
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين يرغبان في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وأن المحادثات بشأن إبرام صفقة "في المراحل النهائية"، وذلك خلال استقباله زيلينسكي في ولاية فلوريدا الأميركية.
وأضاف ترمب، خلال تصريحات للصحافيين، أنه سيتحدث إلى بوتين والقادة الأوروبيين بعد لقائه مع زيلينسكي، واعتبر أن الرئيس الروسي "جاد جداً بشأن السلام"، وقال إنه يعتقد أن أوكرانيا والرئيس الروسي يريدان إبرام صفقة. وعما إذا كان سيلتقي بوتين قريباً، قال ترمب: "على حسب سير الأمور".
وأكد الرئيس الأميركي أن هناك فوائد اقتصادية لأوكرانيا من التوقيع على خطة السلام، وشدد على أن "الاتفاق الأمني سيكون قوياً". وقال إن "لا يوجد موعد نهائي" لإبرام صفقة بين روسيا وأوكرانيا.
وأظهرت لقطات مصورة تواجد الوفدين الأميركي والأوكراني برئاسة ترمب وزيلينسكي على طاولة عشاء ضمت من الجانب الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزان ويلز والمبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ومن الجانب الأوكراني رئيس الوفد المفاوض رستم عمروف وآخرين.
وفي وقت سابق الأحد، كتب ترمب، في منشور على منصة "تروث سوشيال": "لقد أجريت للتو مكالمة هاتفية جيدة ومثمرة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبل اجتماعي، في الساعة الواحدة ظهر اليوم (الأحد بالتوقيت المحلي)، مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. وسيعقد الاجتماع في غرفة الطعام الرئيسية في مارالاجو. وسائل الإعلام مدعوة للحضور".
روسيا تتمسك بإقليم دونباس
من جانبه، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن ترمب تواصل هاتفياً مع بوتين لبحث التسوية الأوكرانية قبل اللقاء مع زيلينسكي، مشيراً إلى أن الاتصال استمر لمدة ساعة و15 دقيقة، حسبما نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأضاف أوشاكوف: "لإنهاء الأعمال القتالية بشكل نهائي، تحتاج كييف إلى حل سياسي بشأن إقليم دونباس".
وذكر أن بوتين أكد لترمب "الأهمية القصوى للاستمرار في الاعتماد على التفاهمات التي تم التوصل إليها في ألاسكا وخلال الاتصالات الثنائية"، قائلاً إن الرئيس الأميركي استمع جيداً لتقييم روسيا لآفاق التوصل إلى اتفاق.
وأكد أوشاكوف أن الرئيسين "يتشاركان وجهة نظر مفادها أن الهدنة المؤقتة لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا"، بحسب قوله.
وأضاف أن ترمب أعرب عن اقتناعه بـ"التزام روسيا بالتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة الأوكرانية". وقال إن بوتين وافق على مقترح الرئيس الأميركي بمواصلة العمل على التوصل إلى تسوية في إطار مجموعتي عمل تم تشكيلهما خصيصاً لهذا الغرض "إحداهما معنية بالأمن والأخرى بالقضايا الاقتصادية".
ولفت أوشاكوف إلى أن بوتين وترمب اتفقا على إعادة التواصل بعد لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني.
خطوط حمراء أوكرانية
واستبق الرئيس الأوكراني محادثاته المرتقبة مع نظيره الأميركي في ولاية فلوريدا، الأحد، بإجراء اتصال هاتفي "مفصل" مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لمناقشة تحضيرات اللقاء مع ترمب، حسبما ذكر في منشور على منصة "إكس". وأضاف: "أبلغته عن الوضع في الخطوط الأمامية وعن عواقب الضربات الروسية. نحن نقدر دعم المملكة المتحدة كثيراً".
وكانت نقاط الخلاف الرئيسية في خطة السلام المقترحة هي مستقبل حوالي 20٪ من منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا، حيث ترغب روسيا في السيطرة عليها، فضلاً عن وضع محطة زابوروجيا النووية، أكبر محطة في أوروبا، والتي تخضع حالياً لموسكو، وتفاصيل الضمانات الأمنية التي ستوفرها واشنطن لأوكرانيا.
وتنبع خطة السلام الحالية المكونة من اقتراح صاغه مبعوثي ترمب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بمشاركة المبعوث الروسي كيريل ديمتريف.
وتدعو مسودة الاتفاقية إلى إجراء استفتاء في أوكرانيا حول التنازلات الإقليمية المرتبطة بالسيادة على أراض، بالإضافة إلى انتخابات رئاسية أوكرانية.
وقبل محادثات الرئيس الأوكراني مع نظيره الأميركي، أكد زيلينسكي حساسية ملف الأراضي، ومحطة زابوريجيا النووية. وقال، عبر منصة "إكس"، السبت، إن أوكرانيا وضعت خطوطاً حمراء في ما يتعلق بالتوصل إلى أي تسوية، وأن بلاده تعمل على تقليل القضايا العالقة إلى أدنى حد.
وأوضح أن "الأراضي ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية هي قضايا حساسة في التسوية، وفي حالة حدوث أي تفاهمات سنعود للشعب بالاستفتاء أو بإجراء تعديلات تشريعية معينة".
وطالب الرئيس الأوكراني، الدول الأوروبية، بإمداد الجيش الأوكراني بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ لتمكينها من التصدي للهجمات الروسية المتنامية.
كما أجرى زيلينسكي، السبت، مناقشات مع قادة الاتحاد الأوروبي وكندا بشأن "أهم الأولويات والتقدّم" في المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، قبيل محادثاته المرتقبة مع ترمب.
وأضاف زيلينسكي، عبر منصة "إكس"، أنه "سيبحث التطورات مجدداً مع قادة الاتحاد الأوروبي وكندا، عقب الاجتماع مع ترمب"، معتبراً أن "كييف تحتاج إلى مواقف قوية سواء على الجبهة أو في الدبلوماسية لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التلاعب والتهرّب من الوصول إلى نهاية الحرب".
التزام روسي
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تقدر جهود ترمب وفريقه للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن "نظام زيلينسكي لم يبد اسعداداً لمفاوضات بناءة"، حسب تعبيره.
ونقل تلفزيون "آر تي" الروسي عن لافروف قوله: "نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع المفاوضين الأميركيين للتوصل إلى اتفاقيات مستدامة تعالج الأسباب الجذرية للصراع".
وكان الرئيس الروسي قال، السبت، إن "هناك من ينصح أوكرانيا في الغرب بقبول شروط لائقة لإنهاء النزاع، لكن كييف لا تريد حل الصراع سلمياً". وأضاف: "إذا لم ترغب أوكرانيا في تسوية الوضع سلمياً، فستحل روسيا جميع المشاكل بالوسائل العسكرية".
كما نقل تلفزيون "آر تي" عن الرئيس الروسي قوله إن قواته تحرز تقدماً جيداً على خط الجبهة، وتزيد الضغط على القوات الأوكرانية في جميع الاتجاهات.
وقال بوتين إن القوات الروسية تقوم بجميع المهام الموكلة لها في العمليات العسكرية.
وذكر الكرملين أن بوتين زار أحد مراكز قيادة القوات الروسية في وقت سابق السبت، وتم إبلاغه بسيطرة القوات على مدينتي جولبابوليه في مقاطعة زابوريجيا ودميتروف في مقاطعة دونيتسك.








