استنفار وتوجس داخل دول الجناح الشرقي: روسيا تهدد السلام في أوروبا والأطلسي

8 دول أوروبية تدعو لبناء "جدار الردع" لتدعيم خط الدفاع الثاني ضد موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة تظهر السياج الحاجز على الحدود الفنلندية الروسية في نويجاما. 21 مايو 2025 - REUTERS
صورة تظهر السياج الحاجز على الحدود الفنلندية الروسية في نويجاما. 21 مايو 2025 - REUTERS
هلسنكي/ دبي-رويترزالشرق

اعتبرت فنلندا، والسويد، وإستونيا، ولاتفيا، وبولندا، وبلغاريا، ورومانيا، وليتوانيا، في بيان مشترك الثلاثاء، أن روسيا هي التهديد الأكبر والمباشر وطويل الأمد للأمن والسلام والاستقرار في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي، وذلك وسط تقدم في مفاوضات وقف الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال رئيس وزراء فنلندا بيتّري أوربو، للصحافيين في هلسنكي، إن قادة الدول الثماني يدعون التكتل إلى اعتبار الدفاع عن مناطقه الحدودية أولوية في مواجهة روسيا، مشدداً على ضرورة إطلاق التمويل اللازم لذلك، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

وأضاف أوربو: "لن يتم بناء أي دفاع أوروبي، ما لم تسمع أصوات الدول الواقعة على الحدود الشرقية للاتحاد.."، مشيراً إلى أن "التكتل يتشارك في إرادة سياسية قوية لتعزيز الدفاع عن أوروبا، بدءاً من الجناح الشرقي".

واجتمع قادة الدول الثماني الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في العاصمة الفنلندية هلسنكي لمناقشة الدفاع عن دول الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً

ماذا تريد أوروبا من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

تنظر أوروبا إلى مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا كمعركة على مستقبل القارة، واضعة هدفاً أساسياً بوقف القتال دون ما تصفه بـ"مكافأة" روسيا.

وأصدر القادة بياناً مشتركاً بشأن الأولويات، من بينها الدفاع ضد الطائرات المسيّرة، وتحسين القدرة على التنقل العسكري، داعين إلى "تحرك عاجل لتعبئة التمويل الدفاعي للاتحاد الأوروبي، ومن أجل استثمارات إضافية في مجال الأمن".

وفي الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو لا تريد حرباً مع القوى الأوروبية، ولكن إذا أرادتها أوروبا، فإن روسيا مستعدة للقتال الآن".

"جدار ردع"

بدوره، قال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا لدى وصوله إلى القمة، إن "الجناح الشرقي يستحق تركيزاً واهتماماً خاصاً، لأنه يمثل خط الدفاع الثاني لأوروبا بعد أوكرانيا"، داعياً إلى بناء ما وصفه بـ"جدار الردع". 

وأضاف ناوسيدا: "يجب أن تكون جميع أنشطتنا الفردية على مستوى الاتحاد الأوروبي مكمّلة لخطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) الدفاعية".

وذكر مسؤول دفاعي رفض الكشف عن هويته لـ"بلومبرغ"، أن الاجتماع في هلسنكي يهدف إلى دفع العواصم الغربية في الاتحاد إلى استمرار تمويل الخطط الدفاعية للتكتل.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن الاجتماع يعكس توجس الدول الحدودية من الخطر الروسي رغم التقدم، مؤخراً بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب السلام في أوكرانيا. 

وقدمت الولايات المتحدة، الاثنين، ضمانات أمنية أكبر لكييف في إطار مساعي ترمب لإنهاء الحرب، فيما لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستوافق على الاتفاق.

وبحسب "بلومبرغ"، فإن هناك خطراً بشأن 4 مشاريع رئيسية اقترحتها المفوضية، تشمل الدفاع ضد الطائرات المسيّرة، مراقبة الحدود، إضافة إلى دروع جوية وفضائية، ودعت العواصم إلى إقرارها قبل نهاية العام، قد لا تحظى بموافقة القادة في قمتهم ببروكسل، الخميس.

روسيا ترفض "هدنة عيد الميلاد"

وأعلنت روسيا، في وقت سابق الثلاثاء، رفض المقترح الأوكراني بشأن "هدنة عيد الميلاد"، مؤكدة أنها تسعى إلى تحقيق "سلام طويل الأمد"، وهي غير مستعدة لاستبداله بحلول قصيرة الأجل، مشيرة إلى أنها لا تعتزم "تقديم تنازلات" بشأن مسألة الأراضي في محادثات أوكرانيا، ولن توافق "تحت أي ظرف" على نشر قوات غربية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن "هدنة عيد الميلاد" التي اقترحتها أوكرانيا ستعتمد على ما إذا كان سيجري التوصل إلى اتفاق سلام أم لا.

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن كييف تؤيد فكرة وقف إطلاق النار، ولا سيما بالنسبة للضربات على البنية التحتية للطاقة، خلال فترة عيد الميلاد.

 ورداً على سؤال حول الفكرة، قال المتحدث باسم الكرملين: "السؤال الآن هو ما إذا كنا، كما يقول الرئيس (دونالد) ترمب، سنتوصل إلى اتفاق أم لا".

واستبعد بيسكوف أن تشارك روسيا في هذه الهدنة إذا كانت أوكرانيا تركز على "حلول قصيرة الأجل وغير قابلة للاستمرار" بدلاً من تسوية دائمة، مضيفاً: "موقفنا معروف جيداً، وثابت، وشفاف، ومفهوم للأميركيين. ونحن على يقين من أنه مفهوم أيضاً للأوكرانيين".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن روسيا لن تقدم أي تنازلات تتعلق بالأراضي في المحادثات الرامية لإنهاء حرب أوكرانيا.

وأوضحت الوكالة أن ريابكوف كان يتحدث عن دونباس وشبه جزيرة القرم والأراضي التي تطلق موسكو عليها اسم نوفوروسيا، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

تصنيفات

قصص قد تهمك