تسوية أوكرانيا | اتصالات روسية أميركية مرتقبة.. وتقدم في صياغة خطة سلام منقحة

time reading iconدقائق القراءة - 6
جندي أوكراني يسير بالقرب من بلدة بوكروفسك الواقعة على خط المواجهة في منطقة دونيتسك. 11 ديسمبر 2025 - Reuters
جندي أوكراني يسير بالقرب من بلدة بوكروفسك الواقعة على خط المواجهة في منطقة دونيتسك. 11 ديسمبر 2025 - Reuters
دبي-الشرق

كشف الكرملين، الأربعاء، عن آخر المستجدات بشأن التسوية الأوكرانية، مؤكداً أن موسكو ستواصل اتصالاتها مع واشنطن عبر القنوات القائمة في القريب، فيما قالت كييف إن الوفدين الأوكراني والأميركي اقتربا من وضع اللمسات النهائية على خطة سلام من 20 نقطة.

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن المبعوث الخاص كيريل دميترييف قدّم تقريراً مفصلاً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن نتائج محادثات ميامي في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن واشنطن على دراية بالمعايير الرئيسية لموقف موسكو بشأن التسوية الأوكرانية.

ورفض التعليق على تقارير إعلامية بشأن خطة كييف للسلام المكونة من 20 بنداً، كما رفض الإفصاح عن رد فعل روسيا على المقترحات، قائلاً إن الكرملين لن يتواصل في هذا الصدد من خلال وسائل الإعلام.

وقال للصحافيين: "كل الخطوط العريضة لموقف الجانب الروسي معروفة جيداً لزملائنا من الولايات المتحدة".

وقال بوتين في الأسابيع القليلة الماضية، إن شروطه للسلام هي أن تتنازل أوكرانيا عن نحو 5 آلاف كيلومتر مربع من دونباس التي لا تزال تسيطر عليها، وأن تتخلى كييف رسمياً عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وهذا الأسبوع، عقد مسؤولون أميركيون اجتماعات في مدينة ميامي بشأن الشروط الممكن تنفيذها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022. وضمت المحادثات مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين، وشملت عقد اجتماعات منفصلة مع دميترييف.

خطة سلام منقحة

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات للصحافيين نشرها مكتبه الأربعاء، إن الوفدين الأوكراني والأميركي اقتربا من وضع اللمسات النهائية على خطة من 20 نقطة في المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع في ميامي.

لكن زيلينسكي أشار إلى أن كييف وواشنطن لم تتوصلا إلى أرضية مشتركة بشأن مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن أجزاء من دونباس لا تزال تحت سيطرتها أو بشأن مستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية الخاضعة حاليا لسيطرة القوات الروسية.

من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن زيلينسكي أبدى استعداده لسحب قوات بلاده من مناطق شرق منطقة دونيتسك التي لا تزال تحت سيطرة كييف وتحويلها إلى منطقة منزوعة السلاح كجزء من صفقة سلام محتملة مع موسكو.

ووصفت الصحيفة الأميركية هذا العرض بأنه أقرب ما وصل إليه زيلينسكي لمعالجة النزاعات الإقليمية الشائكة في دونيتسك التي أعاقت محادثات السلام مراراً، ما يشير إلى استعداده للتسوية بعد أسابيع من المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

لكن الاقتراح كشف أيضاً عن فجوات كبيرة لا تزال قائمة بين أوكرانيا وروسيا، فقد ارتبط عرض زيلينسكي لإنشاء منطقة منزوعة السلاح بشرط أساسي، وهو انسحاب روسيا من مسافة مكافئة من الأراضي في دونيتسك.

ويشكل الاقتراح جزءاً من خطة سلام منقحة تتألف من 20 نقطة، أعدّتها أوكرانيا والولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقد عرضها زيلينسكي على الصحافيين، الثلاثاء، في كييف.

وتغطي الخطة نطاقاً واسعاً من القضايا، بدءاً من الترتيبات الإقليمية المحتملة إلى الضمانات الأمنية التي تسعى كييف للحصول عليها لمنع أي هجوم روسي مستقبلي، بالإضافة إلى خطط إعادة بناء الدولة التي دمرتها الحرب.

ووصف زيلينسكي الخطة بأنها "أفضل جهد لأوكرانيا لإنهاء الحرب"، مؤكداً أن الرد الآن بيد روسيا. وأوضح أن مسودة الخطة الجديدة تُعرض على روسيا بواسطة الولايات المتحدة، وأن كييف تتوقع رداً بحلول مساء الأربعاء.

وأشار إلى أن مختلف النقاط الواردة في الخطة "تعكس إلى حد كبير الموقف المشترك بين أوكرانيا والولايات المتحدة". لكن كييف وواشنطن لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن نقطتين عالقتين، هما مصير الأراضي الأوكرانية في دونيتسك والسيطرة على محطة نووية كبيرة تسيطر عليها روسيا حالياً. وفيما يخص النقطة الثانية، عرضت كييف إدارة المحطة بشكل مشترك مع الولايات المتحدة كنوع من التسوية.

تفاؤل حذر

ورغم ذلك، رجحت "نيويورك تايمز" أن ترفض موسكو التنازلات المقترحة من كييف، حتى لو قُبلت بالكامل من الولايات المتحدة. ويصر الكرملين على أن هدفه الأساسي هو السيطرة العسكرية الكاملة على دونيتسك، سواء تم ذلك على الأرض، أو على طاولة المفاوضات، ورفض أي فكرة لإعادة المحطة النووية إلى السيطرة الأوكرانية.

وأحبط مسؤول رفيع في الكرملين الآمال في إحراز تقدم خلال عطلة نهاية الأسبوع، واصفاً أحدث محادثات السلام الأميركية-الأوكرانية بأنها "غير بنّاءة إلى حد كبير".

بينما أبدى زيلينسكي تفاؤلاً حذراً من أن موسكو لن ترفض الاقتراح الجديد بشكل علني خشية إغضاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأضاف أنه إذا حدث ذلك، يجب أن يواجه الكرملين عواقب جدية.

وقال للصحافيين: "لا يمكنهم أن يقولوا للرئيس ترمب: انظر، نحن ضد التسوية السلمية. بمعنى، إذا حاولوا عرقلة كل شيء، فسيتعين على الرئيس ترمب تزويدنا بأسلحة كبيرة وفرض كل العقوبات الممكنة عليهم".

وتابع: "لقد اقتربنا بشكل كبير من الانتهاء من صياغة الوثائق"، في إشارة إلى اتفاق سلام محتمل.

وأثناء حديثه، كان زيلينسكي يقرأ من مجموعة من الوثائق التي تحدد تفاصيل الاقتراح، إلى جانب ملاحق منفصلة بشأن الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار بعد الحرب. وقد تم تمييز عدة جمل باللون الأحمر، مشيراً إلى أنها أكثر النقاط جدلاً في الخطة، بحسب "نيويورك تايمز".

في السياق، أوصى مجلس الاتحاد الروسي وزارة الخارجية، الأربعاء، بالعمل على استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بالكامل "مع مراعاة المصالح الروسية".

كما أوصى المجلس "بالعمل على إقامة حوار مع الولايات المتحدة مع مراعاة أهمية التوصل إلى تسوية دائمة في أوكرانيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك