
أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اختتم مكالمة هاتفية "إيجابية" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، فيما ذكر الكرملين أن الرئيس الروسي أبلغ ترمب بتغير موقف موسكو التفاوضي إثر محاولة كييف مهاجمة مقر إقامة بوتين، وهو الهجوم الذي نفته أوكرانيا.
واتهمت روسيا أوكرانيا، مساء الاثنين، بمحاولة مهاجمة مقر إقامة بوتين، في منطقة نوفجورود، شمالي روسيا، وقالت إنها ستغير موقفها التفاوضي في ضوء هذه التطورات، فيما نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الاتهامات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الاثنين، في منشور على منصة "إكس"، إن ترمب اختتم "مكالمة إيجابية" مع بوتين بشأن أوكرانيا.
في المقابل، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن ترمب شعر بالصدمة والغضب عندما أخبره بوتين بمحاولة أوكرانيا مهاجمة مقر إقامته في منطقة نوفجورود.
وأضاف أوشاكوف أن بوتين أوضح لترمب أن موقف موسكو سيتم مراجعته جرّاء "الإرهاب السياسي الذي تمارسه كييف"، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن الرئيسين الروسي والأميركي اتفقا على مواصلة الحوار الودي.
وأشار أوشاكوف إلى أن كبار مستشاري الرئيس الأميركي كانوا حاضرين خلال الاتصال الهاتفي بين ترمب وبوتين.
مهاجمة مقر بوتين
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر إقامة بوتين الرسمي بواسطة 91 طائرة بدون طيار، قبل أن يتم إسقاطها جميعاً، بحسب وكالة "إنتر فاكس" الروسية للأنباء.
وشدد على أن "روسيا لن تتغاضى عن الهجوم الأوكراني بطائرة على مقر الرئاسة الروسية"، قائلاً إن القوات الروسية حددت الأهداف والضربات التي سترد بها على الهجوم وتوقيتها.
وأضاف لافروف أن موسكو "لا تنوي الانسحاب من عملية المفاوضات عقب هجوم القوات الأوكرانية على مقر إقامة بوتين"، لكنه أشار إلى أن بلاده "ستعيد النظر في موقفها التفاوضي مع الأخذ في الاعتبار التحول النهائي لنظام كييف إلى سياسة إرهاب دولة"، على حد تعبيره.
في المقابل، نفى زيلينسكي الاتهامات الروسية، ووصفها بأنها "أكاذيب"، واتهم موسكو بالسعي إلى تقويض التقدم المحرز في المحادثات الأوكرانية الأميركية.
وقال إن "روسيا تعد لضرب مبان حكومية في كييف"، مطالباً الولايات المتحدة بالتحرك إزاء ما وصفه بـ"التهديدات الروسية".
محادثات السلام
وجاءت هذه التطورات قبل مرور يوم على لقاء الرئيسين الأميركي والأوكراني في فلوريدا، مساء الأحد، وإعلانهما إحراز تقدم بالمحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وإقرارهما في الوقت نفسه بوجود عقبات أمام التوصل إلى اتفاق مع روسيا بهذا الشأن.
وذكر الزعيمان، في مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائهما في منتجع "مار-أ-لاجو" التابع لترمب في فلوريدا، أنهما أحرزا تقدماً في اثنتين من أكثر القضايا إثارة للجدل في محادثات السلام، وهما الضمانات الأمنية لأوكرانيا وموقف منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.
وقدم كل من ترمب وزيلينسكي تفاصيل قليلة عن هذا التقدم، ولم يحددا مهلة لإتمام اتفاق السلام، رغم أن الرئيس الأميركي قال إنه سيكون واضحاً "خلال أسابيع قليلة" ما إذا كانت المفاوضات لإنهاء الحرب ستنجح.
ورغم إبدائه الكثير من التفاؤل قبل اللقاء، أشار ترمب بعد المحادثات مع زيلينسكي إلى أن هناك عقبات لا تزال قائمة، بما في ذلك ما سيحدث للمناطق المتنازع عليها التي ترغب روسيا بها، قائلاً: "هذه ليست صفقة ليوم واحد، هذا أمر معقد جداً".
وقال ترمب وزيلينسكي إن مستقبل دونباس لم يحسم بعد، رغم أن الرئيس الأميركي ذكر أن المناقشات "تسير في الاتجاه الصحيح"، وأضاف: "الأمر لم يحل، لكنه يقترب كثيراً، هذه قضية صعبة جداً".
وتقترح الولايات المتحدة إنشاء منطقة اقتصادية حرة إذا غادرت أوكرانيا منطقة دونيتسك في إقليم دونباس، رغم أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستعمل تلك المنطقة عملياً.









