
سمحت جنوب إفريقيا بدخول فلسطينيين لا يحملون وثائق سفر وصلوا من قطاع غزة عبر مطار إسرائيلي، بعد أن منعتهم في البداية، وقال الرئيس سيريل رامافوزا، إنه "لا يمكن إعادة من جاء من غزة"، مطالباً بتحقيق حول ملابسات ما حدث، فيما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من "التغرير بالفلسطينيين للتهجير".
وأعربت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، عن شكرها العميق للمواقف المبدئية لقيادة وحكومة وشعب جنوب إفريقيا الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته، مؤكدة تقديرها واحترامها لقرارهم السيادي بمنح تأشيرات دخول لعدد من أبناء قطاع غزة.
وأضافت الوزارة، في بيان، على منصة "إكس"، أن الفلسطينيين الذين "وصلوا إلى مطار جنوب إفريقيا قادمين عبر مطار رامون الإسرائيلي، مروراً بالعاصمة الكينية، نيروبي"، مشيرة إلى "وصولهم دون أي إشعار أو تنسيق مسبق مع السلطات في جنوب إفريقيا".
وحذّرت الخارجية "الشركات والجهات التي تغرر بأبناء الشعب الفلسطيني، وتحرضهم على الترحيل والتهجير، أو تلك التي تمارس الإتجار بالبشر، وتستغل الظروف المأساوية، والإنسانية الكارثية، بأنها ستتحمل التبعات القانونية لممارساتها غير القانونية، وستكون عرضة للملاحقة، والمحاسبة".
رئيس جنوب إفريقيا: "لا يمكننا إعادتهم"
وبعد السماح بدخول الفلسطينيين الوافدين، قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا: "لا يمكننا إعادتهم"، موضحاً أنهم وصلوا إلى مطار "أوليفر تامبو" في جوهانسبرج "بطريقة غامضة"، ووُضعوا على متن طائرة مرت عبر نيروبي، ووصلوا إلى جنوب إفريقيا.
وقال خلال تصريحات صحافية: "لقد علمت بالأمر من وزير الداخلية، الذي تساءل ماذا سنفعل الآن؟ فقلت له: لا يمكننا إعادتهم، رغم أنهم لا يمتلكون الوثائق والأوراق اللازمة"، مضيفاً أن "هؤلاء أناس من بلد مزقته الحرب، ومن باب الرحمة والتعاطف يجب أن نستقبلهم".
ترتيبات سفر مخالفة للقواعد
وقالت وزارة الداخلية في جنوب إفريقيا إن السفارة الفلسطينية أبلغتها بأن المجموعة تعرّضت للخداع، ودفع أفرادها أموالاً لمؤسسة غير مسجلة "حاولت فيما بعد التنصل من المسؤولية بمجرد بدء التعقيدات في الظهور".
وقال رئيس جنوب إفريقيا: "نحتاج بالطبع إلى معرفة المكان الذي بدأت منه (رحلة هؤلاء الفلسطينيين).. من أين بدأت؟ وما السبب وراء جلبهم إلى هنا؟".
وأشار رامافوزا إلى أن أجهزة الاستخبارات في بلاده، ووزارة الشؤون الداخلية، ووزارة العلاقات الدولية والتعاون من بين الجهات التي تقيم الموقف حالياً، مضيفاً: "سنجري تقييماً مناسباً لمعرفة ما الذي يمكن عمله في المستقبل".
ملابسات الوصول دون وثائق سفر
وسمحت جنوب إفريقيا بدخول 130 فلسطينياً لا يحملون وثائق سفر بعد أن منعتهم في البداية، لكنها قالت إنها ستحقق في اتهامات بأن جهة غير مسجلة نظّمت رحلتهم بطريقة "غير مسؤولة، ومخالفة للقواعد".
وتدعم جنوب إفريقيا تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولتهم المستقلة منذ فترة طويلة، ورفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في عام 2023، واتهمتها فيها بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" خلال حرب غزة.
وذكرت سلطات الحدود أن مجموعة تضم 153 فلسطينياً وصلت إلى مطار "أوليفر تامبو" في جوهانسبرج على متن رحلة قادمة من كينيا تابعة لشركة "جلوبال إيروايز"، الخميس، دون وجود أختام إثبات لجهة المغادرة ولا تذاكر عودة أو تفاصيل عن الإقامة.
وأضافت السلطات أنها لم تتلق أيضاً طلبات لجوء من أي من أفراد تلك المجموعة؛ مما أدى إلى رفض دخولهم في البداية. كما لم يتضح من أين بدأت رحلتهم.
ويصعب على الفلسطينيين من قطاع غزة المحاصر، أو من الضفة الغربية المحتلة السفر إلى الخارج، بسبب القيود الإسرائيلية.
وتدخلت منظمة Gift of the Givers الإنسانية بعرض الإقامة والدعم، ما دفع السلطات للسماح بدخول 130 من المجموعة بموجب تأشيرة لمدة 90 يوماً بينما غادر 23 لوجهات أخرى.
وقال امتياز سليمان رئيس منظمة Gift of the Givers: "لم يكن لدى الفلسطينيين القادمين أي فكرة عن وجهتهم، فقط في كينيا أدركوا أنهم متجهون إلى جنوب إفريقيا".
وتابع: "بعضهم لديه تأشيرات لكندا، وأستراليا، وماليزيا، وسمح لهم في النهاية بالمغادرة لتلك الدول"، مشيراً إلى أن الخيارات المتاحة أمام الباقين حالياً هي "السفر لدولة من اختيارهم إذا قبلت استقبالهم، أو الحصول على تأشيرة إقامة لفترة قصيرة في جنوب إفريقيا أو تأشيرة زيارة لمدة 90 يوماً يمكن تجديدها عدة مرات، أو تأشيرة دراسية، أو التقدم بطلبات لجوء".









