
اعتبر وزير الإعلام السوداني، خالد الإعيسر، الثلاثاء، أن ما أعلنه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" بشأن موافقته على هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر "لا يعدو كونه مناورة سياسية مكشوفة".
وقال الإعيسر في بيان، إن قوات الدعم السريع "حاصرت المدنيين العزل، وجوعتهم، وقصفتهم بالطائرات المسيّرة في عدة مدن، كما ارتكبت جرائم شنيعة"، مشيراً إلى أن ما أعلنه حميدتي لا يعدو كونه "محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة".
وأضاف أن "التجارب السابقة، وعلى رأسها الهدن التي جاءت في اتفاق جدة في مايو 2023، أثبتت أن الجيش السوداني التزم بالاتفاقات، بينما استغل الدعم السريع هذه الهدن لتمرير الأسلحة والعتاد وتحقيق مكاسب عسكرية على حساب المدنيين".
وتابع الإعيسر: "المجتمع الدولي شهد حجم المعدات العسكرية والذخائر التي أدخلتها الميليشيا خلال فترات الهدن إلى المدن المكتظة بالسكان، وخاصة العاصمة الخرطوم، قبل أن تفر منها".
وذكر وزير الإعلام السوداني أن على المجتمع الدولي "عدم الانجرار وراء الخطاب المضلل لقوات الدعم السريع، والضغط عليها لتنفيذ خارطة الطريق المودعة لدى الأمم المتحدة والتي قدمها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بوصفها السبيل الأنسب لإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحقيق هدنة دائمة تلبي تطلعات المواطنين".
وكان حميدتي أعلن الاثنين، الموافقة على هدنة إنسانية في السودان تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة 3 أشهر، استجابة لمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال حميدتي في خطاب: "نوافق على تشكيل آلية ميدانية من دول الرباعية (السعودية، ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة)، والاتحاد الإفريقي، وإيقاد (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية) لمراقبة الهدنة الإنسانية".
وتابع: "الهدنة الإنسانية هي الخطوة الأولى لوقف العدائيات والوصول إلى حل سياسي شامل لجذور الأزمة السودانية، ونأمل أن نتمكن بدعم المجتمع الدولي، والمشاركة الفاعلة من السودانيين من الوصول إلى عملية سياسية متكاملة تنهي الحرب".
اجتماع مرتقب في واشنطن
وكانت مصادر قالت لـ"الشرق"، الأحد، إن العاصمة الأميركية واشنطن ستستضيف اجتماعاً عربياً أميركياً، الثلاثاء، بخصوص الحرب في السودان، بحضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس.
وأطلق بولس تحركاً دبلوماسياً مكثفاً مع الأطراف المعنية في السودان بهدف وقف إطلاق النار، وذلك فور إعلان ترمب عن نيّته البدء بالعمل على الملف بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن.
وأفادت مصادر لـ"الشرق"، الخميس، بأن التحرك الأميركي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتزامن مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية، ويسير بالتوازي مع مفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي.









