أفادت قناة "برس تي في" الحكومية الإيرانية، السبت، نقلاً عن مصدر مطلع بأن إيران لن تتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الولوج إلى أي معلومات عن الأنشطة النووية، خلال زيارة مدير الوكالة رافائيل جروسي إلى طهران الأحد.
وكانت الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، أعلنت في وقت سابق، السبت، أن مديرها العام سيلتقي مع نائب الرئيس الإيراني، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في العاصمة الإيرانية طهران، الأحد.
ونقلت "برس تي في" عن مصدر إيراني مطلع القول إنه "لن يحدث أي تغيير بشأن ولوج الوكالة إلى بيانات المنشآت النووية (في إيران)، خلال الزيارة".
وتابع المصدر: "كما أن الوكالة لن تحصل على تسجيلات كاميرات المراقبة"، في المنشآت النووية.
وأوضح المصدر، بحسب قناة "برس تي في"، أن زيارة جروسي "لا علاقة لها بالقيود التي تفرضها إيران على ولوج وكالة الطاقة الذرية إلى تسجيلات كاميرات المراقبة في المنشآت النووية بإيران".
ونفى المصدر بشكل قاطع تقارير أميركية بشأن احتمال تسليم طهران تسجيلات كاميرات المراقبة للوكالة، قائلاً: "لن تكون هناك أي إمكانية لإعادة النظر في عدم ولوج وكالة الطاقة الذرية إلى تسجيلات كاميرات المراقبة".
وتابع المصدر: "إن المحادثات خلال زيارة المدير العام للوكالة إلى طهران ستركز على تقديم خدمات بشأن بعض معدات الوكالة للمراقبة، وليست هناك أي قضية أخرى على أجندة الزيارة".
ما قصة كاميرات المراقبة؟
وشكت الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، الثلاثاء الماضي، من أن طهران "تعرقل بشدة" أعمال المراقبة، التي يقوم بها المفتشون الدوليون لمنشآتها النووية، من خلال الحدّ من وصولهم إلى كاميرات المراقبة ثم عدم تسليمهم التسجيلات.
وفي فبراير، علّقت إيران بعض عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ردّاً على رفض الولايات المتحدة رفع العقوبات عنها، كما حدّت من وصول الوكالة إلى معدّات مراقبة مثل الكاميرات، ثم توصلت إلى اتفاق مؤقت مع الوكالة التزمت بموجبه بالحفاظ على التسجيلات التي مصدرها هذه المعدات، بهدف تسليمها في نهاية المطاف للوكالة. لكنّ الاتفاق انتهى في 24 يونيو، و"لم تتواصل طهران مع الوكالة على الإطلاق بشأن هذا الأمر لأشهر"، بحسب التقرير.
وتسجل هذه الكاميرات الأنشطة النووية التي تتم داخل المنشآت النووية الإيرانية، كما تقوم بتخزين المعلومات على بطاقات الذاكرة الخاصة بها. وتعد هذه التسجيلات ضرورية لمساعدة الوكالة على فهم ما إذا كانت هذه الأنشطة النووية سلمية، أم أنها جزء من برنامج أسلحة نووية.
توتر مع الغرب
وفي وقت سابق، السبت، قال 3 دبلوماسيين يتابعون أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كثب، لوكالة رويترز، إن رافائيل جروسي سيسافر إلى طهران لإجراء محادثات قد تسهم في تخفيف حدة المواجهة بين إيران والغرب، والحيلولة دون إخفاق محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وتأتي زيارة جروسي قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر خلال أسبوع في فيينا، والذي سيكون على الدول الـ35 الأعضاء أن تقرر خلاله ما إذا كانت ستمضي قدماً بخطط لتمرير قرار يدين إيران على سلوكها النووي، وفقاً لما نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الجمعة.
وتخوض إيران مع الولايات المتحدة والقوى العالمية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي) محادثات في العاصمة النمساوية فيينا، منذ أبريل الماضي، لإحياء الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، وهي مباحثات متوقفة منذ يونيو، قبيل تولي الرئيس الإيراني الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي مهامه في مطلع أغسطس.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ألمح في نهاية أغسطس الماضي، إلى أن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل شهرين أو ثلاثة.
والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها إلى إيران، روبرت مالي، سيبدأ، الثلاثاء، جولة تستمر حتى الجمعة، تشمل روسيا وفرنسا، بهدف إجراء "مشاورات" بشأن "البرنامج النووي الإيراني، وضرورة إبرام اتفاق ووضعه بسرعة موضع التنفيذ".