار وأنظمة الدفاع لرصد وتتبع وتحييد الطائرات غير المأهولة. وفي ريجا، تتصدر شركة تكنولوجيا صغيرة تُدعى Origin هذا المجال الدفاعي الجديد عالي التقنية.

الحل الذي تقدمه الشركة اللاتفية، هو طائرة اعتراض يبلغ طولها نحو ثلاثة أقدام تُعرف باسم "بليز" Blaze، وتعمل بالذكاء الاصطناعي، حيث تم تدريبها على التعرف على الأهداف المعادية والاقتراب منها. بعد ذلك تُرسل تنبيهاً إلى مشغّل بشري يتخذ القرار بشأن اعتراض الهدف، وعند الضغط على زر التفجير، تنفجر الرأس الحربية البالغ وزنها 28 أوقية (حوالي 790 جراماً)، مدمّرة الطائرة المعترضة نفسها والهدف في الوقت ذاته.

تفوق روسي

الرئيس التنفيذي للشركة اللاتفية، أجريس كيبرز، قال في مقابلة مع شبكة NBC News الأميركية: "نحن لا ندير هذه الأنظمة بشكل مباشر، بل هي التي تطير بنفسها"، موضحاً أن النظام صُمم لمواجهة التهديدات منخفضة الارتفاع والرخيصة المنتشرة بأعداد كبيرة.

وأضاف أنه كان سابقاً يصمم طائرات لأغراض رياضية، لكنه غيّر توجهه نحو التكنولوجيا الدفاعية بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022.

وتقدّر الحكومة الأوكرانية، أن روسيا تصنع الآن أكثر من 300 طائرة مسيّرة يومياً، بتكلفة بضعة آلاف من الدولارات لكل واحدة فقط، تُستخدم لقصف العاصمة كييف ومدن أخرى بشكل متواصل.

كما أن أوكرانيا بدورها استثمرت في تقنيات الطائرات المسيّرة الرخيصة لتعويض التفوق العددي الروسي، وأصبحت أول دولة تنشئ فرعاً عسكرياً مخصصاً للطائرات المسيّرة.

لكن سلسلة الحوادث الأخيرة التي شُوهدت فيها طائرات مجهولة في سماء أوروبا، أثارت قلق القادة الأوروبيين. ففي بلجيكا، شوهدت طائرات بدون طيار لثلاث ليالٍ متتالية فوق قاعدة جوية عسكرية، كما أُبلغ عن رصد مماثل فوق مطارات مدنية في ألمانيا والسويد والدنمارك، ما أجبر السلطات على إيقاف الرحلات مؤقتاً.

وجاء أخطر إنذار في التاسع من سبتمبر، حين اخترقت عدة طائرات روسية بدون طيار المجال الجوي لبولندا في ما وصفه مسؤولون أوروبيون بأنه استفزاز متعمّد.

اقرأ أيضاً

قمة أوروبا.. شكوك بشأن جدار المسيرات ولا تسريع لعضوية أوكرانيا بالتكتل

أمضى قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء، في مناقشة سبل تعزيز أمن القارة، خلال اجتماعهم غير الرسمي في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وسط تصاعد المواجهة مع روسيا.

وقال حلف الناتو إنه أسقط سبعاً منها باستخدام مقاتلات F-35 وصواريخ اعتراضية خلال معركة جوية استمرت سبع ساعات، وهي المرة الأولى التي تفتح فيها قوات الحلف النار على طائرات روسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

تكلفة باهظة

واعتبر وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وجّه لنا رسالة بأنه علينا الإسراع في بناء طبقات الدفاع عن حدودنا الخارجية".

وتبين أن معظم الطائرات الروسية التي تم إسقاطها لا تتجاوز تكلفة الواحدة 10 آلاف دولار، بينما استخدم الناتو طائرات F-35 تبلغ قيمتها 80 مليون دولار وصواريخ تكلف مئات الآلاف لإسقاطها، في مفارقة تُظهر اختلال الكلفة في مواجهة مثل هذا التهديد.

وقال كيبرز: "من غير المنطقي إطلاق صاروخ موجه عالي الدقة على هدف أرخص بعشر مرات من وسيلة اعتراضه، لذا علينا أن نعكس المعادلة، أن نكون أرخص بعشر مرات من الهدف الذي نعترضه".

ورغم أن الشركة لم تكشف عن سعر طائرة Blaze الواحدة، إلا أنها أكدت أن بإمكانها إنتاجها بتكلفة منخفضة تسمح بالتعامل مع أعداد كبيرة من الطائرات الروسية، كما أن الطائرة يمكن أن تعود إلى قاعدتها في حال أُلغيت عملية الاعتراض، ما يوفّر تكلفة كبيرة.

وتُعد Origin واحدة من العديد من الشركات الدفاعية الناشئة في دول شمال أوروبا ودول البلطيق، حيث قربها من روسيا يدفع إلى الابتكار، ويركز معظمها على الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا.

في السويد، تعمل شركة Nordic Air Defence على تطوير صواريخ خفيفة الوزن لمهاجمة الطائرات المسيّرة، يمكن تركيبها على المركبات أو إطلاقها يدوياً من قبل الجنود أو عناصر الأمن لحماية المنشآت المدنية مثل المطارات، كما تختبر أيضاً طائرات اعتراض ذاتية التوجيه.

تصنيفات

قصص قد تهمك