رغم التعهد بإغلاقه.. غموض بشأن مستقبل سجن جوانتانامو

time reading iconدقائق القراءة - 5
سجين يتجول داخل زنزانة في معتقل جوانتانامو، 22 مارس 2016 - REUTERS
سجين يتجول داخل زنزانة في معتقل جوانتانامو، 22 مارس 2016 - REUTERS
دبي-الشرق

لا يزال معتقل جوانتانامو الأميركي الذي شهد احتجاز عدد من المشتبه بهم في الضلوع بهجمات 11 سبتمبر 2001، مفتوحاً من دون تاريخ محدد لإغلاقه، رغم تعهدات سابقة ومطالبات مستمرة.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن متحدث باسم وزارة الدفاع أن 39 شخصاً ما زالوا رهن الاحتجاز في هذا المعتقل العسكري الأميركي في كوبا، بالرغم من التعهد المتكرر من جانب مسؤولين أميركيين، بالعمل على الإغلاق.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في فبراير أن إدارة بايدن تخطط لإغلاق المعتقل "بعد عملية مراجعة قوية، تضم العديد من الأطراف الفاعلة من وكالات مختلفة".

وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن البيت الأبيض لم يرد على طلبات متعددة، من جانبها هذا الأسبوع حول وضع جدول زمني لإغلاق جوانتانامو.

تجديد بالمعتقل

وقالت الشبكة الأميركية إن "الوضع لم يعد مقتصراً على عدم تحديد جدول زمني للإغلاق، بل أكدت على وجود إنشاءات جديدة جارية في ذلك المعتقل"، مشيرة لإضافة مساحة عمل سرية بقيمة 15 مليون دولار من قبل الحكومة الأميركية، وهو مشروع وافق عليه الكونجرس في 2018.

ومنذ افتتاحه قبل 19 عاماً، شهد معتقل جوانتانامو احتجاز قرابة 800 شخصاً، كما قوبل بتنديدات على مستويات عدة بسبب"وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان داخله".

وبُنيت قاعدة خليج جوانتانامو البحرية عام 1898 أثناء الحرب الإسبانية الأميركية، وافتُتحت بعد أكثر من قرن في يناير 2002 في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، لتكون مكاناً لاحتجاز واستجواب الأشخاص المشتبه بصلتهم بالإرهاب، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

التعهد بالإغلاق

وعندما تولى الرئيس السابق باراك أوباما منصبه في يناير 2009 "تعهد بإغلاق المعتقل في غضون عام، لكنه فشل في القيام بذلك"، فيما اتخذ الرئيس السابق دونالد ترمب "موقفاً مختلفاً، وأراد إبقاء السجن مفتوحاً"، بحجة أن المحتجزين هناك "أشخاص خطيرون للغاية، ولا ينبغي السماح لهم بالعودة إلى ساحة المعركة"، لكن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، يحاول متابعة إغلاق السجن.

وفي يوليو، نقلت إدارة بايدن من تلك المنشأة، المعتقل المغربي عبد اللطيف ناصر، الذي كان محتجزاً هناك من دون توجيه اتهامات إليه، في أول عملية نقل لمعتقل من قبل إدارته.

ومن بين الأشخاص الـ 39 المتبقين، يوجد 10 معتقلين مؤهلين للنقل إلى الخارج، و17 مؤهلين لخوض عملية المراجعة لاحتمال نقلهم.

وينخرط 10 آخرون في عملية اللجنة العسكرية المستخدمة لمقاضاة المحتجزين، وتمت إدانة اثنين، حسب ما قال مسؤول كبير في الإدارة لوكالة "أسوشيتد برس".

تكلفة إقامة المعتقلين

وبحسب "فوكس نيوز"، تصل تكلفة إيواء كل سجين في معتقل خليج جوانتانامو، لـ13 مليون دولار سنوياً، مقارنة بـ 70 ألف دولار سنوياً لإيواء إرهابي مُدان في سجن "إيه دي إكس فلورنس"، وهو سجن فيدرالي شديد الحراسة، يقع في مقاطعة فريمونت، بولاية كولورادو الأميركية.

وجرى نقل 197 معتقلاً في عهد أوباما إلى دول أخرى، في حين نُقل 500 من قبل إدارة بوش. أما خلال فترة ترمب، فنُقل سجين واحد فقط؛ ليقضي ما تبقى من فترة العقوبة في بلده، بعد أن وافق على صفقة "للإقرار بالذنب مقابل نقله من جوانتانامو".

احتجاز بلا اتهامات

ومعظم المحتجزين في الموقع من دون توجيه اتهامات، ومع ذلك فإن إدارة بايدن لم تشر إلى خطتها بشأن الجهود الجارية لمحاكمة 5 رجال محتجزين في جوانتانامو، بسبب هجمات 11 سبتمبر، بمن فيهم خالد شيخ محمد، الذي أنفقت الحكومة الأميركية ما يقدر بنحو 161.5 مليون دولار على إقامته هناك حتى يناير.

واستؤنفت جلسات الاستماع التمهيدية، الثلاثاء، لخالد شيخ محمد، و4 آخرين متهمين بالتآمر في هجمات 11 سبتمبر، بعد انقطاع لأكثر من عام بسبب جائحة فيروس كورونا، وبالرغم من مرور أكثر من 20 عاماً، لم يُحدد موعد للمحاكمة.

عودة المفرج عنهم 

وتعتبر احتمالية استئناف سجناء جوانتانامو السابقين للأنشطة العدائية، مصدر قلق ومساهماً أساسياً في إثارة الجدل بشأن قرار الإفراج عنهم.

وفي تقرير عام 2016، ذكر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي، أنه "تم التأكد من عودة نحو 17% من 728 معتقلاً أُفرج عنهم، للانخراط في مثل هذه الأنشطة، مع الاشتباه بقيام 12% منهم بذلك".

وفي أغسطس، أعلنت حركة طالبان التي عادت للظهور مجدداً، تعيين محمد نبي عمري، وهو معتقل سابق في جوانتانامو وله علاقات وثيقة مع القاعدة، في منصب حاكم ولاية خوست بأفغانستان، بعد سيطرتها على معظم أنحاء البلاد بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية.