بوتين عن مزاعم "حرب روسية كبرى" محتملة على أوروبا: هيستريا وأكاذيب

وزير الدفاع الروسي: الناتو يستعد لـ"مواجهة عسكرية" مع موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 5
موسكو/ دبي -الشرق

وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، التحذيرات والاستعدادات الأوروبية لـ"حرب كبرى" مع روسيا، بأنها "هيستريا وأكاذيب".

وأضاف بوتين خلال اجتماع موسع لهيئة وزارة الدفاع الروسية: "في أوروبا يغرسون في أذهان الناس مخاوف بشأن حتمية الصدام مع روسيا، ويرفعون درجة الهيستريا لديهم، بزعم ضرورة الاستعداد لحرب كبرى، لقد قلت مراراً هذا كذب وهذيان، هذيان محض"، حسبما أوردت وكالات الأنباء الروسية الرسمية.

وشدد الرئيس الروسي، على أن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة"، معتبراً أن "بعض القادة الأوروبيين نسوا مسؤوليتهم وركزوا على المصالح الشخصية"، على حد تعبيره.

وكان الرئيس الروسي قال في الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، إن موسكو لا تريد حرباً مع القوى الأوروبية، ولكن إذا أرادتها أوروبا، فإن روسيا "مستعدة للقتال الآن".

من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، خلال الاجتماع، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يستعد لـ"مواجهة عسكرية" مع روسيا.

وأضاف: "سياسات الدول الأوروبية، والناتو تخلق ظروفاً مسبقة حقيقية لاستمرار الأعمال العسكرية في عام 2026".

وتتصاعد التوترات بين موسكو والغرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، فيما تواصل دول الناتو، تعزيز استعداداتها الدفاعية على حدودها الشرقية، لردع أي هجوم روسي محتمل.

"سيناريوهات أوروبية" لحرب محتملة

وخلال الأسابيع الأخيرة، حذر مسؤولون أوروبيون من اندلاع "مواجهة عسكرية مع روسيا" وسط دعوات إلى الاستعداد لسيناريوهات الحرب.

واعتبرت فنلندا، والسويد، وإستونيا، ولاتفيا، وبولندا، وبلغاريا، ورومانيا، وليتوانيا، في بيان مشترك، الثلاثاء، أن روسيا هي "التهديد الأكبر والمباشر وطويل الأمد" للأمن والسلام والاستقرار في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي.

وقال رئيس وزراء فنلندا، بيتّري أوربو، للصحافيين في هلسنكي، إن قادة الدول الثمانية، يدعون التكتل إلى اعتبار الدفاع عن مناطقه الحدودية أولوية في مواجهة روسيا، مشدداً على ضرورة إطلاق التمويل اللازم لذلك.

بدوره، قال رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا، إن "الجناح الشرقي يستحق تركيزاً واهتماماً خاصاً، لأنه يمثل خط الدفاع الثاني لأوروبا بعد أوكرانيا"، داعياً إلى بناء ما وصفه بـ"جدار الردع".

وقال مسؤول دفاعي، لـ"بلومبرغ"، الثلاثاء، إن اجتماع هلسنكي، الذي ضم قادة دول "الجناح الشرقي" لأوروبا والناتو، يهدف إلى دفع العواصم الغربية في الاتحاد الأوروبي، إلى استمرار تمويل الخطط الدفاعية للتكتل.

ويعكس الاجتماع حالة من التوجس لدى الدول القريبة من روسيا، رغم التقدم في مفاوضات السلام في أوكرانيا.

والأسبوع الماضي، قال نائب وزير الدفاع البريطاني أليستر كارنز، في كلمة خلال إطلاق جهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية الجديد، إن "شبح الحرب يطرق أبواب أوروبا"، مطالباً حلف الناتو، بضرورة الاستعداد للرد.

وأوضح كارنز، أن أوروبا "لم تعد تواجه حروباً اختيارية، بل ضرورية ستكون لها كلفة بشرية باهظة".

تعزيز الدفاعات الأوروبية

وتكرر تحذيرات المسؤول الدفاعي البريطاني، تحذيرات سابقة للأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، الذي قال خلال خطابٍ ألقاه في برلين، الأسبوع الماضي: "أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، ويجب أن نكون مستعدين لحجم الحرب التي عانى منها أجدادنا وأجداد أجدادنا".

وحث الأمين العام لحلف الناتو، الخميس الماضي، الدول الأعضاء، على سرعة تعزيز دفاعاتها  لمنع "حرب قد تشنها روسيا" خلال 5 سنوات، معتبراً أن دول الحلف "هي الهدف التالي لروسيا"، بعد أوكرانيا، فيما دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى تسريع "بناء القدرات العسكرية الأوروبية".

وقال روته في كلمة أمام مؤتمر ميونخ الأمني في برلين: "العديد من حلفاء التحالف العسكري لا يشعرون بخطورة تهديد روسيا في أوروبا، ويجب عليهم زيادة الإنفاق والإنتاج الدفاعي بسرعة لمنع حرب بمثل حجم تلك التي شهدتها الأجيال السابقة"، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية.

وأضاف روته: "نحن الهدف التالي لروسيا. أخشى أن الكثيرين ساخطون بصمت. الكثيرون لا يشعرون بالإلحاح. والكثيرون يعتقدون أن الوقت إلى جانبنا. ولكنه ليس كذلك. وقت التحرك هو الآن".

من جانبها شددت كالاس، عبر منصة "إكس"، على تعزيز الدفاع الأوروبي ودعم أوكرانيا، معتبرة أنهما "ليسا مسارين منفصلين، بل هما أولويتان متكاملتان"، مشيرة إلى أنها أجرت اتصالات مع ممثلي وزارات الدفاع في فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، وبريطانيا، للمضي قدماً في كلا المسارين.

تصنيفات

قصص قد تهمك