توقع رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي، نشوب حرب أهلية في أفغانستان في أعقاب سحب الولايات المتحدة لقواتها بشكل كامل في أغسطس الماضي، مشيراً خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، السبت، إلى أنه ليس واثقاً من قدرة حركة طالبان على ترسيخ سلطتها في البلاد.
وقال ميلي إنه وفقاً لتقديره العسكري فإن الأوضاع في كابول من المرجح أن تتطور إلى "حرب أهلية"، معرباً في الوقت نفسه عن شعوره بالقلق من أن تستخدم "الجماعات الإرهابية" الفوضى الموجودة في أفغانستان كفرصة لتحقيق مكاسب.
وتابع، "هناك احتمال كبير للغاية لنشوب حرب أهلية أوسع نطاقاً في البلاد، ما سيؤدي لتهيئة الظروف لإعادة بناء تنظيم القاعدة أو نمو تنظيم داعش أو غيرهما من الجماعات الإرهابية، إذ من الممكن أن نشهد مجدداً عودة للإرهاب من هذه المنطقة في غضون عام إلى 3 أعوام، ولكننا سنراقب ذلك عن كثب".
وفي المقابلة التي أجريت في قاعدة "رامشتاين" الأميركية في ألمانيا، حيث سافر ميلي لتفقد العملية العسكرية الخاصة بالتعامل مع 17 ألف أفغاني تم إجلائهم من كابول، رد الجنرال الأميركي على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد باتت أكثر أماناً بعد الانسحاب الكامل من أفغانستان، بالقول إنه "من السابق لأوانه معرفة ذلك".
وأكد ميلي الذي يتواجد في ولاية راينلند بالاتينات جنوب غربي ألمانيا، لتقديم الشكر للقوات الأميركية في أوروبا على جهودهم تجاه اللاجئين الأفغان، أن الحفاظ على الأمن وجمع المعلومات الاستخباراتية في المنطقة بات مهمة أكثر صعوبة الآن، وذلك في ظل عدم الوجود الرسمي للولايات المتحدة داخل أفغانستان.
وأضاف "سيتعين علينا إعادة إنشاء بعض شبكات الاستخبارات البشرية، وغيرها من الخطوات الأخرى، ثم الاستمرار كلما سنحت لنا الفرصة، في شن العمليات الهجومية إذا ما تعرضت الولايات المتحدة للتهديد".
وفي رده على سؤال "فوكس نيوز" بشأن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن الولايات المتحدة ستواصل مكافحة الإرهاب بقدرات "تتجاوز الأفق"، من خلال الاعتماد على الضربات الجوية العسكرية بدلاً من استخدام العمليات على الأرض، قال ميلي "من الممكن القيام بذلك، لكن سيتعين علينا الحفاظ على وجود مستويات مكثفة للغاية من المؤشرات، والتحذيرات، وعمليات المراقبة والاستطلاع لتلك المنطقة بأكملها".
لمتابعة التغطية المباشرة لآخر التطورات في أفغانستان: