رغم "عراقيل" إسرائيلية.. تحركات أميركية مكثفة للدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة

time reading iconدقائق القراءة - 7
عائلة فلسطينية نازحة تراقب مياه الأمطار التي أغرقت المخيمات في منطقة النصيرات بشمال قطاع غزة. 12 ديسمبر 2025 - REUTERS
عائلة فلسطينية نازحة تراقب مياه الأمطار التي أغرقت المخيمات في منطقة النصيرات بشمال قطاع غزة. 12 ديسمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

دخل قطاع غزة الشهر الثالث من الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، بينما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم الشروط الإسرائيلية التي تعرقل الانتقال إلى هذه المرحلة.

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، كاريسا جونزاليز، لـ"الشرق"، الخميس، إن ترمب يتواصل مع الشركاء لتطبيق اتفاق غزة، لافتةً إلى أنه "لا بديل عن تنفيذ مراحل اتفاق وقف النار في غزة، وواشنطن ستبذل كل الجهود لتحقيق السلام".

ونقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي قوله، إن الولايات المتحدة تعمل على استكمال تفاصيل رئيسية قبل إعلان محتمل للمرحلة الثانية، بما في ذلك تشكيل "قوة الاستقرار" الدولية، التي يدعو إليها الاتفاق، و"مجلس السلام" الذي سيشرف على إدارة القطاع.

ومع تصاعد المخاوف الدولية من احتمال انهيار الهدنة المستمرة منذ شهرين، يبدو ترمب عازم على الانتقال إلى المرحلة الثانية الأكثر تعقيداً، والتي تشمل "نزع سلاح حماس، بدء إعادة الإعمار، ووضع ترتيبات الحكم بعد الحرب".

ويقع في صلب الخطة الأميركية لإدارة غزة، إنشاء "مجلس السلام" الذي سيقوده ترمب وزعماء عالميون آخرون.

وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي: "سيكون أحد أشهر المجالس في التاريخ، الجميع يريد أن يكون جزءا منه".

عراقيل إسرائيلية

رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده العلني للاتفاق في سبتمبر الماضي، فإن فجوات كبيرة ما زالت تفصل بين واشنطن وتل أبيب. فالولايات المتحدة تضغط للانتقال سريعاً إلى المرحلة التالية، فيما تشترط إسرائيل خطوات أساسية قبل ذلك، أبرزها عودة آخر جثامين الرهائن من القطاع، ومقاومة الجهود الأميركية لحل مسألة مقاتلي "حماس" العالقين في رفح بجنوب قطاع غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي لـCNN: "الكثير من المرحلة الثانية يُترك للتفسير، وفي الشرق الأوسط يمكن أن يكون أفضل شيء وأسوأ شيء في الوقت ذاته".

ورغم استعداد إدارة ترمب لبدء إعادة تأهيل وإعمار القطاع، تواصل إسرائيل التركيز على تفاصيل أخرى، وهي "نزع سلاح حماس"، و"تجريد غزة من القدرات العسكرية"، التي تفتقر إلى مسار واضح للتنفيذ.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر: "السؤال هو: هل تبقى حماس هناك في هذه الأثناء، وهكذا.. نعتاد الأمر ونتقبّله؟"، مضيفاً أن "ترمب يريد رؤية تقدم قبل زيارة نتنياهو نهاية الشهر إلى مارالاجو"، مقرّ الرئيس الأميركي الخاص في ولاية فلوريدا.

وتعرضت الهدنة خلال الشهرين الأخيرين، لانتهاكات إسرائيلية متكررة، إذ قتل الجيش الإسرائيلي خلال هذه المدة نحو 400 فلسطيني، العديد منهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

انتهاكات إسرائيل تهدد "اتفاق غزة" والفصائل تفضل المسار الدبلوماسي

إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق غزة وسط قلق الفصائل، بينما تؤكد حماس رفض الشروط الإسرائيلية وربط الإعمار بالسلاح، معتبرة أن الرد العسكري لن يكون مجدياً الآن.

واتهمت منظمات حقوقية وإنسانية إسرائيل، بعدم الالتزام بتعهّداتها المتعلقة بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومنع دخول مواد أساسية مثل الخيام.

وقال مسؤول مصري لـCNN، إن غياب الثقة العميق بين إسرائيل و"حماس"، يعرقل التقدم نحو المرحلة الثانية، معتبراً أن "كل نقطة مرتبطة بحسابات داخلية للطرفين"، وبالتالي "تُقيد قدرة الوسطاء على دفع العملية قدماً".

وأضاف أن "المرحلة الثانية ليست مجمّدة بسبب نقطة واحدة.. إنها مجمّدة لأن كل خطوة تمس مستقبل غزة، والطرفان غير مستعدين بعد لدفع الثمن السياسي لاتخاذ قرار نهائي".

قوة الاستقرار الدولية

المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، كاريسا جونزاليز، أشارت في تصريحاتها لـ"الشرق"، إلى أن الولايات المتحدة حققت تقدماً لتشكيل قوة الاستقرار في قطاع غزة، لافتةً إلى أن واشنطن تعمل على معرفة إمكانيات ومؤهلات كل طرف مشارك في القوة، ومن ثم سيتم بناء الخطة على تلك المعطيات.

ومنح قرار تبنّاه مجلس الأمن الدولي في 17 نوفمبر الماضي، تفويضاً لـ"مجلس السلام" والدول التي تتعاون معه لتأسيس قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة.

وتسعى إدارة ترمب إلى نشر القوة في مطلع العام المقبل، لكن من غير الواضح الدول التي ستشارك. وحتى دول مثل إندونيسيا وأذربيجان، اللتين أعلنتا استعداداً مبدئياً، أصبحتا أقل التزاماً الآن، فيما تكرر إسرائيل التأكيد على رفضها أي مشاركة تركية في تلك القوات. 

وكانت تقارير غربية ذكرت، الخميس، أن الإدارة الأميركية تعتزم تعيين جنرال أميركي لقيادة "قوة الاستقرار الدولية المؤقتة" (ISF) بغزة.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين إسرائيليَين قولهما، إن مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز، الذي زار إسرائيل هذا الأسبوع، أبلغ نتنياهو ومسؤولين آخرين، بأن إدارة ترمب ستتولى قيادة قوة الاستقرار الدولية، وستعيّن جنرالاً قائداً لها.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـCNN، إن "القوة الدولية ستنتشر أولاً إلى جانب الجيش الإسرائيلي في المناطق التي يسيطر عليها داخل غزة، ولكن من غير المؤكد ما إذا كانت الدول الإسلامية سترغب في الظهور بمظهر المتعاون مع القوات الإسرائيلية".

وفي هذه الأثناء، قال مسؤولون إسرائيليون، إن تل أبيب "ستواصل دعم الميليشيات المحلية المناهضة لحماس داخل غزة"، رغم سقوط ياسر أبو شباب، قائد مجموعات مسلحة في جنوب غزة تعرف باسم "القوات  الشعبية"، الأسبوع الماضي، في "اشتباكات داخلية".

مجلس السلام

من دون تقدم ملموس في ملف "نزع سلاح حماس" أو "القوة الدولية"، ستتركز المرحلة الثانية على جهود إعادة الإعمار داخل المناطق التي تحتلها إسرائيل حالياً في غزة.

ولفتت جونزاليز، إلى أنه "تم تحقيق بعض الخطوات الملموسة على أرض الواقع بشأن مجلس السلام الذي سيدير قطاع غزة، عبر التواصل مع الشركاء في المنطقة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـCNN، إن الولايات المتحدة تعمل على وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل "مجلس السلام" الذي سيشرف على إعادة إعمار غزة، وكذلك على لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة القطاع.

وفي مرحلة لاحقة غير محددة، يُفترض أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة، ما يفتح الباب أمام "مسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني"، كما ورد في قرار مجلس الأمن.

ولكن إسرائيل تضع عقبات أمام ذلك، إذ رفضت مسبقا تولّي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة غزة، وأي حديث عن قيام دولة فلسطينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك