جبهة تحرير تيجراي تدعم "نهاية تفاوضية" للحرب

time reading iconدقائق القراءة - 4
زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" دبرصيون جبراميكائيل - REUTERS
زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" دبرصيون جبراميكائيل - REUTERS
دبي-أ ب

أعربت "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" عن التزامها بـ"نهاية تفاوضية" للحرب الدائرة في الإقليم الشمالي لإثيوبيا، فيما شددت الأمم المتحدة على أن "لا حل عسكرياً" للصراع المستمر منذ 9 أشهر. 

وقال زعيم الجبهة دبرصيون جبراميكائيل، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قبل اجتماع مجلس الأمن بشأن الأزمة، الخميس، إن تيجراي تطلب وسيطاً محايداً للتفاوض؛ ولكنه نبّه إلى أن الاتحاد الإفريقي "لا يمكنه تقديم أي حل للحرب التي أيّدها بُعيد اندلاعها"، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس". 

محادثات صعبة

ووفق الوكالة، يعقّد تصريح دبرصيون مبادرة أعلنها الاتحاد الإفريقي يوم الخميس، تقضي بتعيين الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو ممثلاً خاصاً له في القرن الإفريقي. 

كما اعتبرت الوكالة أن آفاق إجراء محادثات بين حكومة إثيوبيا وقيادة تيجراي "لا تزال صعبة جداً"، خصوصاً أن الحكومة الإثيوبية تواصل تصنيف "الجبهة" أنها "جماعة إرهابية"، فضلاً عن أنها "لم تستجب" لدعوات إجراء محادثات، بحسب ما أبلغت الولايات المتحدة اجتماع مجلس الأمن، بل ترصّ صفوف مواطنيها للمشاركة في الحرب "لوضع حدّ لقوات تيجراي بشكل نهائي"، رغم وقف إطلاق النار.

ويشهد شمال إثيوبيا نزاعاً منذ نوفمبر الماضي، بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد قوات فيدرالية للإطاحة بـ"جبهة تحرير تيجراي"، الحزب الحاكم في تيجراي، والذي هيمن على الساحة السياسية الوطنية طوال 3 عقود قبل تسلّم آبي أحمد السلطة في عام 2018. وجاءت خطوة آبي أحمد رداً على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش. 

وبعدما تعهد آبي أحمد بأن "النصر سيكون سريعاً"، اتخذت الحرب منعطفاً مفاجئاً في يونيو الماضي، عندما استعادت قوات موالية لـ"الجبهة" عاصمة الإقليم ميكيلي، وانسحب منه القسم الأكبر من القوات الإثيوبية. وفي الأسابيع الأخيرة، امتد الصراع إلى منطقتي أمهرة وعفر في إثيوبيا، ما أدى إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص، فيما تحذر الأمم المتحدة من خطر المجاعة.

اتهامات متبادلة بالتسبب بمجاعة

وخلال اجتماع مجلس الأمن، الخميس، انتقد جوتيريش "الحصار الإنساني" على تيجراي، فيما حذرت الولايات المتحدة من أن "استمرار هذه العوائق سيؤدي إلى موت عدد كبير من الناس جوعاً". 

واعتبرت رسالة دبرصيون أن "الهدف (لإثيوبيا) هو إبادة شعب تيجراي عن طريق تجويعه حتى الموت"، في حين تتهم الحكومة الإثيوبية قوات تيجراي بالنهب وعرقلة تسليم المساعدات.

وقال السفير الإثيوبي تاي أتسكي سيلاسي في الاجتماع، إن بلاده تعمل على تحسين عملية إيصال المساعدات. وأضاف أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تقف عائقاً بين إثيوبيا والسلام"، متهماً إياها بـ"العزم على زعزعة استقرار" البلد. وأكد: "نحن منفتحون على العمل مع جميع الشركاء ذوي النوايا الحسنة". 

"عجز دولي"

وبحسب وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء، يبدو أن مجلس الأمن عاجز عن اتخاذ إجراءات مهمة بشأن أزمة تيجراي، بسبب تباين مواقف الدول الدائمة العضوية التي تملك حق الفيتو. 

وأوضحت الوكالة أن الصين أعربت عن معارضتها للتدخل الخارجي في شؤون إثيوبيا، كما حذرت مع روسيا من أن العقوبات التي تفرضها دول منفردة "لن تؤدي إلا إلى تفاقم الصراع"، في إشارة إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع على رئيس أركان القوات الإريترية التي تدعم قوات إثيوبيا وتُتهم بارتكاب مجازر في تيجراي. 

وأودت الحرب المستمرة منذ نوفمبر 2020 بحياة الآلاف، وتركت قرابة نصف مليون شخص يواجهون مجاعة، و"استنزفت أكثر من مليار دولار من خزينة البلاد"، بحسب جوتيريش.