
قال المتحدث باسم الجيش الأميركي، الكولونيل ديف باتلر، الجمعة، إن وزير الجيش دان دريسكول قدّم إحاطة للدبلوماسيين الأوروبيين المقيمين في كييف حول خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في أوكرانيا، وفق شبكة CNN الأميركية.
وأوضح باتلر أن الإحاطة، (التي شارك فيها 31 سفيراً لدول أوروبية)، كانت "تبادلاً إيجابياً للأفكار"، مضيفاً أن دريسكول ناقش خلالها "نوايا الولايات المتحدة، ووتيرة العمل، والزخم الذي حققته خطة ترمب للسلام".
ورفض باتلر التعليق على الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترمب، والذي يُطلب فيه من أوكرانيا الموافقة على الخطة المكوّنة من 28 نقطة لإنهاء الحرب، مكتفياً بالقول إن دريسكول وفريقه في أوكرانيا "يعملون وفق الجدول الزمني في أقصى سرعة ممكنة".
وأضاف باتلر: "لن نعلّق على المناقشات الداخلية.. نريد أن نمنح القيادة الأوكرانية المساحة اللازمة لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة".
كان الرئيس الأميركي قال إن الموعد النهائي المناسب لتوقيع خطة وقف الحرب في أوكرانيا، هو الخميس، مرجحاً تمديد المدة إذا سارت الأمور على ما يرام.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن موسكو تلقت المقترحات الأميركية للسلام في أوكرانيا، وإن الخطة قد تكون أساساً لحل سلمي للنزاع.
وقال بوتين لمسؤولين كبار في تصريحات بثها التلفزيون: "أعتقد أن من الممكن استخدامها أساساً لتسوية سلمية نهائية"، مضيفاً أن الخطة لم تجر مناقشتها بالتفصيل مع روسيا.
وأضاف: "أوكرانيا تعارض الخطة، لكن كييف والقوى الأوروبية لا تفهم حقيقة أن القوات الروسية تتقدم في أوكرانيا، وستواصل التقدم ما لم يكن هناك سلام".
وكان الرئيس الأوكراني أكد أن جهود الولايات المتحدة ورئيسها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية هي محل تقدير بالغ، موضحاً أن وفوداً من أوكرانيا، وأميركا، وأوروبا ستعمل معاً لبلورة الخطة الأميركية للسلام.
ولكن زيلينسكي شدد في منشور عبر منصة "إكس" على أن الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا يجب أن تضمن سلاماً حقيقياً، موضحاً أن بلاده تدرس بالفعل هذه الوثيقة.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن الأيام المقبلة ستشهد العديد من الاجتماعات، والمكالمات الهاتفية لبحث الخطة الأميركية، موضحاً أن بلاده تسعى لضمان أن تصبح خطة ترمب مشتركة ومتوافقة تماماً مع الجانب الأوكراني.
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث، الجمعة، مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بشأن خطة السلام المقترحة من الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وأوضح المصدران أن زيلينسكي أبلغ إدارة ترمب استعداده للتفاوض، لكن البيت الأبيض يضغط من أجل توقيع الاتفاق بحلول "عيد الشكر" (27 نوفمبر).
وقالت مصادر أميركية مطلعة لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة هددت بقطع تبادل المعلومات الاستخباراتية وإمدادات الأسلحة عن أوكرانيا، وذلك في إطار الضغط عليها للموافقة على إطار عمل لاتفاق سلام.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن كييف تعرضت لضغوط من واشنطن أكبر من أي مناقشات سلام سابقة، وأن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا التوقيع على إطار عمل للاتفاق بحلول الخميس المقبل.
صياغة رد أوروبي
واتفق قادة أوكرانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في وقت سابق الجمعة، على ضرورة أن تحظى كافة القرارات التي تترتب عليها تداعيات على أوروبا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدعم أوروبي كامل، وأعلنوا رفضهم لعناصر رئيسية من خطة ترمب، وفق "بلومبرغ".
وقالت "بلومبرغ" إن اتصالاً أجراه المستشار الألماني، فيريديش ميرتس، مع زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لصياغة رد أوروبي على الخطة التي قدمها ترمب.
ما هي خطة ترمب بشأن أوكرانيا؟
وتتضمن خطة ترمب تخلي كييف عن أراضٍ لروسيا، واعترافاً أميركياً فعلياً، بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك، "كأراضٍ خاضعة للسيطرة الروسية فعلياً"، وقيوداً على حجم الجيش الأوكراني، وكذلك، تعهد كييف بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.
وقال مسؤولون أميركيون إن الخطة المكونة من 28 بنداً، لا تزال قيد الإعداد، وإن أي اتفاق نهائي سيتطلب "تنازلات من الجانبين، وليس من أوكرانيا وحدها".
وسيُعد ذلك تحولاً مذهلاً عن السياسة الأميركية طويلة الأمد التي تعترف بوحدة أراضي أوكرانيا ولا تعترف بتغييرات الأراضي بالقوة، وفق CNN.
وتنص الخطة على أن القوات الروسية لن تدخل المنطقة المنزوعة السلاح. كما سيلتزم البلدان بعدم تغيير الترتيبات الإقليمية المتفق عليها بالقوة، وإلا فلن تنطبق الضمانات الأمنية.










