بعد غرامة "إكس".. مسؤول أميركي: اللوائح الأوروبية تقوّض العلاقات مع الناتو

time reading iconدقائق القراءة - 5
نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، بلجيكا. 3 ديسمبر 2025 - REUTERS
نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لانداو خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، بلجيكا. 3 ديسمبر 2025 - REUTERS
واشنطن/ دبي -الشرقرويترز

حذّر نائب وزير الخارجية الأميركي، كريستوفر لاندو، الأحد، من أن سعي الاتحاد الأوروبي لتحقيق "أجندته الخضراء"، وفرض قواعد تقنية على شركات أميركية، يقوّض التحالف عبر الأطلسي، في أعقاب فرض المفوضية الأوروبية على شركة "إكس" غرامة قدرها 120 مليون يورو، لانتهاكها قواعد الشفافية الخاصة بالتكتل، وفق ما أوردت مجلة "بوليتيكو".

وقال لاندو، في منشور، عبر منصة "إكس"، السبت: "لا يمكن لدول أوروبا أن تعتمد على الولايات المتحدة لضمان أمنها، في الوقت الذي تعمل فيه بشكل علني على تقويض أمن الولايات المتحدة نفسها من خلال الاتحاد الأوروبي (غير المنتخب، وغير الديمقراطي، وغير الممثل)"، وفق تعبيره.

ودعا الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، وهو داعم رئيسي للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وكذلك حركة MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً)، إلى "إلغاء الاتحاد الأوروبي، وإعادة السيادة الكاملة للدول الأعضاء فيه".

وقال مسؤولون أميركيون، إن أوروبا تشن حملة إجراءات صارمة على شركات التكنولوجيا الكبرى لضمان قدرة الشركات المنافسة الأصغر حجماً على المنافسة، وإتاحة المزيد من الخيارات أمام المستهلكين.

فيما قالت المفوضية الأوروبية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إن قوانينها لا تستهدف أي جنسية، وتدافع فقط عن معاييرها الرقمية والديمقراطية التي عادة ما تشكل مقياساً لبقية العالم.

وجاءت عقوبة الاتحاد الأوروبي على "إكس" بعد تحقيق استمر لعامين بموجب قانون الخدمات الرقمية الخاص بالتكتل، والذي يُلزم منصات الإنترنت ببذل المزيد من الجهد لمعالجة المحتوى غير القانوني والمُضر.

"انتحار حضاري"

واعتبر لاندو، أن الغرامة "مجرد قمة جبل جليد"، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل إضعاف مصداقيته مع واشنطن بتركيزه على سياسات، وصفها، في منشور منفصل، بأنها "ضد المصالح الأميركية"، وتشكل نوعاً من "الانتحار الحضاري"، مكرراً تصريحات لترمب ضد الاتحاد الأوروبي في أحدث مخطط لسياسته الخارجية المتشددة.

وأضاف: "عندما ترتدي هذه الدول قبعات الناتو، تصر على أن التعاون عبر الأطلسي هو حجر الزاوية للأمن المشترك. ولكن عندما تتصرف تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، تسعى لتحقيق كل أنواع الأجندات التي غالباً ما تكون ضارة بمصالح وأمن الولايات المتحدة، بما في ذلك الرقابة، والانتحار الاقتصادي، والهوس المناخي، والحدود المفتوحة، والازدراء للسيادة، وتعزيز الحوكمة متعددة الأطراف والضرائب، ودعم كوبا الشيوعية".

وتابع لاندو: "لا يمكن أن يستمر هذا التناقض. فإما أن تكون الدول الأوروبية شركاء لنا في حماية الحضارة الغربية، أو لا تكون كذلك. ولكن لا يمكننا التظاهر بالشراكة في الوقت الذي تسمح فيه هذه الدول للبيروقراطية غير المنتخبة، وغير الديمقراطية، وغير الممثلة في بروكسل بممارسة سياسات الانتحار الحضاري".

وكان لاندو انتقد في وقت سابق هذا الأسبوع حلفاء "الناتو" الأوروبيين لاستبعادهم الولايات المتحدة من خطط بناء القدرات الدفاعية للتكتل، وفق "بوليتيكو".

وقبل يومين، قالت هينا فيركونن، نائبة الرئيس التنفيذي لشؤون سيادة التكنولوجيا والأمن والديمقراطية في المفوضية الأوروبية، إن المفوضية تعتزم إنهاء عدد من تحقيقاتها المتعلقة بشركات التكنولوجيا الكبرى في إطار قانون الإشراف على المحتوى في الكتلة خلال الفترة المقبلة.

وأضافت فيركونن للصحافيين، بعد اجتماع لوزراء الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "سنشهد في الأشهر المقبلة صدور المزيد من القرارات".

ورجحت "بوليتيكو" أن يثير ذلك غضب مسؤولين في واشنطن، حيث قال عدد منهم، إنهم يعتبرون أن الشركات الأميركية تُستهدف بشكل غير عادل من جانب بروكسل.

روبيو: "هجوم على أميركا"

وفي حين عبر سياسيون أوروبيون عن "إشادة حذرة" بقرار فرض غرامة على "إكس"، الجمعة، فقد ردت إدارة الرئيس ترمب بغضب شديد.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عبر منصة "إكس": "غرامة المفوضية الأوروبية التي تبلغ 140 مليون دولار ليست هجوماً على إكس فحسب، بل هي هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية وعلى الشعب الأميركي من قبل حكومات أجنبية. لقد انتهى زمن رقابة الأميركيين عبر الإنترنت".

بدروه، انتقد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية بريندان كار، الاتحاد الأوروبي لفرض غرامة على منصة "إكس"، بسبب خرقها للوائح التكتل الخاصة بالمحتوى على الإنترنت.

وقال كار: "مرة أخرى، تفرض أوروبا غرامة على شركة تكنولوجيا أميركية ناجحة.. لأنها ناجحة"، مضيفاً: "أوروبا تفرض ضرائب على الأميركيين لدعم قارة تعرقلها لوائحها الخانقة".

وعند سؤالها من "بوليتيكو" بشأن اتهامات توجيه الاستهداف غير العادل لشركات أميركية، قالت فيركونن إن من بين 10 منصات تخضع لتحقيقات رسمية بموجب قانون الخدمات الرقمية، هناك ثلاث منصات أميركية فقط.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال الأسبوع الماضي إنه يشعر بأن بروكسل "خائفة" من مواجهة شركات التكنولوجيا الأميركية، وإن "هجوماً أميركياً" قد أرهب المفوضية الأوروبية.

تصنيفات

قصص قد تهمك