
قال دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون أوروبيون إن قادة القارة يخططون للرد على "الحرب الروسية الهجينة" على أوروبا، وإن الأفكار المطروحة تتراوح ما بين هجمات سيبرانية ضد روسيا، ومناورات عسكرية مفاجئة يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما رفض أمين عام الحلف مارك روته منح روسيا الفيتو على عضوية أوكرانيا بالتكتل، في رفض لجزء أساسي من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب.
وأشار المسؤولون الذين تحدثوا إلى مجلة "بوليتيكو"، إلى أن هذه الخطوات تأتي في أعقاب توغل طائرات روسية بدون طيار في المجال الجوي لعدة دول أوروبية، وكذلك، "اختراقات لعملاء روس".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، إن الحوادث الأخيرة المتعلقة بالطائرات المسيّرة وانتهاكات الأجواء، تُظهر أن "أوروبا تواجه حرباً هجينة"، مما يتطلب اتخاذ إجراءات تتجاوز الدفاع التقليدي.
واعتبرت أن "هذه ليست مضايقات عشوائية، بل حملة منسقة ومتنامية تهدف إلى زعزعة استقرار مواطنينا، واختبار صمودنا، وتقسيم اتحادنا، وإضعاف دعمنا لأوكرانيا. وقد حان الوقت لنُسمّي الأمور بمسمياتها: هذه حرب هجينة".
وقالت وزيرة الخارجية اللاتفية بايبا برازي في مقابلة إن "الروس يختبرون الحدود باستمرار، ما هو الرد، إلى أي مدى يمكننا الذهاب؟"، وأضافت أن هناك حاجة إلى "رد أكثر فاعلية".
وتوغلت "مسيرات روسية" في بولندا ورومانيا في الأسابيع الأخيرة، وأثارت مسيرات "غامضة" الفوضى في مطارات وقواعد عسكرية عبر أرجاء القارة. وشملت الحوادث الأخرى تشويش على إشارات GPS، وتوغلات من مقاتلات وسفن بحرية، وانفجار على خط سكة حديد بولندي رئيسي ينقل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وقال رئيس الأركان السويدي الجنرال مايكل كلايسون: "لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نكون خائفين ومليئين بالقلق من التصعيد. علينا أن نكون حازمين".
وحتى الآن، كان الرد الأوروبي يتمثل في تعزيز الدفاعات، فبعد إسقاط المسيرات الروسية فوق بولندا، قال الناتو إنه سيعزز دفاعات التحالف الجوية ودفاعات الطائرات بدون طيار في الجناح الشرقي، وهو مطلب انعكس أيضاً على الاتحاد الأوروبي.
تغير النبرة في أوروبا
وأشارت "بوليتيكو"، إلى تغير النبرة في العواصم الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد "الاستفزازات الروسية"، إذ أشارت أنه حتى الرد الأوروبي المحدود كان يثير غضباً في موسكو، ونقلت تصريح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيدف والذي قال فيه: "يجب أن يخاف الأوروبيون، ويرتجفوا مثل الحيوانات الغبية في قطيع يُقاد إلى الذبح. عليهم أن يدركوا نهايتهم القريبة والمؤلمة".
وبعد نشر 10 آلاف جندي لحماية البنية التحتية الحيوية في بولندا إثر تخريب خط سكة حديد يربط وارسو وكييف، اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك موسكو، الجمعة بـ"إرهاب الدولة".
وبعد الحادث، قالت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن مثل هذه التهديدات تشكل "خطراً شديداً" على الاتحاد، معتبرة أنه يجب أن يكون هناك "رد قوي"، على الهجمات.
والأسبوع الماضي، انتقد وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو ما وصفه بـ"الجمود"، في مواجهة الهجمات الهجينة المتزايدة، وكشف عن خطة من 125 صفحة للرد. واقترح إنشاء مركز أوروبي لمكافحة الحرب الهجينة، وقوة سيبرانية تتكون من 1500 شخص، بالإضافة إلى أفراد عسكريين متخصصين في الذكاء الاصطناعي.
ودعا وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الخميس: "على الجميع مراجعة إجراءاتهم الأمنية. روسيا تصعّد بوضوح حربها الهجينة ضد مواطني الاتحاد الأوروبي".
روته: لا فيتو روسي على عضوية أوكرانيا
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن روسيا لا تمتلك حق النقض (الفيتو) بشأن طلب أوكرانيا الانضمام إلى الناتو، رافضاً بذلك اقتراح اتفاق سلام طرحته موسكو وواشنطن يقضي بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف.
وأضاف روته في مقابلة مع صحيفة El País الإسبانية وRND الألمانية إن "روسيا ليس لديها لا تصويت ولا حق فيتو بشأن من يمكنه أن يكون عضواً في الناتو".
وأوضح أن معاهدة واشنطن التأسيسية للناتو "تسمح لأي دولة في المنطقة الأوروبية-الأطلسية بالانضمام".
وتشير تصريحات روته إلى بند في خطة السلام الأميركية المكونة من 28 بنداً، وتم تسريبها الأسبوع الماضي، وتنص على بند يقضي بأن يوافق الناتو على "عدم قبول أوكرانيا في أي وقت في المستقبل"، وأن تنص أوكرانيا على ذلك في دستورها.













