طالبت عائلات ضحايا حادث تحطم طائرة "بوينج" التابعة للخطوط الماليزية عام 2014 فوق أوكرانيا، بتحقيق العدالة وإدانة روسيا، خلال الإدلاء بشهاداتها، في المحاكمة الغيابية التي عقدت الاثنين، بهولندا لأربعة أشخاص متهمين بالتسبب في إسقاط الطائرة.
وأسقطت طائرة أقلعت من العاصمة الهولندية أمستردام نحو كوالالمبور عاصمة ماليزيا، في 17 يوليو 2014 بصاروخ "بوك" روسي، فوق منطقة تشهد نزاعاً مسلحاً بين انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا والقوات الأوكرانية الحكومية، ما أسفر عن مقتل 298 شخصاً، كانوا على متنها بينهم 196 هولندياً.
وأكد أقارب ضحايا الطائرة المنكوبة للقضاة أنهم لن يقيموا الحداد حتى محاكمة المسؤولين، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
"غضب وخوف"
وقالت ريا فان دير ستين التي فقدت والدها جان وزوجة أبيها نيل، وهي أول من أدلى بشهادته بين أقارب الضحايا "تغمرني مشاعر الانتقام والكراهية والغضب والخوف".
وأضافت "أعلم أنهم لقوا حتفهم ولن أراهم مرة أخرى، لكن لا يمكنني الانتهاء من وداعهم حتى تتم إدانة المسؤولين عن وفاتهم لما اقترفوه".
وأكد بيتر فان دير مير بحرقة للمحكمة، أنه فقد "حياته ومستقبله" بعد وفاة بناته الثلاث صوفي وفلور وبينت، اللواتي يبلغن من العمر 12 و10 و7 سنوات على التوالي، بالإضافة إلى طليقته إنغريد.
وقال وهو يذرف الدموع "آمل أن يشعر المسؤولون بالحاجة الملحة للتحدث بعد القصة التي رويتها اليوم، حتى يتمكنوا من النظر إلى أنفسهم في المرآة ولا يضطروا إلى الكذب على أطفالهم أو أحفادهم حول ما اقترفوه في 17 يوليو 2014".
النطق بالحكم
واعتبر روبرت فان هايجنغن الذي فقد شقيقه إريك وزوجة زوجته تينا وابنهما زيجر (17 عاماً) أن الجناة كانوا يدركون "أنهم كانوا يطلقون النار على طائرة مدنية".
ومن المقرر أن يدلي نحو 90 من أقارب الضحايا الهولنديين والأستراليين والماليزيين بشهادتهم أمام المحكمة خلال الأيام المقبلة.
وحدد القاضي الرئيسي، هندريك ستينهويس تاريخ 22 سبتمبر 2022 موعداً محتملاً للنطق بالحكم، لكنه أشار كذلك إلى تواريخ أخرى في نوفمبر وديسمبر من ذلك العام.
"صاروخ روسي"
وتوصل فريق المحققين الدوليين الذي تقوده هولندا في مايو 2018 إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ أطلق من كتيبة الدفاع الجوي 53 الروسية فوق كورسك في جنوب شرق أوكرانيا.
ووجهت هولندا وأستراليا التي كان 38 من رعاياها بين الضحايا، اتهاماً صريحاً لروسيا بأنها مسؤولة عن مقتل رعاياهما، بعدما كشفه الفريق الدولي للتحقيق المشترك، لكن روسيا أنكرت بشدة أي تورط، وألقت باللوم على أوكرانيا.
وأعلنت الحكومة الهولندية، في يوليو 2020 أنها أحالت روسيا إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "لدورها في تحطم الطائرة الماليزية".
ورداً على هذه الخطوة، أعلنت روسيا أكتوبر الماضي انسحابها من المشاورات بين الدول الثلاث (هولندا، روسيا، أستراليا) التي بدأت في 2018 لتحديد أسباب الكارثة، منددة بما وصفته بـ"المحاولات الخبيثة لإلقاء اللوم على موسكو".
وأدى تحطم الرحلة "إم. إتش17" إلى زيادة تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، التي كانت في أدنى مستوياتها، بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014، واندلاع الصراع في الشرق مع الانفصاليين الذين تُوجه إلى روسيا تهمة دعمهم، لكنها تنفي ذلك.