
اتهمت هيئة برلمانية في بريطانيا، الاثنين، الحكومة، بـ"التباطؤ" في تصنيف الصين كتهديد رئيسي للأمن القومي البريطاني، حسبما أوردت مجلة "بوليتيكو".
وأعرب نواب لجنة الاستخبارات والأمن، التي تتمتع بسلطة الوصول إلى الإحاطات السرية في إطار عملها الإشرافي على أجهزة الاستخبارات البريطانية، عن "قلقهم" إزاء ما وصفوه بـ"التقاعس الواضح" في تحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف بكين كتهديد من الدرجة الأولى فيما يتعلق بالتأثير على بريطانيا.
ويتعرض الوزراء لضغوط لوضع الصين على "المستوى المُعزز" من نظام تسجيل النفوذ الأجنبي البريطاني، وهو أداة لحماية الاقتصاد والمجتمع من الأنشطة العدائية السرية.
وقد وُضعت كل من إيران وروسيا على المستوى الأعلى، ما يُضيف طبقة جديدة من القيود والمساءلة لأنشطتهما في بريطانيا.
وقاومت الحكومة البريطانية، حتى الآن، دعوات لإضافة الصين إلى تلك القائمة، رغم اتهام بكين بممارسة أنشطة تُشكل تهديداً للدولة في بريطانيا، مثل التجسس الصناعي، والهجمات الإلكترونية، والتجسس على السياسيين.
أنشطة عدائية
وفي تقريرها السنوي، ذكرت اللجنة، أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني MI5، أبلغها سابقاً بأن إجراءات مثل نظام التسجيل ستكون "أكثر فعالية نسبياً ضد النشاط الصيني".
وأضافت اللجنة، أن "النشاط العدائي من جانب جهات فاعلة روسية وإيرانية وصينية مرتبطة بالدولة، متعدد الأوجه ومعقد"، مشيرةً إلى أن خطر "الاغتيالات والهجمات والاختطافات التي ترعاها الدولة" للمعارضين "لا يزال أعلى مما شهدناه في السنوات السابقة".
وأشارت إلى أنه على الرغم من وجود "عدد من المقايضات الصعبة" عند التعامل مع بكين، فقد "وجدت سابقاً أن الحكومة كانت مترددة في إعطاء الأولوية للاعتبارات الأمنية فيما يتعلق بالصين".
وقالت اللجنة: "ينبغي على الحكومة اتخاذ قرار سريع بشأن إضافة الصين إلى المستوى المُعزز من (نظام تسجيل النفوذ الأجنبي)"، مطالبةً بتقديم "تقرير كامل" لضمان "عدم إغفال المخاوف الأمنية لصالح الاعتبارات الاقتصادية".
يأتي هذا الضغط في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لزيارة الصين في يناير المقبل، ليكون أول زعيم بريطاني يزور البلاد منذ زيارة تيريزا ماي في عام 2018.
وقال متحدث باسم الحكومة: "الأمن القومي هو أولى واجبات هذه الحكومة. ونحن نُقدّر الرقابة المستقلة للجنة الاستخبارات والأمن ودقة تدقيقها. وأضاف: "يُؤكد هذا التقرير على العمل الحيوي والمعقد الذي تضطلع به أجهزتنا يومياً لحماية المملكة المتحدة".
وتابع: "تتبنى هذه الحكومة نهجاً ثابتاً وطويل الأمد واستراتيجياً لإدارة علاقات المملكة المتحدة مع الصين، انطلاقاً من المصالح البريطانية والعالمية. وسنتعاون حيثما أمكننا ذلك، وسنُعارض حيثما لزم الأمر".











