
وصل وزير الجيش الأميركي دان دريسكول إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي الاثنين، لإجراء محادثات مع وفد روسي، ووفد أوكراني برئاسة مدير الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، فيما تدفع واشنطن بخطتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية وشبكة CBS NEWS الأميركية.
وقال مسؤولون أميركيون ومصدران مطلعان على المحادثات لـ"فاينانشيال تايمز"، إن دريسكول بدأ المحادثات مع الوفد الروسي مساء الاثنين، وإن المناقشات ستستمر الثلاثاء.
وأشارت المصادر إلى أن دريسكول سيلتقي مع مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، في الوقت الذي لم يعرف فيه تشكيل الوفد الروسي.
وقال مسؤول أميركي لـCBS NEWS: "اجتمع الوزير دريسكول مع أعضاء من الوفد الروسي ليلة الاثنين لعدة ساعات في أبوظبي، ومن المقرر أن يلتقي بهم مرة أخرى على مدار يوم الثلاثاء لبحث عملية السلام ودفع المفاوضات إلى الأمام بسرعة".
ولم يتضح ما إذا كانت الأطراف الثلاثة في أبوظبي تجتمع معاً أو تجري محادثات منفصلة. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق فوراً.
وأشرف بودانوف على بعض من أجرأ الهجمات الأوكرانية على الجيش الروسي، وعمليات سرية داخل روسيا بما في ذلك، عمليات اغتيال وضربات مسيرات بعيدة المدى، ولكنه حافظ على عدد من خطوط الاتصال مفتوحة مع روسيا خلال الحرب، ما مكنهما من تبادل الآلاف من أسرى الحرب مناقشة عدة قضايا أخرى.
تقدم بمفاوضات جنيف
ويأتي اللقاء في أبو ظبي بعد إحراز تقدم عبر اليومين الماضيين في المحادثات بين أوكرانيا والوفد الأميركي في جنيف، والتي شارك فيها دريسكول، وأسفرت عن إطار أوروبي معدل مكون من 19 بنداً، بدلاً من الخطة الأميركية الأساسية المكونة من 28 بنداً، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها "منحازة لموسكو".
وقال مسؤول أميركي إن دريسكول كان منخرطاً بشكل مكثف في مفاوضات السلام عبر الأيام القليلة الماضية، وأضاف أنه كان "منخرطاً بشكل مكثف وقوي؛ وبالتالي يستطيع نقل هذا الجزء من المفاوضات إلى الجانب الروسي".
وتابع: "بالطبع، أوكرانيا تعلم ما يجري، وكانت على علم بمقصده التالي بعد جنيف".
وقال المسؤول الأميركي إن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يعملون بشكل منفصل كل على حدة في اتجاه مختلف".
وأضاف أن "الأمر الجيد في انضمام دان دريسكول إلى هذه العملية هو أنك تُضيف ولا تنتقص، وبالتالي فهو قادر على مواصلة المحادثات"، وكان دريسكول هو من أبلغ الخطة الأميركية إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الخميس الماضي.
وتابع: "كما قال الوزير روبيو الأحد، سنواصل العمل على مدار الساعة، وبكل الجهود، ونسعى للتحرك بأسرع ما يمكن وبأقصى قدر من الجدية".
اجتماعات جنيف وخطة الـ19 بنداً
وتأتي المحادثات في الإمارات بعد أيام من الاجتماعات المكثفة في كييف وجنيف، والتي سلّم خلالها دريسكول خطة السلام المثيرة للجدل المؤلفة من 28 بنداً، الخاصة بإدارة ترمب، إلى زيلينسكي.
وبعد ساعات من المحادثات الأميركية الأوروبية الأوكرانية في جنيف خرج المسؤولون بخطة سلام معدلة مكونة من 19 بنداً، تمنح كييف شروطاً أفضل، ولكنهم تركوا النقاط الحساسة سياسياً ليحددها الرئيسين ترمب وزيلينسكي، وفقاً لما ذكره نائب وزير الخارجية الأوكراني سيرجي كيسلتسيا.
وعين زيلينسكي بودانوف برسوم رئاسي السبت، كواحد من 9 أعضاء في الوفد الأوكراني الرسمي، ومنحهم السلطة للمشاركة في عملية التفاوض مع الولايات المتحدة وروسيا لتحقيق "سلام عادل ودائم".
زيلينسكي: إنهاء الحرب بات ممكناً
وفي خطابه المسائي الاثنين، قال زيلينسكي إنه اطلع بشكل كامل على نتائج المفاوضات التي جرت في جنيف الأحد، وإنه يعتقد الآن أن الخطوات الضرورية لإنهاء الحرب باتت ممكنة.
وتابع: "بعد جنيف، هناك عدد أقل من النقاط، لم تعد 28 نقطة، والكثير من العناصر الصحيحة تم أخذها في الاعتبار في هذا الإطار الجديد".
وقال زيلينسكي إن الكثير من العمل لا يزال مطلوباً لاستكمال الوثيقة، مضيفاً أنه سيقوم قريباً بـ"مناقشة القضايا الحساسة مع الرئيس ترمب".
لا خطط للقاء بين ترمب وزيلينسكي
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الاثنين، إنه لا توجد خطط "في الوقت الحالي" لعقد لقاء مباشر بين ترمب وزيلينسكي.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض يشعر بـ"تفاؤل" بعد المحادثات التي جرت في جنيف.
وأضافت ليفيت: "عمل الأوكرانيون على صياغة البنود معنا بشكل مشترك، وقد سمعتم ذلك من وفدهم مباشرة أمس. لذا نشعر أننا في وضع جيد للغاية".
وأردفت: "بالطبع علينا التأكد من الاتفاق على جميع هذه النقاط، كما يتعين علينا التأكد من أن الطرف الآخر في هذه الحرب، روسيا، يوافق عليها أيضاً".
وأكدت ليفيت أن واشنطن "تتواصل مع كلا الطرفين في هذه الحرب على قدم المساواة".











