ترمب يتوعد بعمليات برية ضد "مهربي المخدرات" في فنزويلا.. ومادورو: مستعدون للدفاع عن بلادنا

time reading iconدقائق القراءة - 6
تظاهرات في كاراكاس ضد التصعيد المحتمل من الولايات المتحدة ضد فنزويلا. 25 نوفمبر 2025 - Reuters
تظاهرات في كاراكاس ضد التصعيد المحتمل من الولايات المتحدة ضد فنزويلا. 25 نوفمبر 2025 - Reuters
واشنطن/ دبي -الشرقرويترز

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستبدأ عمليات برية "قريباً جداً"، للتصدي لـ"مهربي المخدرات" في فنزويلا، فيما أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداد بلاده لـ"الدفاع عن نفسها" ضد أي هجوم.

وقال ترمب متحدثاً عبر الفيديو مع أفراد من الجيش الأميركي، الخميس: "سنبدأ في إيقافهم على البر أيضاً، البر أسهل، هذا سيبدأ قريباً جداً"، مضيفاً أن إدارته حذرتهم من "إرسال السموم إلى بلادنا".

وأشار ترمب إلى الضربات الأميركية التي استهدفت من يقول إنهم "مهربو مخدرات فنزوليين" في بحر الكاريبي، معتبراً أنه جراء ذلك "لم يعد هناك الكثيرون يأتون عن طريق البحر بعد الآن".

وحشد الجيش الأميركي أكثر من 12 سفينة حربية و15 ألف جندي في المنطقة ضمن عملية أطلقت عليها وزارة الدفاع اسم عملية "رمح الجنوب".

كما نفّذ ما لا يقل عن 21 ضربة استهدفت قوارب قال إنها تهرب المخدرات في منطقة الكاريبي والمحيط الهادي منذ سبتمبر، مما أودى بحياة 83 شخصاً على الأقل.

وفي رده على التهديدات الأميركية، أعرب مادورو، الخميس، عن ثقته في النصر، معتبراً أن "أغلب الفنزويليين مستعدون للدفاع عن بلدهم".

وقال مادورو، خلال مراسم للاحتفال بذكرى تأسيس الطيران العسكري البوليفاري، إن "82% من المواطنين الفنزويليين استعدادهم للدفاع عن وطنهم بالسلاح"، بحسب ما أوردت قناة (VTV) الحكومية.

وأضاف أنه "لا شيء سيكسر عزيمة فنزويلا، لا الحصار، ولا العقوبات، ولا هذه الحرب النفسية".

وتابع مادورو قائلاً: "لقد وصلنا إلى توافق وطني كبير يشكّل دعامة لوحدة الأمة الفنزويلية بأسرها (…) وهذا ينبع من الظروف التي تمرّ بها البلاد". كما أشار إلى أن 94% من الفنزويليين يرفضون التهديدات بالعدوان العسكري. وأضاف: "هذه ليست مجرّد إحصاءات بالنسبة لنا، إنها الدفاع عن الوطن وضمان النصر".

والثلاثاء تعهد مادورو، بتحدي أي محاولة أميركية للإطاحة بحكومته، قائلاً إن "الفشل ليس خياراً".

وأضاف مادورو، مرتدياً زياً عسكرياً خلال مسيرة في كاراكاس: "يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن كل شبر من هذه الأرض المباركة من التهديد أو العدوان الإمبريالي، أياً كان مصدره".

وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريجيز: "إنهم يريدون احتياطيات فنزويلا من النفط والغاز. من دون مقابل، يريدون ذهب فنزويلا".

بدورها، اتهمت كوبا، الولايات المتحدة بالسعي لإسقاط حكومة مادورو بالعنف، ووصفت وجودها العسكري في المنطقة بأنه "مبالغ فيه وعدواني".

وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز، إن الإطاحة بمادورو سيكون "خطيراً للغاية، ناهيك عن أن ذلك يعد انتهاكاً للقانون الدولي".

ولا يعترف ترمب، شأنه شأن سلفه جو بايدن، بمادورو رئيساً لفنزويلا، والذي يقضي حالياً فترة ولايته الثالثة بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

مرحلة جديدة من العمليات

وترددت تقارير عن عمل وشيك في الأسابيع الماضية مع نشر الجيش الأميركي لقوات في منطقة الكاريبي، وسط تدهور العلاقات مع فنزويلا.

وذكرت "رويترز"، نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تستعد لإطلاق مرحلة جديدة من العمليات المتعلقة بفنزويلا.

وكانت شبكة CNN قد ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر، أن مسؤولين في إدارة ترمب أبلغوا المشرّعين في جلسة سرية بالكونجرس، أن الولايات المتحدة لا تخطط لشن ضربات داخل فنزويلا، ولا تمتلك أساساً قانونياً يجيز شن هجمات على أي أهداف برية حالياً.

وقال أربعة مصادر إن المشرّعين تم إبلاغهم خلال الجلسة بأن رأياً أعدّه مكتب المستشار القانوني في وزارة العدل لتبرير الضربات ضد قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات، لا يسمح بتنفيذ ضربات داخل فنزويلا نفسها أو داخل أي أراض أخرى.

ولكن أحد المصادر قال إن المسؤولين في إدارة ترمب، لم يستبعدوا أي إجراءات محتملة في المستقبل.

والاثنين، زار الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، بورتوريكو وإحدى السفن الحربية الأميركية المنتشرة في البحر الكاريبي.

وجاءت زيارة كين، بينما وافق ترمب على "عدة إجراءات تهدف للضغط على فنزويلا والاستعداد لاحتمال القيام بعمل عسكري"، بحسب ما نقلت "نيوروك تايمز" عن مصادر مطلعة.

"كارتل دي لوس سوليس"

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صنّف ترمب "كارتل دي لوس سوليس" على أنه "منظمة إرهابية أجنبية"، معتبراً أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وحلفاءه في الحكومة أعضاء فيه. ونفى مادورو الاتهامات، وقال إن الرئيس الأميركي يسعى للإطاحة به.

و"كارتل دي لوس سوليس" أو "كارتل الشموس" ليس تنظيماً فعلياً ولا كارتلاً قائماً بذاته، بل هو مصطلح يُستخدم في فنزويلا للإشارة إلى كبار الضباط العسكريين الذين اتهموا بجمع ثروات طائلة من خلال تهريب المخدرات.

وجاءت تسمية "الشموس" من الشارات الشمسية التي يضعها الضباط الكبار على أكتافهم. ومع اتساع اتهامات الفساد خلال عهد هوجو تشافيز ولاحقاً نيكولاس مادورو، اتسع استخدام المصطلح ليشمل مسؤولين حكوميين يُشتبه بتورطهم في أنشطة فساد متنوعة.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل رداً على هذا التصنيف: "ترفض فنزويلا بشكل قاطع وحازم ومطلق ما يقوم به وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من تلفيق جديد وسخيف بتصنيف كارتل الشمس غير الموجود تنظيماً إرهابياً".

وأضاف أن هذا الإجراء يعيد إحياء "كذبة شهيرة ودنيئة لتبرير تدخل غير شرعي وغير قانوني ضد فنزويلا بموجب الصيغة الأميركية التقليدية لتغيير النظام.. هذه المناورة الجديدة ستلقى نفس مصير الاعتداءات السابقة والمتكررة ضد بلدنا: الفشل".

تصنيفات

قصص قد تهمك