
أفادت الشرطة الأسترالية، الأحد، بأن 12 شخصاً، من بينهم رجل يُعتقد أنه أحد مطلقي النار، لقوا حتفهم في هجوم وقع على شاطئ بوندي في مدينة سيدني.
وقال مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز مال لانيون في مؤتمر صحافي إن "المشتبه به الثاني في إطلاق النار حالته حرجة"، مشيراً إلى إصابة 29 شخصاً على الأقل، بينهم شرطيان ونقلوا للمستشفيات.
وأشار لانيون إلى أن الشرطة تحقق في احتمال وجود مسلح ثالث شارك في إطلاق النار، معتبراً أن الحادث كان "إرهابياً".
وأعلنت الشرطة في وقت لاحق تفكيك عدة عبوات ناسفة بدائية تم العثور عليها في سيارة بالقرب من موقع إطلاق النار.
وقالت الشرطة إن نحو ألف حضروا الاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي وحده بخلاف باقي رواد الشاطئ.
وقال مايك بورجيس وهو مسؤول كبير في المخابرات الأسترالية إن أحد المهاجمين المشتبه بهما معروف للسلطات من قبل، لكن لم تقرر أنه يشكل تهديداً وشيكاً.
وعقد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، وندد بالهجوم وقال إن الشر الذي ظهر فيه "يفوق التصور".
وتابع ألبانيز قائلاً "هذا هجوم موجّه ضد اليهود الأستراليين في أول يوم من عيد حانوكا، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان... في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن لتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة". ووصف المشاهد في بوندي بأنها "صادمة ومؤلمة".
وقال شهود إن إطلاق النار الذي وقع على الشاطئ الشهير استمر حوالي 10 دقائق، ودفع رواد الشاطئ للتفرق على الرمال، وإلى الشوارع والحدائق القريبة.
وبدا أن مقاطع فيديو انتشرت على منصة "إكس" تظهر رواد الشاطئ ومتنزه قريب وهم يتفرقون ويفرون لدى سماع دوي العديد من الأعيرة النارية وأصوات مركبات الشرطة.
وأظهر مقطع فيديو رجلاً يرتدي قميصاً أسود، وهو يطلق النار قبل أن يتدخل رجل بقميص أبيض لانتزاع السلاح منه. وشوهد رجل آخر، وهو يطلق النار من على جسر قريب للمشاة.
وأظهر مقطع فيديو آخر رجلين تجبرهما الشرطة على الاستسلام على جسر للمارة. وشوهد أفراد من الشرطة، وهم يحاولون إنعاش أحدهما.
وكانت خدمة إسعاف نيو ساوث ويلز، قالت إنه جرى نقل أكثر من 10 أشخاص إلى المستشفيات، فيما تلقى عدد آخر العلاج في موقع الحادث.
وشاطئ بوندي أحد أشهر الشواطئ في العالم وعادة ما يزدحم بالسائحين والزوار.
إدانات لحادث شاطئ بوندي
وأدان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بـ"شدة" الهجوم الذي وقع في سيدني، واستهدف احتفالاً يهودياً.
وأضاف روبيو: "لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي".
فيما عبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن صدمتها إزاء "الهجوم المأساوي" في شاطئ بوندي.
وقالت في منشور على منصة "إكس" إن "أوروبا تقف إلى جانب أستراليا والمجتمعات اليهودية في كل مكان، ونحن متحدون في مواجهة العنف ومعاداة السامية والكراهية".
كما ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالحادث قائلاً: "أخبار مؤلمة للغاية من أستراليا. تقدم المملكة المتحدة التعازي لكل من تأثر بالهجوم المروع في شاطئ بوندي".
رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون ندد أيضاً بالهجوم، وقال: "أستراليا ونيوزيلندا أقرب من الأصدقاء، نحن عائلة. أشعر بالصدمة من المشاهد المؤلمة في بوندي، وهو مكان يزوره النيوزيلنديون كل يوم... تعاطفي ومشاعر جميع النيوزيلنديين مع كل من طالهم الأذى".
أما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو فقال: "مصدوم بشدة من الهجوم الإرهابي في أستراليا على اليهود، وأتضامن مع الضحايا وذويهم ومع شعب وحكومة أستراليا... الكراهية ومعاداة السامية والعنف لا مكان لهم في مجتمعاتنا".
وأدان رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره حادث سيدني قائلاً: "صدمت بالهجوم المروع الذي وقع في شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال بمناسبة عيد حانوكا اليهودي... أدين هذا العمل الإرهابي الخسيس بأشد العبارات الممكنة. أتقدم بأحر التعازي لجميع المتضررين من هجوم اليوم المأساوي".
رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون قال: "صدمت من الهجوم الذي وقع في سيدني، واستهدف المجتمع اليهودي... أتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم".
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجوم، قائلاً إنه أصابه بالفزع.
وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ومجلس أئمة نيو ساوث ويلز ورابطة تُمثّل المسلمين في أستراليا في بيان "أعمال العنف والجرائم هذه لا مكان لها في مجتمعنا. يجب أن يحاسب المسؤولون عنها بشكل كامل وأن يواجهوا كامل قوة القانون".
وتابع البيان: "قلوبنا ومشاعرنا ودعاؤنا مع الضحايا وعائلاتهم وجميع من شهدوا أو تأثروا بهذا الهجوم الصادم للغاية".
كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم "العنيف" على شاطئ في سيدني بأستراليا، ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله: "نُدين الهجوم العنيف في سيدني بأستراليا، ويجب رفض وإدانة الإرهاب وقتل البشر أينما ارتُكب".
ونددت رابطة العالم الإسلامي بالهجوم، وقالت في بيان إنها "تدين باستنكار شديد الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعا لمواطنين أستراليين في مدينة سيدني".
وجدد الأمين العام للرابطة محمد بن عبد الكريم العيسى "التأكيد على موقف الرابطة والشعوب الإسلامية المنضوية تحت مظلتها، الرافض والمدين بشدة للعنف والإرهاب بكل صوره وذرائعه".
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة للهجوم، وأكدت موقفها المناهض لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف.
وأدانت الإمارات الهجوم، وقالت وزارة الخارجية في بيان: "تعرب الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا ولحكومة وشعب أستراليا متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين".
وعمليات إطلاق النار الجماعي نادرة في أستراليا. كما أن عدد الضحايا في هجوم الأحد، يجعله أسوأ واقعة من نوعها في البلاد منذ عام 1996، عندما أودى هجوم مسلح بحياة 35 شخصاً في موقع سياحي في ولاية تسمانيا جنوب البلاد.








