
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن بعض البنود الواردة في الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا "غير مقبولة بالنسبة للكرملين"، واصفاً المحادثات مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في العاصمة موسكو بأنها "كانت ضرورية، ومفيدة، ولكنها كانت أيضاً عملاً صعباً".
وذكر بوتين في مقابلة مع قناة "إنديا توداي" نشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها عقب وصول الرئيس الروسي إلى العاصمة الهندية نيودلهي، أن "روسيا لن تحرم أوكرانيا من حقها في ضمان أمنها، ولكن ليس على حساب أمن روسيا.. ونريد إنهاء الحرب التي شنّها الغرب ضدنا بأيدي أوكرانيا".
وتابع: "أهم شيء بالنسبة لكييف هو إدراك أن أفضل طريقة لحل النزاع هي من خلال المفاوضات"، مشدداً على أن "روسيا ستدافع دائماً عن مصالحها وشعبها".
وعقب بوتين على الوضع في أوكرانيا قائلاً: "الأمر لا يتعلق بالنصر، بل بحماية الناس ومصالحهم، وروسيا لم تبدأ هذه الحرب والغرب تغاضى عن الانقلاب".
وأوضح أن "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا ليست بداية الحرب، بل محاولة لإنهائها"، مشيراً إلى أن "موسكو سعت جاهدة لتسوية الوضع في أوكرانيا سلمياً على مدى 8 سنوات".
وقال بوتين إن "(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي أعلن عن رغبته في السلام، لكنه في النهاية بدأ يُعطي الأولوية لمصالح الجماعات القومية على حساب الشعب الأوكراني".
وأضاف: "السلطات الأوكرانية وضعت نفسها عملياً في مأزق، ومفتاح نجاح سلطات كييف يكمن في إدراك أن المفاوضات هي أفضل سبيل لحل المشاكل".
كما قال إن "أوكرانيا تعتقد أنها ستستفيد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بينما تعتقد روسيا أن ذلك سيهدد أمنها"، مشدداً على أن بلاده "تصر على وفاء الناتو بوعوده بعدم التوسع شرقاً، والتي قطعها في التسعينيات".
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، قال بوتين: "هناك العديد من المجالات التي يمكن أن يحقق فيها استعادة العلاقات الاقتصادية بين موسكو وواشنطن فائدة للطرفين"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يتحدث باستمرار عن رغبته بتقليل الخسائر في الصراع الأوكراني، وأنا متأكد من صدقه".
ومضى الرئيس الروسي قائلاً: "أرى أن ترمب يريد إنهاء الصراع في أوكرانيا سريعاً، بما في ذلك لأسباب إنسانية".
وأشار إلى أن "موضوع مشاركة روسيا في مجموعة الثماني أثير خلال الاجتماع مع ويتكوف في الكرملين، لكن لم تكن هناك دعوة لروسيا"، كما أشار إلى أن "العديد من الشركات الأميركية ترغب في العودة إلى روسيا".
اجتماع أميركي أوكراني في ميامي
وفي السياق، دعا ويتكوف وكوشنر وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إلى ميامي، الخميس، لإجراء مزيد من المحادثات، وفق ما صرح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوسائل الإعلام.
كما قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، الأربعاء، إن الولايات المتحدة دعت مسؤولين أوكرانيين للقاء "في المستقبل القريب".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أشخاص مطلعين قولهم، إن هناك الآن أربعة مسارات منفصلة يجري التفاوض عليها بالتوازي.
وأحد هذه العناصر، هي قضايا السيادة لأوكرانيا، والتي تخص حجم الجيش، وترسانة الأسلحة وغيرها.
أما المسائل الثلاثة الأخرى، فتشمل الأراضي المتنازع عليها، والتعاون الاقتصادي، ومسائل الأمن الأوروبي الأوسع.
تشكك أوكراني أوروبي
وأوضح زيلينسكي أن هدف أوكرانيا، إلى جانب التفاوض على الأراضي، هو "التأكد من أن أي صفقة سلام تتضمن ضمانات بالدعم الغربي لردع غزو روسي جديد في المستقبل".
وقال زيلينسكي: "أهم شيء هو المشاركة الفعالة لأوروبا في دفاعنا، وكذلك في ضمان الأمن بعد هذه الحرب".
واتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الأربعاء، بوتين بالتظاهر بالاهتمام بجهود السلام بعدما لم تسفر خمس ساعات من المحادثات مع في الكرملين عن أي اختراق، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، إن "على بوتين أن يضع حداً للتهديدات وسفك الدماء، وأن يكون مستعداً للجلوس إلى طاولة المفاوضات ودعم سلام عادل ودائم".
أما وزير الخارجية الأوكراني، فحث بوتين على "الكف عن إضاعة وقت العالم"، وفق وصفه.
ترمب: بوتين يريد إنهاء الحرب
قال ترمب، الأربعاء، إن ويتكوف وصهره كوشنر عقدا "اجتماعاً جيداً إلى حد ما" مع بوتين، خلال محادثات موسكو، مضيفاً أن المفاوضين الأميركيين يعتقدون أن بوتين "يرغب في إنهاء الحرب".
وأضاف ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، أنه تحدث مع ويتكوف وكوشنر مساء الثلاثاء بعد اجتماعهما في الكرملين. وقال: "ما الذي سيخرج من ذلك الاجتماع؟ لا أستطيع أن أخبركم، لأن الأمر يتطلب طرفين للتوصل إلى اتفاق".
واعتبر ترمب أن بوتين "يرغب بإنهاء الحرب، كان ذلك هو انطباعهما (ويتكوف وكوشنر)، الآن، سواء كان هذا صحيحاً أم لا، أنتم تعلمون أن انطباعهما كان رغبته أن يرى الحرب تنتهي".
وعقد بوتين محادثات استمرت 5 في موسكو مع ويتكوف وكوشنر، مساء الثلاثاء، ناقشت عدداً من القضايا أبرزها مسألة ضم روسيا للأراضي الأوكرانية.
ولا يزال من غير الواضح أي خطة سلام تم تقديمها لبوتين، بعد تقديم تفاصيل خطة أولية من 28 بنداً لأوكرانيا الشهر الماضي. وعملت كييف وحلفاؤها الأوروبيون بسرعة على تنقيحها وخفضها إلى خطة من 19 بنداً.









