
عقد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، اجتماعاً مع مجموعة "عصابة الثمانية"، التي تضم قيادات مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين، إضافة إلى كبار الجمهوريين والديمقراطيين في لجنتي الاستخبارات في كلا المجلسين، فيما اجتمع أعلى مسؤول عسكري أميركي يشرف على العمليات في أميركا اللاتينية بشكل خاص مع مشرعين، الثلاثاء، قبل أيام من موعد تنحيه المبكر.
وكان من المقرر أن يستمع المشرعون في "عصابة الثمانية" Gang of Eight إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، ووزير الدفاع بيل هيجسيث، والجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ولم يتضح على الفور ما الذي ستتضمنه تلك المحادثة. وكان مشرعون من الحزبين يطالبون منذ أسابيع بمزيد من الوضوح بشأن أهداف ترمب في أميركا اللاتينية، بما في ذلك خططه حيال فنزويلا.
وهدد ترمب مراراً باتخاذ عمل عسكري هناك ما لم يتنح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
جلسة مغلقة
على صعيد آخر، اجتمع أعلى مسؤول عسكري أميركي يشرف على العمليات في أميركا اللاتينية بشكل خاص مع مشرعين، الثلاثاء، قبل أيام من موعد تنحيه المبكر عن منصبه، في ظل توتر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحملتها لمكافحة المخدرات في المنطقة.
والتقى الأدميرال ألفين هولسي، قائد القيادة الجنوبية الأميركية، في جلسة مغلقة، مع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ روجر ويكر (جمهوري عن مسيسيبي) وكبير الديمقراطيين في اللجنة جاك ريد (عن رود آيلاند).
وقال ريد، للصحافيين عقب الاجتماع، إن هولسي "استعرض طبيعة علاقات القيادة التي عمل في إطارها" وكان "صريحاً في إفادته"، لكنه أشار إلى أن "المزيد ما زال بحاجة إلى التوضيح والكشف".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أشخاص مطلعين على الأمر إن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب مايك دي روجرز (جمهوري عن ألاباما) والنائب آدم سميث (واشنطن)، كبير الديمقراطيين في اللجنة، حددا موعداً لاتصال منفصل مع هولسي في وقت لاحق من اليوم (الثلاثاء). وتحدث هؤلاء، مثل آخرين، بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية.
وكانت لجنتا القوات المسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب قد فتحتا تحقيقات لتقصي الحقائق بشأن عملية أميركية في 2 سبتمبر أودت بحياة 11 شخصاً وصفوا بأنهم مهربو مخدرات، بينهم رجلان نجوا من الضربة العسكرية الأولى على قاربهم في المياه قبالة فنزويلا.
ومن المنتظر أن يتناول لقاء هولسي عدداً من الملفات، في مقدمتها الجدل المحيط بتقاعده المبكر، إلى جانب التدقيق الحزبي المشترك في آليات اتخاذ القرار خلال عملية 2 سبتمبر، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة. كما أثار خبراء في قوانين الحرب تساؤلات جدية حول قانونية إقدام الجيش على قتل الناجين الاثنين.
ولم يرد متحدث باسم هولسي على طلبات من "واشنطن بوست" للتعليق، الثلاثاء.
وظهر هولسي أمام أعضاء مجلس الشيوخ عبر الاتصال المرئي، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، قبيل مراسم مقررة الجمعة يُتوقع أن يتنحى خلالها عن منصبه بعد أكثر بقليل من عام على توليه قيادة القيادة الجنوبية. وعادة ما يشغل كبار القادة هذا المنصب نحو ثلاثة أعوام.
وكان قد جرى الكشف عن تقاعد هولسي المرتقب في أكتوبر، بعد أشهر من التوتر مع وزير الدفاع بيت هيجسيث، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة.
وقال هؤلاء إن هيجسيث لم يكن راضياً عن النهج الحذر الذي اتبعه هولسي، في وقت سعت فيه الإدارة، التي أولت أهمية كبيرة لما تقول إنها ضرورات أمنية متأصلة في نصف الكرة الغربي، إلى تكثيف الضغط على بعض دول أميركا اللاتينية.
وأضافت المصادر أن هيجسيث شعر بالإحباط لطول الوقت الذي استغرقته القيادة الجنوبية للامتثال لطلباته، بما في ذلك إعداد خطة خاصة ببنما.
وأوضح أشخاص مطلعون على سير العمل داخل القيادة أن هذه الجهة كانت تعاني منذ فترة طويلة من شح الموارد مقارنة بقيادات عسكرية أكثر بروزاً تشرف على الأنشطة في الشرق الأوسط والمحيط الهادئ، واعتمدت لسنوات على شركاء إقليميين لتنفيذ مهامها.
وكان متحدثون باسم هيجسيث قد نفوا في وقت سابق وجود توتر بين هولسي وهيجسيث.









