
عاد اسم توماس كروكس، الشاب العشريني المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي، إلى الواجهة من جديد، بعدما أثار المذيع الأميركي تاكر كارلسون جدلاً واسعاً باتهامه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بإخفاء معلومات متعلقة بالقضية.
وكان توماس كروكس (20 عاماً)، قد حاول اغتيال ترمب خلال حدث انتخابي في باتلر بولاية بنسلفانيا في 13 يوليو 2024، حيث مرت رصاصة بالقرب من رأس الرئيس الأميركي وأصابت أذنه، فيما قتل أحد الحضور. وردّ عناصر جهاز الخدمة السرية بإطلاق النار على كروكس وقتلته في موقع الحادث.
وقال كارلسون إن أموراً كثيرة لا تبدو منطقية، متسائلاً "لماذا قال FBI إن كروكس لم يكن لديه أي وجود إلكتروني"، بينما يؤكد أن كروكس ترك "آثاراً رقمية مفصلة لتهديدات عنيفة، بما في ذلك الدعوة للاغتيال والعنف السياسي".
وكتب كارلسون على منصة "إكس": "لقد كذب مكتب التحقيقات الفيدرالي، ويمكننا إثبات ذلك لأن بحوزتنا منشوراته، والسؤال هو: لماذا؟".
وأضاف كارلسون في أحدث حلقات برنامجه "ذا تاكر كارلسون"، أن "كروكس كان على بُعد ربع بوصة من تدمير هذا البلد، ومع ذلك، بعد عام ونصف، ما زلنا لا نعرف عنه شيئاً تقريباً أو عن دوافعه". وتابع قائلاً: "هذا لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي، لسبب ما، لا يريد لنا معرفة الحقيقة".
وأشار كارلسون إلى أن جثمان كروكس جرى حرقه بعد عشرة أيام فقط من حادثة محاولة الاغتيال، وفي اليوم نفسه الذي بدأت فيه لجنة تحقيق تابعة للكونجرس عملها، الأمر الذي حال دون تمكّن اللجنة من مراجعة تقرير الطب الشرعي، أو إجراء أي فحوصات إضافية لعدم وجود الجثة.
وأشار كارلسون أيضاً إلى أن عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أشرفوا شخصياً على تنظيف الموقع الذي سقط فيه كروكس بعد يوم واحد فقط من الحادثة، رغم أن مثل هذه المهام تُسند عادة إلى شركات متخصصة من خارج الجهاز. كما لفت إلى أن العميل الذي تولّى المهمة كان ينتمي إلى وحدة الاستجابة للمخاطر التقنية، وهي وحدة معنية بجمع الأدلة الملوّثة بمواد خطرة.
وانتقد كارلسون مدير الـFBI كاش باتيل، وسلفه كريستوفر راي، وكذلك دان بونجينو، نائب مدير المكتب، مدعياً أنهم جميعاً يخفون معلومات مهمة بشأن كروكس وكذلك فشل الإجراءات الأمنية.
هجوم منفرد؟
وردّ باتيل عبر منصة "إكس"، دون ذكر اسم كارلسون صراحة، وشارك ما وصفه بـ"نظرة عامة" على قضية كروكس، مشيراً إلى أن أكثر من 480 موظفاً من الـFBI شاركوا في التحقيق.
وكتب باتيل أن "الموظفين أجروا أكثر من 1000 مقابلة، وتعاملوا مع أكثر من 2000 بلاغ من الجمهور، وحللوا بيانات مستخرجة من 13 جهازاً رقمياً تمت مصادرتها، وراجعوا ما يقرب من 500 ألف ملف رقمي، وجمعوا وعالجوا ونسقوا مئات الساعات من لقطات الفيديو، وحللوا النشاط المالي لعشرة حسابات مختلفة، وفحصوا بيانات مرتبطة بـ25 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات الإلكترونية".
وأضاف باتيل: "كان لكروكس تفاعل محدود جداً سواء عبر الإنترنت، أو على أرض الواقع، وقد خطط ونفّذ الهجوم بمفرده، ولم يشارك نيته تنفيذ الهجوم مع أي شخص".
ونفى كارلسون في برنامجه ذلك، ونشر تعليقات ومنشورات لكروكس يؤكد سعيه إلى استخدام العنف.
وكان حساب تابع لـFBI على منصة "إكس" قد شارك سابقاً منشور كارلسون، ونفى روايته بشأن نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقال الحساب: "لم يقل مكتب التحقيقات الفيدرالي مطلقاً إن توماس كروكس لم يكن لديه أي وجود إلكتروني، أبداً".
تعليقات كروكس على الإنترنت
لكن تاكر كارلسون قدم رواية مختلفة، موضحاً أنه حصل على حق الوصول إلى حساب كروكس على "جوجل درايف"، وزعم أنه عثر على عدة تعليقات كتبها كروكس على "يوتيوب" بين عامي 2019 و2020.
في يوليو 2019، كتب كروكس تعليقاً على "يوتيوب" قائلاً إن ترمب هو "التعريف الحرفي للوطنية"، ودعا إلى قتل عضوات الكونجرس المناهضات لترمب، وفقاً لما عرضه كارلسون. كما دعا إلى "قطع رؤوس الديمقراطيين الذين يكرهون ترمب".
وفي أوائل عام 2020، بدا أن آراء كروكس السياسية تغيّرت بشكل جذري. ففي تعليق على "يوتيوب" في يناير 2020، سخر كروكس من فكرة "الدولة العميقة"، واتهم مؤيدي ترمب بأنهم يظهرون "مثل طائفة".
ووفقاً للتعليقات التي نٌشرت في برنامج تاكر كارلسون، هاجم كروكس في مايو 2020 المشككين في تزوير الانتخابات الرئاسية، محذراً من إمكانية فوز ترمب مرة أخرى في انتخابات 2024. وفي أغسطس 2020، دعا إلى تنفيذ "هجمات على طريقة الإرهاب" لمواجهة الحكومة.
وقال كارلسون إن هذه التعليقات تُظهر أن الشخص الذي حاول اغتيال ترمب "لم يكن ذئباً منفرداً سرياً"، وأنه كان واضحاً تخطيطه للعنف.
ولا يُعرف سوى القليل عن دافع كروكس لاغتيال ترمب، إذ لم يترك بياناً مكتوباً.
ووجدت صحيفة "نيويورك تايمز" عبر طلب سجلات عامة، عمليات بحث أجراها كروكس عن "اضطراب الاكتئاب الشديد"، إلى جانب استخدامه اتصالاً مشفّراً لإخفاء سجله الإلكتروني. كما أنه زار مواقع مثل NBC News وموقع حملة ترمب.
وفي يوليو 2025، تم تعليق عمل ستة من عناصر الخدمة السرية في أعقاب محاولة الاغتيال.
وفي حادثة منفصلة، أُدين رجل آخر حاول اغتيال ترمب في فلوريدا العام الماضي، وهو رايان روث. ومن المقرّر صدور الحكم بحقه في 18 ديسمبر.








