تقرير: واشنطن تخطط لـ"فنزويلا ما بعد مادورو" وشركات النفط الأميركية ترفض العودة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مصفاة نفط تابعة شركة PDVSA في بويرتو كابيلو، فنزويلا. 2 مارس 2016. - REUTERS
مصفاة نفط تابعة شركة PDVSA في بويرتو كابيلو، فنزويلا. 2 مارس 2016. - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لمجلة "بوليتيكو" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدأت في استطلاع آراء شركات النفط الأميركية حول رغبتها في العودة إلى فنزويلا بمجرد رحيل الرئيس نيكولاس مادورو، ولكن الرد جاء بـ"الرفض القاطع".

وبحسب "بوليتيكو"، يعد هذا التواصل من جانب الإدارة مع قطاع النفط، والذي لم يُكشف عنه سابقاً، أحدث إشارة على أن البيت الأبيض يخطط لمستقبل فنزويلا "ما بعد مادورو"، كما يسلط الضوء على الكيفية التي تساهم بها أسواق النفط العالمية في مساعدة أو عرقلة هذا الهدف.

وتمنح تخمة المعروض في الأسواق العالمية، مع وصول الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة 5 سنوات، الرئيس دونالد ترمب حرية غير مسبوقة لتشديد الضغوط العسكرية على كراكاس، كما تجاهلت الأسواق إلى حد كبير الضربات الصاروخية الأميركية والإسرائيلية على إيران في يونيو الماضي.

ويرى مسؤولو الصناعة ومحللون أن هذه الأسعار المنخفضة لا تشكل حافزاً كافياً للشركات للمخاطرة بضخ استثمارات ضخمة في منشآت النفط الفنزويلية المتهالكة، والتي كان الرئيس الراحل هوجو شافيز قد صادرها قبل عقود.

قلق بشأن أسعار الوقود

وبلغ سعر النفط الأميركي الخام حوالي 56 دولاراً للبرميل، الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2021. وهذا يعني أن ترمب ليس لديه سبباً كبيراً للقلق من أن أي هجوم على فنزويلا قد يؤدي إلى قفزة جنونية في أسعار البنزين، لكنه يعني أيضاً أن شركات النفط الأميركية لديها خيارات استثمارية أكثر جاذبية في أماكن أخرى.

وقال أحد المصادر المطلعة على النقاشات: "لقد بدأت بوادر تواصل مع قطاع النفط بشأن احتمالية إعادة الدخول إلى فنزويلا، ولكن بصراحة، لا يوجد اهتمام كبير من قبل الشركات في ظل انخفاض أسعار النفط، وتوفر حقول أكثر جاذبية على مستوى العالم".

وأفاد اثنان من المصادر المطلعة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، بأن الإدارة الأميركية بدأت مؤخراً فقط في التواصل مع قطاع النفط، حيث صرح أحدهم قائلاً: "ليس من السهل إقناع الشركات بالمخاطرة برؤوس أموالها في بيئة سياسية غير مستقرة".

وتتلقى المساعي الأميركية، التي تقودها وزارة الخارجية، مساعدة من "إيفانان روميرو"، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA يعمل حالياً مستشاراً في هيوستن، وفقاً لمصدر في الصناعة أفاد بأن روميرو كان "يعمل كمنسق في مناقشات العقوبات" التي تنظمها وزارة الخارجية.

وقالت "بوليتيكو" إن المحاولات للوصول إلى روميرو في مكتبه الاستشاري باءت بالفشل، كما لم ترد وزارة الخارجية على الفور على الأسئلة الموجهة إليها.

حصار شامل

وأعلن ترمب، الثلاثاء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن فرض حصار على السفن التي تغادر فنزويلا حاملة نفطاً طالته العقوبات الأميركية، وأضاف أن الولايات المتحدة "لن تسمح لنظام معاد بالاستيلاء على نفطنا أو أرضنا أو أي أصول أخرى، والتي يجب إعادتها جميعاً إلى الولايات المتحدة فوراً".

وفي المقابل، لم يرد متحدث باسم البيت الأبيض على أسئلة "بوليتيكو" المطروحة حول هذا الشأن.

كانت شركات "شيفرون"، و"إكسون"، و"كونوكو فيليبس"، و"هاليبرتون"، و"شلبرجير"، و"ويذرفورد إنترناشيونال"، و"بيكر هيوز" تعمل جميعاً في فنزويلا مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما حاول شافيز إجبارها على التنازل عن حصص الأغلبية في مشاريعها لصالح شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA، وصادرت فنزويلا حينها أصول الشركات التي قاومت ذلك.

وقالت "بوليتيكو" إنه في حين لم يرد المتحدثون باسم "إكسون"، و"كونوكو فيليبس"، و"هاليبرتون"، و"ويذرفورد" على الاستفسارات، رفض المتحدثون باسم "بيكر هيوز"، و"شلبرجير" المعروفة الآن باسم SLB التعليق.

"ساحة للخردة"

وكانت إدارة ترمب الأولى فرضت عقوبات على فنزويلا، بما في ذلك قطاع النفط. ومنذ ذلك الحين، أدت سنوات من العقوبات ونقص الاستثمارات والاضطرابات السياسية إلى تحويل ما كان يعد بلداً رائداً في إنتاج النفط ويمتلك احتياطيات هائلة إلى ما وصفه ممثلو الصناعة بـ "ساحة للخردة".

ومع ذلك، يرى محللون أن إحياء إنتاج النفط في فنزويلا قد لا يكون بالسهولة التي يعتقدها البعض في الإدارة.

وقال فرناندو فيريرا، مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية في مجموعة "رابيدان إنرجي"، إنه من المرجح أن تكون شركات النفط الكبرى "حذرة قبل الاندفاع الكامل كما تأمل الإدارة على الأرجح".

وأضاف فيريرا: "الشركات التي لدغت من الجحر مرة ستكون حذرة في العودة، إذ يتعين عليها أن تبرر لمساهميها سبب اختلاف الأمر هذه المرة. من المرجح أن تكون هناك فجوة زمنية بين المرحلة الانتقالية وبين تدفق الاستثمارات نحو فنزويلا".  

لكنه أشار أيضاً إلى الاهتمام المتزايد من الشركات بالعودة بعد أن بدأت إدارة الرئيس السابق جو بايدن في تخفيف العقوبات عام 2022، مؤكداً أن "هناك بالتأكيد اهتماماً كامناً بفنزويلا".

تصنيفات

قصص قد تهمك