
وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، اتصل الإعلامي اليميني تاكر كارلسون، بالرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ لفهم أسباب مهاجمة قوارب يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، محذّراً من السعي إلى تغيير نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وهو احتمال أثار قلق الجمهوريين الأكثر ميلاً إلى الانعزالية ضمن حركة "أميركا أولاً" Make America Great Again التي يتزعمها ترمب، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وتُظهر المحادثات، التي جرت خلال عطلة الأسبوع الماضي وتحدّث كارلسون عن تفاصيلها، كيف أصبح المذيع السابق في شبكة Fox News في قلب بعض أكثر الخلافات حدة داخل حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" MAGA، سواء بشأن السياسة الخارجية، أو "معاداة السامية" والموقف من إسرائيل، أو نظريات المؤامرة، إلى جانب قضايا أخرى تزيد من حدة التوتر داخل الحركة.
وبينما يصارع اليمين الأميركي لتحديد ما الذي ينبغي أن يدافع عنه، أو يعارضه في السنوات المقبلة، يبرز كارلسون بوصفه شخصية "مثيرة للجدل ومؤثرة"، إذ يتمتع بجمهور كبير على منصات التواصل الاجتماعي، وبين معلّقي MAGA، وحتى داخل البيت الأبيض، وفق الصحيفة الأميركية.
ولا يأخذ ترمب دائماً بآرائه، فقد صعّدت الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة ضغوطها على فنزويلا، رغم دعوات كارلسون إلى تجنب ذلك.
لكن مع تصاعد الخلافات بين عدد متزايد من ناشطي MAGA مع ترمب، وبين بعضهم البعض، وما يرافق ذلك من غموض يحيط بمستقبل الحركة، بات كارلسون شخصية أكثر محورية هذا العام، ويُنظر إليه على أنه "مؤثر" من قِبَل منتقديه ومؤيديه على حد سواء.
وقال كارلسون عن علاقته بترمب: "لم أتحدث معه بهذا القدر من قبل".
وذكرت "واشنطن بوست" أن كارلسون يسعى إلى دفع الحزب الجمهوري بعيداً عن التدخلات الخارجية، وفك ارتباطه بإسرائيل التي يرى أنها تمارس ضغوطاً "مرهقة" على السياسة الخارجية الأميركية.
كما أبدى انفتاحاً على نظريات مؤامرة تتعلق باغتيال تشارلي كيرك، ما أثار غضب العديد من المؤثرين في حركة MAGA، من بينهم أرملة كيرك، إيريكا كيرك.
وفي هذا الخريف، أجرى كارلسون مقابلة مع المعلق اليميني نيك فوينتس، الذي روَّج لنظريات مؤامرة "معادية للسامية"، الأمر الذي فاقم المخاوف من أن كارلسون وحلفاءه يروّجون للتعصب، وأشعل في الوقت نفسه نقاشاً حول موقف حركة MAGA من رفض خطاب الكراهية.
ويرفض كارلسون بشدة اتهامات "معاداة السامية"، قائلاً: "مجرد أنني لا أريد الانصياع لإرادة زعيم أجنبي لا يجعلني معادياً للسامية، حسناً؟ أعتقد أن معاداة السامية أمر غير أخلاقي، وأنا ضدها".
حزب جمهوري "أكثر تطرفاً"
وفي خضم الانقسام الداخلي داخل اليمين الأميركي، أعرب بعض الجمهوريين، عن شعورهم بالقلق من أن الحزب بات "أكثر تطرفاً"، بما يشكل مخاطر طويلة الأمد.
في المقابل، رأى كارلسون أن الضجة الأخيرة، ولا سيما تلك المتعلقة بمقابلته مع فوينتس "مبالغ فيها"، وأنها في جزء منها محاولة من منتقدين مثل السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس) لـ"تشويه سمعة" صديقه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه "طامحاً للرئاسة" في عام 2028، بعد انتهاء ولاية ترمب.
وأشار كارلسون، إلى أنه "غير مهتم" بالترشح للرئاسة، وإنه حاول "الابتعاد" عن فانس لأن "آخر ما أريده هو إلحاق الضرر به".
وأضاف أن هجمات كروز تحديداً تمثّل، في رأيه، معركة بالوكالة حول مستقبل الحزب، موضحاً: "هذه حرب حول من سيخلف ترمب". وقالت "واشنطن بوست"، إن مكتب كروز رفض تصريحات كارلسون.
ويرى مؤيدو كارلسون أنه "مدافع" عن أجندة "أميركا أولاً" الشعبوية التي يرونها مستقبل الحزب الجمهوري، وهي حركة يجسدها أيضاً أبرز الشخصيات في حركة MAGA، مثل النائبة مارجوري تايلور جرين (من ولاية جورجيا)، التي وصفته في وقت سابق من العام الجاري بأنه أحد "أكثر البشر المفضلين لديها على هذا الكوكب".
لكن آخرين يرون في كارلسون "تهديداً" للحركة المحافظة في الولايات المتحدة، "بسبب ترويجه لأفكار متطرفة"، إذ يرى هؤلاء أن الحزب الجمهوري يتحمل مسؤولية إدانتها، أو على الأقل عدم تضخيمها. ووصفه المعلّق المحافظ، مارك ليفين، بأنه "مروّج للنازية، ومجنون مدفوع بالربح"، وذلك على خلفية موقف كارلسون الرافض للدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.
كما وصفه بن شابيرو، مقدم البودكاست المؤيد لإسرائيل، بأنه "ناشر فائق للأفكار السيئة، ومثقف جبان".
ودافع ترمب عن كارلسون بسبب مقابلته مع فوينتس. وقال الشهر الماضي: "إذا كان يريد أن يفعل ذلك، يقول للناس ما حدث، فليفعل".
وكان نائب الرئيس دي فانس، قد تبرأ من فوينتس قبل أشهر من المقابلة، واصفاً إياه بأنه "فاشل تماماً"، لكنه لم يعلّق صراحة على استضافة كارلسون له. كما ندد بالانتقادات اللاحقة التي استهدفت نجل كارلسون، باكلي، وهو موظف في مكتب نائب الرئيس الأميركي.
من هو تاكر كارلسون؟
يبلغ تاكر كارلسون من العمر 56 عاماً، وكان منذ فترة طويلة شخصية "محركة للشعور العام" في اليمين الأميركي، يتداول نظريات مؤامرة، وادعاءات استفزازية أخرى. ومن بين ما زعمه أن "الحزب الديمقراطي يحاول استبدال جمهور الناخبين الحالين… بأشخاص جدد، ناخبين أكثر طاعة من العالم الثالث"، حسبما ذكرت "واشنطن بوست".
وأثارت تعليقاته بأن الهجرة تجعل البلاد "أفقر وأكثر قذارة" حملات مقاطعة من المعلنين عندما كان يعمل في شبكة Fox News. كما دافع عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي فبراير 2024 أصبح أول صحافي غربي يجري مقابلة معه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأجرى كارلسون، العام الماضي، حواراً مطولاً شرح فيه لماذا كان ونستون تشرشل، وليس أدولف هتلر، هو "الشرير الرئيسي في الحرب العالمية الثانية".
وشهدت مواقف كارلسون تحولات عكست بعض التغيرات داخل الحزب الجمهوري، إذ انتقل من ليبرالي اقتصادي إلى مؤيد للسياسات الحمائية، ومن مؤيد للغزو الأميركي للعراق إلى متشكك في التدخلات العسكرية.
وفي الأشهر الأخيرة، نشر كارلسون سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تروّج لاتهامات بوجود "تستر" واسع النطاق حول هجمات 11 سبتمبر، وجادل بأن إسرائيل "تبرز" بوصفها قوة أجنبية ربما كانت على علم مسبق بالهجمات.
كما أجرى مقابلة مع أحد المؤمنين بنظريات المؤامرة اشتهر بالقول إن حادثة إطلاق النار في مدرسة "ساندي هوك" كانت "خدعة"، كما أطال الحديث عن مزاعم لا أساس لها لأحد المتهمين بالقتل بأن حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز أمر بقتل مشرعين ديمقراطيين في ولايته.
وتعود حادثة إطلاق النار في مدرسة "ساندي هوك" إلى عام 2012 حينما قتل شخص في العشرين من العمر، والدته في المنزل، ثم 26 شخصاً في المدرسة، بينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين 6 و7 سنوات، قبل أن يقدم على الانتحار.
واتهم المنتقدون كارلسون بـ"السعي المتهور" إلى جذب الانتباه، وقال كثيرون إنه يروّج لأفكار نمطية "ضارة" بشأن إسرائيل واليهود، مجسداً نوعاً من "الهوس الخطير" الذي كان قد انتقده بنفسه قبل عقود لدى بات بيوكانن، المدير السابق للاتصالات في البيت الأبيض.
وقال كارلسون في شبابه على قناة C-SPAN: "من المعروف أن بيوكانن يهاجم دائماً "جولدمان ساكس"، لكنه لا يهاجم أبداً "مورجان ستانلي". أعتقد حقاً أن هناك نمطاً لدى بات بيوكانن يتمثل في وخز اليهود. هل هذا معادٍ للسامية؟ نعم".
"محتالون ومخادعون"
كان كارلسون، الذي عُرف لسنوات بربطة العنق على شكل فراشة، وجهاً مألوفاً في واشنطن؛ إذ أمضى سنوات معلقاً محافظاً على شبكتي CNN وMSNBC، قبل أن ينتقل إلى Fox News، حيث صعد من مقدم برنامج في عطلة نهاية الأسبوع لا يحظى بنسبة مشاهدة تُذكر، إلى النجم الأكثر شعبية في الشبكة اليمينية.
وجرى فصله في عام 2023 عقب الدعوى القضائية التي رفعتها شركة "دومينيون لأنظمة التصويت" Dominion Voting Systems ضد Fox News، والتي كشفت عن تعليقاته الخاصة التي انتقص فيها من زملائه والإدارة وترمب. ويقسم كارلسون حالياً وقته بين منزليه في ولايتي مين وفلوريدا.
وهدد رحيل كارلسون عن Fox News بتقليص حضوره داخل الحزب الجمهوري بشكل كبير. لكن، وعلى العكس، أعاد بناء قاعدة جماهيرية واسعة بعد تحرره من القيود المؤسسية، وأسس نموذج أعمال قائماً على الاشتراكات والإعلانات المتخصصة، وهو نموذج أكثر حصانة أمام أنواع التجاوزات التي كانت تجلب له في السابق توبيخاً من الشركات.
وقال بعض المحافظين إن خطر استياء كارلسون لم يعد يثير الرهبة ذاتها لدى الجمهوريين المنتخبين كما كان الحال في ذروة نجوميته على Fox News. ومع ذلك، يتباهى كارلسون بنحو 22 مليون متابع عبر "يوتيوب" ومنصة "إكس"، إضافة إلى نشاط جانبي لبيع أكياس النيكوتين. كما كان برنامجه من بين أكثر 10 برامج بودكاست استماعاً في عام 2025 على منصة "سبوتيفاي".
وقال ستيفن بانون، الاستراتيجي السابق لترمب ومقدم البودكاست: "تاكر أصبح أكثر تأثيراً اليوم بعد مغادرته فوكس. مواضيعه أوسع، وضيوفه أكثر إثارة للاهتمام".
ولا يزال كارلسون عامل جذب كبير في أوساط الناشطين. فعندما أعلنت مجموعة Turning Point Action المحافظة، التي أسسها تشارلي كيرك، قائمة من 63 متحدثاً لمؤتمرها في ديسمبر الجاري بولاية أريزونا، تصدر كارلسون القائمة متقدماً على وزراء وقادة في الكونجرس ونجوم حركة MAGA، ولم يسبقه سوى نائب الرئيس جي دي فانس، وإيريكا كيرك زوجة الناشط اليميني الراحل مؤسس المجموعة.
ولم يستغرق الأمر طويلاً في ليلة الافتتاح حتى اندلعت الخلافات الداخلية داخل MAGA، وكان كارلسون في قلبها.
واستغل شابيرو، مقدم البودكاست اليميني المتشدد، خطابه، لإدانة كارلسون ومؤثرين آخرين وصفهم بأنهم "محتالون ومخادعون"، ما أثار صيحات استهجان وتصفيقاً في القاعة. واستعرض بالتفصيل أكثر ضيوف كارلسون إثارة للجدل، وسخر من فكرة أن كارلسون "يطرح الأسئلة فقط".
وبعد أكثر بقليل من ساعة، صعد كارلسون إلى المنصة وقال إن الهجمات جعلته يضحك. وأضاف مبتسماً: "سماع دعوات للإقصاء والتنديد بالناس في فعالية لتشارلي كيرك، أقول لنفسي: ماذا؟ هذا مضحك".
وجادل كارلسون بأن كيرك نفسه كان قد تعرض في السابق لضغوط لإقصائه. وكتب كيرك، قبل أشهر في رسالة نصية، أكد متحدث باسم TPUSA صحتها: "خسرنا للتو متبرعاً يهودياً كبيراً آخر. مليونا دولار سنوياً لأننا لن نقصي تاكر". وكان كيرك يؤمن بالنقاش الحاد، وها هو كارلسون يخاطب قاعة شاسعة مليئة بالطلاب والناشطين.
وتلقى كارلسون سؤالاً من شاب عما إذا كان تلقّي مشرعين والرئيس أموالاً من جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل AIPAC متوافقاً مع أجندة "أميركا أولاً". فأجاب كارلسون بالنفي، مضيفاً وسط صافرات وتصفيق: "إنها مجرد حقيقة واضحة".
خلافات MAGA
لم تحظ أي حلقة من برنامج The Tucker Carlson Show، الذي يجلس فيه كارلسون مع ضيوفه لإجراء مقابلات مطولة غالباً ما تتجاوز ساعتين، باهتمام هذا العام بقدر المقابلة التي أجراها في 27 أكتوبر الماضي مع فوينتس.
وخلال 139 دقيقة، سأل كارلسون فوينتس حول نشأته، وهجماته على سياسيين جمهوريين، وما إذا كان "الحديث عن اليهود" قد "يساعد المحافظين الجدد". لكنه لم يضغط عليه بشأن إشادته بهتلر أو تصريحه بأن "اليهود يديرون المجتمع، وعلى النساء أن يلتزمن الصمت، ويجب سجن أصحاب البشرة السوداء في الغالب".
وأعرب فوينتس عن أسفه لأن المحافظين التقليديين سعوا إلى تهميشه بسبب ما وصفه بـ"أسئلة معقولة"، وقال إن دعاة حرية التعبير في اليمين لم يدافعوا عنه.
وقال فوينتس: "أدركت أن الحركة المحافظة كانت مفلسة تماماً من هذه الناحية". فأجابه كارلسون: "نعم، أنت محق تماماً".
وحصدت مقابلة فوينتس، أكثر من 18 مليون مشاهدة على منصة "إكس" ونحو 7 ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، أي أكثر من معظم حلقات برنامج كارلسون الأخرى المنشورة على "يوتيوب" هذا العام، ولم تتفوق عليها سوى إحدى حلقاته عن هجمات 11 سبتمبر. لكنها في الوقت نفسه فجرت موجة من الغضب داخل حركة "ماجا".
وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز بعد أيام خلال قمة "الائتلاف اليهودي الجمهوري" في لاس فيجاس: "إذا جلست مع شخص يقول إن أدولف هتلر كان رائعاً للغاية، وإن مهمته هي محاربة وهزيمة اليهودية العالمية، ولم تقل شيئاً، فأنت جبان ومتواطئ في هذا الشر".
وفي الفعالية نفسها، وصف النائب، راندي فاين (جمهوري من فلوريدا) كارلسون، بأنه "أخطر معادٍ للسامية في أميركا". وبعد دقائق، قال فاين إن فريق إعداد برنامج كارلسون بدأ بالاتصال بمكتبه في محاولة لاستضافته.
وأضاف فاين، أنه تردد بشأن الدعوة، وقرر في النهاية عدم قبولها، موضحاً أنه لم تعجبه فكرة أن يجني كارلسون أموالاً من انتقاداته.
في المقابل، قال كارلسون إنه واجه فوينتس بالفعل بالتأكيد على أن معاداة السامية "أمر خاطئ"، وأضاف أنه يعتقد أن أفضل طريقة لكشف أفكار فوينتس هي السماح له بالحديث وترك الآخرين يحكمون.
وقال: "أعتقد أنه من المهم أن نفهم كيف انتهى بنا الأمر إلى وجود هذا العدد من الشباب مثل نيك فوينتس. لقد ارتكبنا كثيراً من الأخطاء في طريقة تعاملنا مع الشباب، وهم يشعرون بمرارة شديدة، وليس هذا خطأهم، بل خطؤنا".
وكان فوينتس، البالغ من العمر 27 عاماً، قد جرى تهميشه في السابق داخل الحزب الجمهوري، وحُظر من معظم منصات التواصل الاجتماعي ودُفع إلى الهامش. وعندما تناول ترمب العشاء معه في عام 2022، أثار ذلك ضجة واسعة. غير أن فوينتس، الذي أُعيد تفعيل حسابه على منصة "إكس"، عاد للظهور مجدداً هذا العام.
وقال ديفيد بروج، وهو ناشط جمهوري قلق من صعود فوينتس: "كان هناك أمل لدى المحافظين المؤيدين لإسرائيل في أن يتلاشى نيك فوينتس. لكن الجميع استيقظ الآن على حقيقة أن النظام الذي يكافئ هذا السلوك، النقرات والإعجابات والمتابعات، نظام حقيقي وقوي، ولن يختفي".
تنامي نفوذ كارلسون
وحّدت مقابلة فوينتس تحالفاً "استثنائياً" من الجمهوريين ضد كارلسون، وفق "واشنطن بوست"، إذ وجد رموز تقليديون في الحزب الجمهوري، مثل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، قواسم مشتركة مع متشددين من حركة MAGA، من بينهم المؤثرة المؤيدة لترمب، لورا لومر.
وكتبت لومر مؤخراً على منصة "إكس": "صباح الخير لكل من يدرك أن الحزب الجمهوري سيخسر انتخابات التجديد النصفي لأن قيادة الحزب تفضل حماية صداقتها مع (كارلسون) على امتلاك وضوح أخلاقي". وفي مقابلة صحافية، حذرت من "جهات معادية تحاول إعادة تعريف الحزب الجمهوري ليصبح نسخة معاصرة من شباب هتلر".
وقال جابرييل جرويسمان، المستشار الجمهوري وعضو مجلس الإدارة السابق في "الائتلاف اليهودي الجمهوري"، إن معاداة السامية تتصاعد في أوساط اليمين داخل عالم البودكاست ومراكز الفكر، أكثر من داخل أروقة السلطة. وأضاف: "لكننا نعلم أن هذا الخط فاصل رفيع".
وتابع: "في الداخل، لم تترسخ تلك الأصوات بعد، لكننا نعرف أنه ما لم يكن هناك رد حازم يرفض هذه الأمور، فإن ذلك سيكون الخطوة التالية". وأعرب عن قلقه من أن نفوذ كارلسون "ينمو يوماً بعد يوم".
تقدير ترمب
في المقابل، يقف عدد من شخصيات MAGA إلى جانب كارلسون. فقد جادلوا بأن كارلسون وجمهوره جزء من ائتلاف الحزب الجمهوري. وقال تيري شيلينج، الاستراتيجي والناشط الجمهوري، إن إبعاد كارلسون "سيكون خطأً فادحاً" بالنسبة للجمهوريين، مضيفاً: "هو لن يذهب إلى أي مكان. ولا تريد تاكر كارلسون كطرف ثالث".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تاكر داخل الحزب لدعم جي دي فانس". وتابع: "الناس الذين يتبعون تاكر يكرهون المؤسسة، وهم الأشخاص الذين أدخلهم ترمب إلى الحزب".
وبحسب ناشط جمهوري مطلع على علاقة الرجلين، وتحدث إلى "واشنطن بوست" شريطة عدم كشف هويته للتحدث بصراحة، فإن قدرة كارلسون على الحفاظ على الاهتمام الإعلامي تجعله "محل تقدير لدى ترمب". وقال: "لا يوجد ما يحترمه دونالد ترمب أكثر من شخص قادر على قيادة دورة الأخبار".
وقال مسؤول في البيت الأبيض، تحدث أيضاً شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول بمناقشة العلاقات الخاصة: "جمال الحركة يكمن في أن العديد من الأصوات يُمكنها الإدلاء بآرائها، سواء اتفق الرئيس معها أم اختلف".
وخلال الصيف، انتقد كارلسون قصف إدارة ترمب لإيران، ما دفع ترمب إلى وصفه بأنه "غريب الأطوار". وقال كارلسون في المقابلة، إنه كان منزعجاً بشدة من الهجوم، الذي رأى أنه نُفذ لمساعدة إسرائيل، إلى درجة دفعته إلى الجهر بموقفه.
وأضاف: "في اللحظة التي فعلت فيها ذلك، كان الرد: أنت تكره جميع اليهود. أنت تكره اليهود، أنت نازي". وقال واصفاً ردود الفعل التي تلقاها: "أعتقد أنني كنت أعلم أن هذا سيحدث، لكنني صُدمت به مع ذلك".
وخلال الأسبوع الماضي، قال كارلسون، إنه سمع أن ترمب كان على وشك الإعلان عن حرب مع فنزويلا في خطاب وطني، ليتبين لاحقاً أن ذلك غير صحيح.
ومع ذلك، أبقى الرجلان قنوات التواصل مفتوحة بينهما، وتبادلا الإشادة.
وقال ترمب الشهر الماضي عندما سُئل عن مقابلة كارلسون مع فوينتس: "وجدته جيداً". وأضاف: "قال أشياء جيدة عني على مر السنين. أعتقد أنه جيد".



















